المنشورات

«إبراهيم بن محمد» ت 923 هـ

هو: إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود بن رضوان المقدسي ثم القاهري الشافعي. وهو من خيرة القراء، والفقهاء، المشهود لهم بالثقة والإتقان.
ولد ليلة الثلاثاء ثامن عشر ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثمان مائة ببيت المقدس ونشأ به.
وحفظ «القرآن» وهو ابن سبع سنين، ثم جوّده «لابن كثير المكي وأبي عمرو البصري».
أخذ «إبراهيم بن محمد» علومه عن خيرة العلماء: فأخذ عن «سراج الرومي» العربية، والأصول، والمنطق. وعن «يعقوب الرومي» العربية، والمعاني، والبيان في البلاغة.
ثم رحل «إبراهيم بن محمد» إلى «القاهرة»، من أجل الاستزادة من العلم والتقى بالعلماء وأخذ عنهم: فقرأ على «الجلال المحلى» شرحه لجمع الجوامع في أصول الفقه. وقرأ على غيره الكثير من العلوم المتعددة.
ثم رحل إلى «مكة المكرمة» سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وأدى فريضة الحج، والتقى بعلماء «مكة» وأخذ عنهم، ومن شيوخه بمكة المكرمة «التقي بن فهد، وأبو الفتح المراغي، والمحب الطبري» وغير هؤلاء.
وبعد أن كملت مواهب «إبراهيم بن محمد» ولي قضاء الشافعية بالقاهرة في ذي الحجة سنة ست وتسعمائة.
وجلس للتدريس واشتهر بين الناس بالثقة، والضبط، وأقبل عليه الطلاب واستقر في تدريس تفسير القرآن الكريم بجامع «ابن طولون» وغيره من الجوامع، والمدارس، ودرّس عدة فنون.
وعرف عن «إبراهيم بن محمد» قول الشعر، ومن ذلك قوله:
دموعي قد نمت بسرّ غرامي ... وباح بوجدي للوشاة سقامي
فأضحى حديثي بالصبابة مسندا ... بمرسل دمعي من جفون دوامي
احتل «إبراهيم بن محمد» مكانة سامية بين الناس مما جعل العلماء يثنون عليه، وفي هذا يقول العلامة الشوكاني: برع «إبراهيم بن محمد» في الفنون، وأذن له غير واحد بالإقراء والإفتاء وصنّف التصانيف منها:
«شرح الحاوي» في مجلّد ضخم، و «شرح قواعد الإعراب» في نحو عشرة كراريس، و «شرح العقائد» لابن دقيق العيد، و «شرح المنهاج الفرعي».
وله مختصرات كثيرة منها: «تهذيب المنطق للتفتازاني، والورقات في أصول الفقه، لإمام الحرمين، وشذور الذهب في النحو، وعقائد النسفي، واختصر الرسالة القشيرية» وله مصنفات غير هذه (1).
ظلّ «إبراهيم بن محمد» يعلّم، ويصنف، حتى توفاه الله تعالى يوم الجمعة ثاني شهر المحرم سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، وصلى عليه الخليفة «المتوكل على الله» العباسي عقب صلاة الجمعة.





مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید