المنشورات

«أحمد بن الفضل» ت 460 هـ

هو: أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمود بن جعفر أبو بكر الباطرقاني الأصبهاني وهو إمام في القراءات، ومن المحدثين الثقات.
ولد «أحمد بن الفضل» سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
أخذ «أحمد بن الفضل» القراءة عن مشاهير علماء عصره.
ومن شيوخه في القراءة: «عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن محمد، أبو محمد التميمي» وهو من خيرة القراء الثقات. أخذ «عبد العزيز بن محمد» القراءة عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: «عبد الله بن أحمد بن مسعود»، وآخرون.
وبعد أن اكتملت مواهب «عبد العزيز بن محمد» تصدّر للإقراء وتعاليم القرآن ومن الذين قرءوا عليه: «أحمد بن الفضل الباطرقاني» في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
توفي «عبد العزيز بن محمود» سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
ومن شيوخ «أحمد بن الفضل» في القراءة: «أبو الفضل محمد بن جعفر بن عبد الكريم الخزاعي، الجرجاني، وهو من الثقات المشهورين، ومن المؤلفين الممتازين، فقد ألف «المنتهى في القراءات في الخمسة عشر» وهو من كتب القراءات النافعة المفيدة، ومن المراجع الأصيلة من علم القراءات، إذ اشتمل على مائتين وخمسين رواية، كما ألف رحمه الله تعالى كتاب «تهذيب الأداء في القراءات السبع» وهو أيضا من المراجع المفيدة.
أخذ «أبو الفضل محمد بن جعفر» القراءة على خيرة علماء عصره، وفي مقدمتهم «الحسن بن سعيد المطوعي».
تصدّر «أبو الفضل محمد بن جعفر» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة والضبط وحسن الأداء، وأقبل عليه حفاظ القرآن من كل مكان، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة «أحمد بن الفضل» وغيره كثير.
احتلّ «أبو الفضل محمد بن جعفر» مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: كان «أبو الفضل» أحد من جال في الآفاق، ولقي الكبار». توفي «أبو الفضل» بعد حياة حافلة بالتصنيف والتأليف سنة ثمان وأربعمائة، رحمه الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
ومن شيوخ «أحمد بن الفضل» في القراءة: «محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده أبو عبد الله العبديّ الأصبهاني، الحافظ الكبير، وهو من القراء الثقات، ومن أصحاب المؤلفات. قال عنه حجة القراء الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى: «محمد بن إسحاق، إمام كبير، جال الأقطار، وانتهى إليه علم الحديث بالأمصار، لا نعلم أحدا رحل كرحلته، ولا كتب ككتابته، فإنه بقي في الرحلة أربعين سنة، وكتب بخطه فيها عدة أحمال، ثم عاد إلى وطنه شيخا، وقد كتب عن ألف وسبعمائة شيخ، ومعه أربعون حملا من الكتب، فتزوج بأصبهان، ورزق الأولاد» (1).
أخذ «محمد بن إسحاق» القراءة عن عدد كبير من العلماء: فقد روى القراءة عن «علي بن جعفر البغدادي» بمصر، ومحمد بن محرّم الجهوري، وغيرهما كثير.
تصدّر «محمد بن إسحاق» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بالثقة والاتقان، وأقبل عليه حفاظ القرآن من كل مكان يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه: ابنه إسحاق، وأحمد بن الفضل، وآخرون. توفي «محمد بن إسحاق» سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.
ومن شيوخ «أحمد بن الفضل» في القراءة: «محمد بن إبراهيم بن أحمد البغدادي» كان رحمه الله تعالى من الثقات، ومن القراء المشهورين، أخذ القراءة عن «أبي الحسن الدارقطني» إذ سمع منه «كتاب القراءات». ثم جلس «محمد بن إبراهيم» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، وجودة القراءة وحسن الأداء، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه، ويتلقون عليه، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة «أحمد بن الفضل الباطرقاني».
وكما أخذ «أحمد بن الفضل» القراءة القرآنية عن خيرة العلماء، أخذ أيضا حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: كان مكثرا من السماع على: ابن منده، وأحمد بن يوسف الثقفي، والحسن بن كعبرة، وأبي مسلم بن شهدل.
احتل «أحمد بن الفضل» مكانة عظيمة، ومنزلة عالية، وسمعة حسنة، مما جعل العلماء يثنون عليه، وفي هذا يقول عنه تلميذه «محمد بن عبد الواحد الدقاق»: «لم أر شيخا بأصبهان جمع بين علم القرآن والقراءات، والحديث، والروايات، وكثرة الكتابة، والسماع، أفضل من «أبي بكر الباطرقاني» كان إمام الجامع الكبير، حسن الخلق والهيأة، والمنظر والقراءة، والدراية، ثقة في الحديث» اه (1).
ومما يدلّ على نبوغه وكثرة علمه مؤلفاته التي تركها، يقول «الإمام ابن الجزري»: وألف كتاب طبقات القراء سماه: «المدخل إلى معرفة أسانيد القراءات، ومجموع الروايات» ووددت رؤيته، وكتابا في «الشواذ» (2).
تصدر «أحمد بن الفضل» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بالثقة وجودة القراءة، والحفظ، والاتقان، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان، يأخذون عنه، ويقرءون عليه.
ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية: «الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد، أبو علي الحدّاد» شيخ أصبهان، وأعلى من بقي إسنادا في القراءات.
ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة، وكان من مشاهير القراء الثقات، وكان متحليا بالتقوى والصلاح، وكان جليل القدر.
أخذ «الحسن بن أحمد» القراءة القرآنية على مشاهير علماء عصره، وفي مقدمتهم، «أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الحسن بن يزده الخياط».
وروى حروف القراءات عن «عبد الملك بن الخير العطّار» وسمع سبعة ابن مجاهد من «أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة». توفي في ذي الحجة سنة خمس عشرة وخمسمائة، عن سبع وتسعين سنة، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن تلاميذ «أحمد بن الفضل» في القراءة: «علي بن زيد بن علي بن شهريار، أبو الوفاء الأصبهاني»، وهو من القراء الثقات، الضابطين للقراءة، وتجويد القرآن. أخذ «علي بن زيد» القراءة عن «أحمد بن الفضل الباطرقاني»
ثم تصدر لتعليم القرآن، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه «الحسن بن أحمد الهمداني».
توفي «أحمد بن الفضل الباطرقاني» سنة ستين وأربعمائة.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.





مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید