المنشورات

«سعيد بن محمد» ت 867 هـ

هو: سعيد بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر المقدسي الحنفي، نزيل القاهرة المعروف بابن الديري: نسبة إلى مكان يقال له الدير، أو إلى دير في بيت المقدس.
ولد في يوم الثلاثاء تاسع عشر رجب سنة ثمان وستين وثمانمائة، وحفظ القرآن في صغره على خيرة حفاظ القرآن، كما حفظ مختصر «ابن الحاجب» وكان سريع الحفظ، مفرط الذكاء، ثم أكب على تلقي العلم، فتفقه على والده رحمه الله. وبرع في الفقه حتى صار المرجع إليه فيه، كما أخذ عدة فنون على كل من «ابن النقيب» و «الشمس بن الخطيب» وغيرهما. وتولى قضاء الحنفية، وصار معظما عند الملوك والوزراء، والأمراء.
ومن الأدلّة على علوّ منزلته أنه عرض القضاء على «ابن الهمام» فامتنع وقال: لا يقدر على ذلك مع وجود «سعيد بن محمد».
ثم تصدّر للتعليم، واشتهر بالثقة، والأمانة، وأقبل عليه الطلاب وكثرت تلامذته، وانتفع به الناس، وأخذ عنه أهل كل مذهب. ثم قصد بالفتاوى من سائر الآفاق، وبعد
صيته، وأحبّه الجميع وأصبح يشار إليه بالبنان، وله نظم ومنه قصيدة مطلعها:
ما بال سرّك بالهوى قد لاحا ... وخفيّ أمرك صار منك بواحا
ترك «سعيد بن محمد» للمكتبة الاسلامية بعض المصنفات منها: «شرح عقائد النسفي» و «الكواكب النيّرات في وصول ثواب الطاعات إلى الأموات» و «السهام المارقة في كبير الزنادقة» و «رسالة في نوم الملائكة هل هو كائن ام لا، وهل منع الشعر مخصوص بنبينا محمد صلّى الله عليه وسلم أم هو عام لكل الأنبياء».
ولم يزل «سعيد بن محمد» يعمل ويجتهد حتى توفاه الله تعالى، في تاسع ربيع الآخر سنة سبع وستين وثمان مائة.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.




مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید