المنشورات

«بكر بن شاذان» ت 405 هـ

هو: بكر بن شاذان بن عبد الله أبو القاسم البغدادي الحربي. ولد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ «بكر بن شاذان» القرآن عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: «زيد بن أبي بلال، وأبو بكر محمد بن علي بن الهيثم بن علوان، ومحمد بن عبد الله بن مرّة النقاش، وأحمد بن بشر الشارب، وبكار بن أحمد بن بكار» (2).
كما أخذ «بكر بن شاذان» حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم عن عدد من العلماء وحدث عنهم، وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»: سمع «بكر بن شاذان» جعفر الخالدي، وعبد الباقي بن قانع، وأبا بكر الشافعي وغيرهم، ثم يقول:
حدثنا عنه «الازهري، وأبو محمد الخلال، وعبد العزيز بن عليّ الأزجي» ثم يقول: وكان عبدا صالحا ثقة أمينا» اه (3).
تصدر «بكر بن شاذان» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة وصحة القراءة وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه.
ومن الذين أخذوا عنه القراءة: «أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، والحسن بن محمد المالكي، والحسن بن علي العطار، والحسن بن القاسم غلام الهراس، وأبو الحسن الخياط، وأبو الفضل بن عبد الرحمن الرازي» (1) اشتهر «بكر بن شاذان» بالأخلاق الفاضلة، والصفح والحلم، والعفو عن عثرات الإخوان، عملا بقول الله تعالى: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (2).
ويقول الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه «عبادة بن الصامت» رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «الا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات؛ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك» (3) والدليل على تخلق «بكر بن شاذان» بهذه الأخلاق الفاضلة ما رواه «الخطيب البغدادي» حيث قال: حدثني الحسن بن غالب المقرئ أن بكر بن شاذان وأبا الفضل التميمي، جرى بينهما كلام فبدرت من «أبي الفضل» كلمة ثقلت على «بكر» وانصرف، ثم ندم «التميمي» فقصد «أبا بكر بن يوسف» وقال له: قد كلمت «بكر بن شاذان» بشيء جفا عليه، وندمت على ذلك، وأريد أن تجمع بيني وبينه فقال له «ابن يوسف» سوف نخرج لصلاة العصر، فخرج «بكر» وجاء إلى ابن يوسف، والتميمي عنده، فقال له التميمي: أسألك بالله أن تجعلني في حلّ، فقال «بكر»: سبحان الله، والله ما فارقتك حتى أحللتك، وانصرف، فقال «التميمي»: قال لي والدي: «يا عبد الواحد احذر من أن تخاصم من إذا نمت كان منتبها» اه (1).
وقال «ابن الجزري»: بكر بن شاذان الواعظ شيخ ماهر ثقة مشهور صالح زاهد» (2) توفي «بكر بن شاذان» يوم السبت التاسع من شوال سنة خمس وأربعمائة.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.






مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید