المنشورات
«أحمد بن الحسين»
هو: أحمد بن الحسين بن علي زبارة؛ بفتح الزاي بعدها باء موحدة وبعد الألف راء مهملة. نسبة إلى محل يقال له: زبار في بلاد حولان.
وهو من علماء القراءات المشهود لهم بالثقة، ومن الفقهاء وعلماء الأصول.
ولد سنة ست وستين ومائة وألف، وقرأ على مشايخ صنعاء، ومن جملة مقروءاته «القراءات السبع» تلاها على الشيخ العلّامة «هادي بن حسين» وقرأ النحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والأصول على عدد من مشايخ صنعاء وفي مقدمتهم: العلامة الحسن بن إسماعيل المغربي، وقرأ الفقه على الفقيه الشيخ أحمد بن عامر، والشيخ سعيد بن إسماعيل الرشيدي. وقرأ في الحديث على الشيخ الحسين بن يحيى الديلمي، وفي التفسير على الشيخ المغربي.
وبرع في أكثر هذه المعارف، وأفتى، ودرّس، وصار من شيوخ العصر يقول «الإمام الشوكاني» عنه: ورافقني في قراءة التفسير على شيخنا المغربي، وحضر في قراءة الطلبة عليّ في شرحي للمنتقى، وطلب مني إجازته له، وقد جاء في طلبه الإجازة النظم الآتي:
قاضي المسلمين جد بالإجازة ... في علوم مسموعة مجازه
من كتاب وسنة وأصول ... شاملات حقيقة مجازه
عن رءوس في العلم كانوا رواسي ... يعجز الطير في التعالي مجازه
ثم يقول «الشيخ الشوكاني»: «وقد كنت في أيام الصغر حضرت عنده وهو يقرأ في شرح «الفاكهي» للملحة، وهو أكبر مني، فإنه كان إذ ذاك في نحو ثلاثين سنة، وهو حسن المحاضرة، جميل المروءة، كثير التواضع، لا يعدّ نفسه شيئا، يعتريه في بعض الحالات حدّة ثم يرجع سريعا وقد يقهرها بالحلم، وليس بمتصنع في ملبسه وجميع شئونه، وبيني وبينه مجالسة ومؤانسة، ومحبّة أكيدة من قديم الأيام، ولما كان شهر رجب سنة 1213 هـ صار قاضيا من جملة قضاة الحضرة المنصورية، وعظمه الإمام تعظيما كبيرا بعد أن أشرت عليه وعرفته بجليل مقداره» (1).
وقد ترجم له «السيد الحافظ عبد الكريم»، فقال: هو السيد المحقق المدقق المجتهد، إمام الفروع والأصول، والحديث، والتفسير، والنحو، والصرف، واللغة، بلا منازع ولا مدافع.
أخذ العلم عن أبيه العلامة «يوسف بن الحسين زبارة» وغيره، وعليه مدار أسانيد كتب أصحابنا، والبخاري، ومسلم، وسائر الأمهات، والمسانيد، وكان مواظبا على الدرس والتدريس، وتعلق بالقضاء، فلم يمنعه ذلك من نشاطه وعلوّ همّته. وقد أخذ عنه جماعة من علماء «صنعاء» كالإمام الناصر عبد الله ابن الحسن بن أحمد بن المهدي، وغيره.
وجلّ علماء صنعاء عالة عليه، وله رسائل، ومسائل، وأجوبة مفيدة نافعة، وأجلّها مؤلفه الذي كمّل به «كتاب الاعتصام» للإمام المنصور بالله القاسم ابن محمد، لأن الإمام القاسم رحمه الله إنما بلغ فيه إلى آخر كتاب الصيام فأكمله من كتاب الحج، إلى كتاب السّير فجاء كتابا نفيسا، سلك فيه مسلك الإمام القاسم في نقل الحديث أولا من كتب الأئمة من أهل البيت وشيعتهم، ثم من كتب المحدثين مع بيان ما يحتاج إلى البيان، وهو أكبر دليل على شدة اطّلاعه، وقوة ساعده، وباعه، وسمّى هذه التتمة «أنوار التمام المشرقة بضوء الاعتصام». ولم يزل ملازما للتدريس بجامع «صنعاء» حتى توفاه الله تعالى سعيدا حميدا. اه (1).
وقد أثنى عليه بعض العلماء بقوله: «السيد أحمد بن يوسف، اشتغل بعلم القراءات السبع، ومهر في الفروع، وحقق فيها تحقيقا شافيا واشتغل بالآلات، وأصول الديانات، وحقق في النحو تحقيقا بديعا وشارف على المنطق وأصول الفقه، ثم مال إلى كتب السنة فراجعها، وأخذ عن أكبر الشيوخ، ولزم حضرة الحافظ عبد الله بن محمد الأمير، رحمه الله» (2).
مصادر و المراجع :
١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ
المؤلف: محمد محمد
محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)
13 يناير 2024
تعليقات (0)