المنشورات

«رشأ بن نظيف» ت 444 هـ

هو: رشأ بن نظيف بن ما شاء الله أبو الحسن الدمشقي، وهو أستاذ في قراءة «ابن عامر» الدمشقي، وكان من الثقات.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
رحل «رشأ» في طلب القراءات، والحديث، إلى مصر، والعراق، وأخذ عن شيوخهما.
ومن شيوخه في القراءات: عليّ بن داود بن عبد الله أبو الحسن الداراني، وهو إمام مقرئ ضابط متقن، محرر زاهد، ثقة، قرأ على: «صالح بن إدريس، وأحمد بن عثمان بن السباك، وأبي الحسن بن الأخرم، ومحمد بن القاسم بن محرز، ومحمد بن جعفر الخزاعي. وقرأ عليه: الأهوازيّ، وتاج الأئمة، أحمد بن عليّ، وأحمد بن محمد الأصبهاني، ورشأ بن نظيف، وعليّ بن الحسن الرّبعي، وأحمد بن محمد القنطري، وعبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وأبو عبد الله الكارزيني، قال عنه «رشأ بن نظيف»: لم ألق مثل «علي ابن داود» حذقا، وإتقانا، في رواية «ابن عامر»: وقال عنه «الإمام الداني» كان ثقة، ضابطا، متقشفا» (2).
وقال عنه «الإمام ابن الجزري»: كان يقرئ شرقيّ الرواق الأوسط، ولا يقبل ممن يقرأ عليه برّا، كما كان لا يأخذ على الإمامة رزقا، وكان يقتات من أرض له «بداريا» ويحمل ما يحتاج إليه من الحنطة فيخرج بنفسه إلى «الطاحون» ويطحنه،
ويعجنه، ويخبزه» (1).
وقال عنه «الكتاني»: كان ثقة، انتهت إليه الرئاسة في قراءة «الشاميين».
توفي في جمادى الأولى سنة اثنين وأربعمائة وهو في عمر التسعين.
ومن شيوخ «رشأ بن نظيف»: محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال، أبو بكر السلمي الجبني، شيخ القراء بدمشق، أخذ القراءة عرضا عن أبيه، وعليّ بن الحسين، وابن الأخرم، وجعفر بن أبي داود، وأحمد بن عثمان السباك، والحسين بن محمد بن عليّ بن عتّاب، ومحمد بن أحمد بن عتاب».
وأخذ عنه القراءة عرضا: «عليّ بن الحسن الربعي، ومحمد بن الحسن الشيرازي، وأحمد بن محمد بن يزده الأصبهاني، ورشأ بن نظيف، والكارزيني، وأبو علي الأهوازي».
قال عنه تلميذه «أبو علي الأهوازي»: ما رأيت بدمشق مثل «أبي بكر السلمي» إماما في القراءة، ضابطا للرواية، قيّما بوجوه القراءات، يعرف صدرا من التفسير، ومعاني القراءات، قرأ على سبعة من أصحاب «الأخفش» له منزلة في الفضل، والعلم، والأمانة، والورع، والدين، والتقشف، والصيانة» (2) توفي سنة سبع وأربعمائة بدمشق، وقد جاوز الثمانين.
وأخذ «رشأ بن نظيف» حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: «عبد الوهاب الكلابي، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبو الفتح بن سيبخت، والحسن بن إسماعيل الضرّاب، وأبو عمر بن مهدي الفارسي».
تصدر «رشأ بن نظيف» لتعليم القرآن، ومن الذين أخذوا عنه القراءة:
«سبيع بن المسلم بن عليّ بن هارون أبو الوحش المعروف بابن قيراط، شيخ دمشق، وكان ضريرا، من الثقات.
ولد «سبيع» سنة تسع عشرة وأربعمائة من الهجرة، وقرأ على أبي عليّ الحسن بن عليّ الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وتصدر لتعليم القرآن، ومن الذين أخذوا عنه القراءة، إسماعيل بن عليّ بن بركات الغساني شيخ عبد الوهاب بن برغش.
وروى القراءات عنه، الخضر بن شبل الحارثي، وعلي بن الحسن الكلابي.
وكان يقرئ الناس تلقينا ورواية من الفجر إلى قريب الظهر بالجامع الأموي.
ثم أقعد وكان يحمل إلى الجامع، يقول «ابن الجزري»: وأظنه هو الذي أشهر قراءة «أبي عمرو بن العلاء البصري» تلقينا بدمشق، بعد ما كانوا يتلقون «لابن عامر الدمشقي». توفي «سبيع بن مسلم» في شعبان سنة ثمان وخمسمائة من الهجرة.
وكما تصدر «رشأ بن نظيف» لتعليم القرآن، تصدر أيضا لرواية حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم. يقول «الحافظ الذهبي»: روى عنه- أي عند رشأ بن نظيف- عبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صصرى، وسهل بن بشر الأسفراييني، وأبو القاسم عليّ بن إبراهيم النسيب، وأبو الوحش سبيع بن قيراط، وآخرون (1).
اشتهر «رشأ بن نظيف» بالثقة، وصحة القراءة مما استوجب ثناء العلماء عليه وفي هذا يقول «ابن الجزري»: كان «رشأ بن نظيف» محدثا، مقرئا، قرأ بمصر، والشام، والعراق. اه (2).
وقال عنه تلميذه «عبد العزيز الكتّاني»: كان «رشأ» ثقة مأمونا، انتهت إليه الرئاسة من قراءة «ابن عامر» (1).
توفي «رشأ بن نظيف» بعد حياة حافلة في تعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام في المحرم سنة أربع وأربعين وأربعمائة من الهجرة.






مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید