المنشورات

«أبو يعقوب الأزرق» ت في حدود 240 هـ

هو: يوسف بن عمرو بن يسار أبو يعقوب الازرق المدني ثم المصري.
الإمام الحجة الضابط المحقق الثقة:
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ «يعقوب الازرق» القراءة على مشاهير علماء عصره: فقد أخذ القراءة عرضا وسماعا عن «ورش» وهو الذي خلفه في القراءة والاقراء بمصر. كما عرض القرآن على «سقلاب»، وغيره (2).
قال «أبو الفضل الخزاعي»: «أدركت أهل مصر، والمغرب على رواية «أبي يعقوب الازرق» عن «ورش» لا يعرفون غيرها (3).
وقال «الذهبي»: «لزم «الازرق» «ورشا» مدة طويلة، وأتقن عنه الأداء وجلس للإقراء، وانفرد عن «ورش» بتغليظ اللامات، وترقيق الراءات (4).
وأقول: الترقيق من الرقة، وهو ضد السمن، فهو عبارة عن انحاف ذات الحرف ونحوله.
والتفخيم من الفخامة وهي العظمة، والكثرة، فهو عبارة عن ربوّ الحرف وتسمينه فهو والتغليظ واحد، إلا أن المستعمل في الراء ضدّ الترقيق التفخيم.
والمستعمل في اللام التغليظ ضدّ الترقيق.
يقول «ابن الجزري» في ترقيق الراءات وتفخيمها: القراءات في مذاهب القراء عند أئمة المصريين والمغاربة، وهم الذين روينا رواية «ورش» من طريق «الازرق» من طرقهم على أربعة أقسام: قسم اتفقوا على تفخيمه، وقسم اتفقوا على ترقيقه، وقسم اختلفوا فيه عن كل القراء وقسم اختلفوا فيه عن بعض القراء.
وتفصيل الكلام عن هذه الأقسام الاربعة يرجع إليه في الكتب المعنية بذلك مثل كتاب «النشر في القراءات العشر» لابن الجزري (1).
ويقول «ابن الجزري» بالنسبة لتغليظ اللام: «قد اختص المصريون بمذهب عن «ورش» في اللام لم يشاركهم فيها سواهم، ورووا من طريق الأزرق، وغيره عن «ورش» تغليظ اللام إذا جاورها حرف تفخيم، واتفق الجمهور منهم على تغليظ اللام إذا تقدمها: «صاد، أو طاء، أو ظاء» بشروط ثلاثة وهي أن تكون اللام مفتوحة، وأن يكون أحد هذه الثلاثة مفتوحا، أو ساكنا، واختلفوا في غير ذلك» اهـ (2).
وأقول: قراءة «الازرق» عن «ورش» مشهورة، ومتواترة، ولا زال المسلمون يتلقونها بالرضا والقبول حتى الآن، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
قال «أبو بكر بن سيف»: سمعت «أبا يعقوب الازرق» يقول: «إن ورشا لما تعمق في النحو، اتخذ لنفسه مقرأ يسمّى مقرأ ورش، فلما جئت لأقرأ عليه قلت له: يا أبا سعيد إني أحب أن تقرئني مقرأ «نافع» خالصا، وتدعني مما استحسنت لنفسك، قال: فقلدته مقرأ «نافع» وكنت نازلا مع «ورش» في الدار، فقرأت عليه عشرين ختمة، بين حدر وتحقيق، فأما التحقيق فكنت أقرأ عليه في الدار التي كنا نسكنها في مسجد «عبد الله». وأما الحدر، فكنت أقرأ عليه إذا رابطت معه بالاسكندرية اهـ (1).
وقد كان «الازرق» رحمه الله تعالى مدرسة وحده، وقد تلقى عليه القرآن عدد كثير منهم: «إسماعيل بن عبد الله النحاس، ومحمد بن سعيد الأنماطي، وأبو بكر عبد الله بن مالك، وموّاس بن سهل» وآخرون (2).
توفي «الازرق» في حدود الاربعين ومائتين من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم «القرآن الكريم». رحم الله «الازرق» رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.






مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید