المنشورات

«عثمان بن محمّد» ت 893 هـ

هو: عثمان بن محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أبي حفص عمر المتوكل الهنتاني بفتح الهاء ثم نون بعدها مثناة، قبيلة من البربر- الحفصي نسبة لجدّه الأعلى «أبي حفص» الذي كان من برابرة المصامدة.
ولد تقريبا بعد العشرين وثمانمائة بتونس، وبها نشأ في كنف أبيه وجدّه، فحفظ القرآن، وشيئا من العلم، ويقال إن جدّه «أبا فارس» كان يتوهم فيه النجابة، وأنه صرح مرّة بمصير الأمر إليه فكان كذلك.
فإنه لما مات تسلطن حفيده الآخر شقيق هذا، «أبو عبد الله محمد» ولقب المنتصر، وكان متمرضا، فلم يتهن بالملك بل لم تطل أيامه حتى مات. وتمهدت «لعثمان بن محمد» الأمور، فقد ولي ملك تونس وهو ابن ثمان عشرة سنة، في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة، ودام في الملك أربعا وخمسين سنة، ودانت له البلاد والرعية، وضخم ملكه، واجتمع له من الأموال وغيرها ما يفوق الوصف، وأنشأ الأبنية الهائلة، والخزانة الشرقية بجامع الزيتونة، وجعل بها كتبا نفيسة للطلبة، وبعد صيته، وطارت شهرته،
وهادنه ملوك تلك الأقطار، وكذا ملوك الفرنج، وخطب له بالجزائر، وتلمسان، وجرى له مع صاحب «تلمسان» «محمد بن أبي ثابت» أمور، وزاره أكثر من مرة، وتملك «تلمسان» وصالح عليها.
احتلّ «عثمان بن محمّد» مكانة سامية بين الجميع، مما جعل الكثير يثنون عليه، ولم يزل بحالته حتى توفاه الله تعالى، في صبيحة يوم السبت تاسع وعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة.





مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید