المنشورات

«أبو العلاء الواسطي» ت 431 هـ

هو: محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب أبو العلاء الواسطي، القاضي نزيل بغداد إمام محقق وأستاذ متقن أصله من فم الصلح ونشأ بواسط.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ، ضمن علماء القراءات.
ولد «أبو العلاء الواسطي» عاشر صفر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وبعد أن نضج عوده حفظ القرآن بواسط، ثم رحل، «أبو العلاء الواسطي» إلى عدد من البلاد ليأخذ عن شيوخها، ويتلقى عن قرائها ومحدثيها، فرحل إلى كل من: بغداد، والكوفة، والدينور، وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»:
«أبو العلاء الواسطي، أصله من فم الصلح، ونشأ بواسط، وحفظ بها القرآن، وقرأ على شيوخها في وقته، وكتب بها أيضا الحديث عن «أبي محمد السقّا» وغيره، ثم قدم بغداد» فسمع من «ابن مالك القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي القاسم الأبندوني، ومخلد بن جعفر الباقرحي»، وطبقتهم، ورحل إلى الكوفة فسمع من أبي الحسن بن أبي السريّ، وغيره من أصحاب مطين، ورحل إلى «الدينور» فكتب عن «أبي علي بن حبش» وقرأ عليه القرآن بقراءات جماعة، ثم رجع إلى «بغداد» فاستوطنها، وقبلت شهادته عند الحكام، وردّ إليه القضاء بالحريم من شرقي بغداد، وبالكوفة، وبغيرها من سقي الفرات، وكان قد جمع الكثير من الحديث، وخرّج أبوابا، وتراجم، وشيوخا، كتبت عنه منتخبا، وكان من أهل العلم بالقراءات، ورأيت لأبي العلاء أصولا عتقا سماعه فيها صحيح، وسمعته يذكر أن عنده تاريخ شباب العصفري، فسألته إخراج أصله لأقرأه عليه بذلك» اه (1).
أخذ «أبو العلاء الواسطي» عن عدد كبير من خيرة العلماء. فمن الذين قرأ عليهم القرآن وحروفه: أحمد بن محمد بن بشر المعروف بابن الشارب، أبو بكر الخراساني نزيل بغداد، شيخ جليل ثقة ثبت، ت 370 هـ.
وعقيل بن علي البغدادي، يعرف بابن البصري توفي في حدود السبعين وثلاثمائة. وإبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى الحرفي، البغدادي أبو القاسم المقرئ توفي في ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. وأبو علي بن حبش، وأحمد بن محمد بان هارون الرازي، وأحمد بن محمد بن سيما، وأحمد بن محمد ابن أبي دارة، وأحمد بن علي البصري، والحسن بن محمد بن الفحام، وحمزة ابن هارون، وطلحة بن محمد بن جعفر، وعبد الله بن الحسن بن النخاس، وأحمد بن جعفر بن محمد الخلال، وعبد الله بن اليسع، وعبيد الله بن البواب، وعلي بن محمد الشاهد، وعليّ بن عبد الرحمن، وعبد الله بن أحمد بن يعقوب، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، ومحمد بن أحمد البصري، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرام، ويوسف بن محمد بن سفيان، ويوسف بن محمد الضرير، وهو أول شيوخه قرأ عليه بواسط سنة خمس وستين وثلاثمائة.
تصدّر «أبو العلاء الواسطي» لتعليم القرآن، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام فمن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية: أبو القاسم الهذلي فقد قرأ عليه بالروايات، وأبو علي غلام الهراس، وعبد السيّد بن عتاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله الوكيل، وأبو الفضل بن خيرون، وأحمد بن علي بن هاشم المصري، والحسن بن عليّ العطار، وأبو المعالي ثابت بن بندار، وغيرهم.
ومن الذين حدثوا عنه «أبو بكر الخطيب البغدادي»، صاحب المصنفات وتاريخ بغداد، وآخرون.
اشتهر «أبو العلاء الواسطي» بالثقة، وصحة القراءة، والإسناد، مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: تبحّر في القراءات وصنّف، وجمع، وتفنن، وولي قضاء الحريم الظاهري، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالعراق، وحدث عن «القطيعي» وغيره. اه (1).
وقال الإمام «ابن الجزري»: «أبو العلاء الواسطي، نزيل بغداد إمام محقق، وأستاذ متقن، وهو صاحب السكت عن «رويس» انفرد به عنه (2).
توفي «أبو العلاء الواسطي» في ثالث عشرين جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، ودفن بداره ببغداد.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.






مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید