المنشورات

«أبو عليّ الأهوازيّ» ت 446 هـ

هو: الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز، الأستاذ، أبو علي الأهوازي، صاحب المؤلفات، وشيخ القراء في عصره، وأعلى القرّاء إسنادا في عصره، الإمام الكبير المحدث.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ، ضمن علماء القراءات.
ولد «أبو علي الأهوازي» سنة اثنتين وستين وثلاثمائة بالأهواز- وهي بلدة من بلاد خوزستان- وقرأ بها وبتلك البلاد على شيوخ عصره، ثم قدم «دمشق» سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة فاستوطنها، وأكثر من الشيوخ والروايات، وعني من صغره بالأداء، والقراءات.
قال «الحافظ الذهبي»: ذكر أنه قرأ «لأبي عمرو بن العلاء البصري» وهو الإمام الثالث من أئمة القراء، على «علي بن الحسين بن عثمان بن سعيد أبي الحسين الغضائري، البغدادي»، وقد قرأ «عليّ الغضائري» على «عبد الله بن هاشم الزعفراني، وأحمد بن فرح، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير، وأبي الحسن ابن شنبوذ، ومحمد بن إبراهيم الأهناسي، والقاسم بن زكريا، ومحمد بن المعلّى الشونيزي، بضم الشين المعجمة وكسر النون، وسكون الياء، وهي نسبة إلى مكان مخصوص ببغداد، به المقبرة المشهورة، وأحمد بن سهل الأشناني، والحسن بن الحسين الصوّاف، وأبي بكر بن مجاهد».
ومن تلاميذ «علي الغضائري»: أبو عليّ الأهوازي، قال: قرأت عليه بالأهواز سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وقرأ «أبو علي الأهوازي» «لعاصم بن أبي النجود» على: «علي بن الحسين الغضائري» سالف الذكر.
وقرأ «أبو علي الأهوازي»: «لابن كثير المكي» على «محمد بن محمد بن فيروز بن زاذان أبي عبد الله الكرجي بفتح الكاف، والراء، وكسر الجيم- نسبة إلى «الكرج» وهي بلدة من بلاد الجبل، بين أصبهان وهمذان (1).
ومحمد بن فيروز قرأ على «أحمد بن عبد الله بن عيسى الهاشمي، ومحمد بن الحسن بن يونس الكوفي، وأبي العباس محمد بن يعقوب بن الزبرقان، وأبي بكر محمد بن هارون التمار، والحسن بن الحباب، وعبد الله بن مخلد بن شعيب، وعبد الله بن محمد بن العباس المدني، وعبد الله بن عثمان العبقسيّ».
وقرأ عليه «أبو علي الأهوازي» بالبطائح، سنة ست وثمانين وثلاثمائة وقرأ «أبو علي الأهوازي» «لنافع المدني» وهو الإمام الأول بالنسبة إلى أئمة القراءات، على: «أبي بكر محمد بن عبيد الله بن القاسم الخرقي، بكسر الخاء المعجمة، وفتح الراء، وهي نسبة إلى بيع [الثياب والخرق] (2).
وقرأ «أبو علي الأهوازي» «لقالون» أحد رواة «الإمام نافع» بالأهواز سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة على: أحمد بن محمد بن عبيد الله بن إسماعيل أبي العباس العجلي التستري، والعجلي بكسر العين المهملة، وسكون الجيم، نسبة إلى «بني عجل بن لجيم بن صعب بن بكر بن وائل (1).
وقرأ «أحمد العجلي» على «أحمد بن محمد بن عبد الصمد الرازي، والخضر ابن الهيثم الطوسي، ومحمد بن موسى الزينبي، وأحمد بن شبيب، وقرأ على «أحمد العجلي»: أبو علي الأهوازي.
وقرأ «أبو علي الأهوازي» ببغداد على: «عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير أبي حفص الكتّاني، البغدادي»، وهو مقرئ، محدّث، ثقة، ولد سنة ثلاثمائة، وقرأ على: أبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن جعفر الحربي، عرض عليهما قراءة «عاصم» وسمع حروف القراءات من: إبراهيم بن عرفة نفطويه، وقرأ على «الأشناني» ولم يختم عليه، وعرض على: «عليّ بن سعيد القزّاز، وبكار، وعمر بن جناد، ومحمد بن الحسن النقاش، وأحمد بن عثمان بن بويان، وزيد ابن أبي بلال، وأحمد بن محمد بن هارون الورّاق»، وروى القراءة عن «عبيد الله ابن بكير» وسمع «كتاب السبعة» من ابن مجاهد.
وقرأ على «عمر الكتاني»: عيسى بن سعيد الأندلسي، وأبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد الحدّادي، ومحمد بن عبد الله بن مكي السوّاق، وأحمد بن محمد ابن إسحاق المقرئ، ومحمد بن جعفر الخزاعي، وأحمد بن الفتح، والحسن بن الفحّام، وسمع منه «كتاب السبعة»، عبد الله بن هزار مرد الصريفيني، وأحمد ابن محمد بن يوسف، وعليّ بن القاسم بن إبراهيم، وقرأ عليه: «الحسن بن العطار، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني وعبيد الله بن أحمد بن عليّ الكوفي».
يقول «ابن الجزري»: طالت أيام «الكتاني» فكان من آخر من قرأ على «ابن مجاهد» توفي «الكتاني» في رجب سنة تسعين وثلاثمائة عن تسعين سنة.
وقرأ «أبو علي الأهوازي» ببغداد على «أبي الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن العباس بن ميمون، الشنبوذي الشطوي البغدادي»، وهو أستاذ من أئمة علماء القراءات، رحل إلى البلاد، وأكثر من الأخذ على الشيوخ، وتبحّر في التفسير.
ولد «أبو الفرج الشنبوذي» سنة ثلاثمائة. وأخذ القراءة عرضا عن «ابن مجاهد، وأبي بكر النقاش، وأبي بكر أحمد بن حمّاد، وأبي الحسن بن الأخرم، وإبراهيم بن محمد الماوردي، ومحمد بن جعفر الحربي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، ومحمد بن هارون التمار، وأبي الحسن بن شنبوذ، وإليه نسب لكثرة ملازمته له، ومحمد بن موسى الزينبي، وموسى بن عبيد الله الخاقاني، والحسن بن عليّ بن بشّار، وأحمد بن عبد الله، وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم، ومحمد بن أحمد بن هارون الرازي، وأبي بكر محمد بن الحسن الأنصاري.
أخذ القراءة عن «أبي الفرج الشنبوذي»: «أبو علي الأهوازي، وأبو طاهر محمد بن ياسين الحلبي، والهيثم بن أحمد الصباغ، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، ومحمد بن الحسين الكارزيني، وعبد الله بن محمد بن مكّي السوّاق، وعليّ بن القاسم الخياط، وأبو علي الرهاوي، وعبد الملك بن عبدويه، ومنصور ابن أحمد العراقي، وعثمان بن علي الدلّال، وعليّ بن محمد الجوزداني، وأحمد ابن محمد بن محمد بن سيّار، وأحمد بن عبد الله بن الفضل السلميّ».
احتلّ «أبو الفرج الشنبوذي» مكانة سامية بين العلماء فقد اشتهر اسمه وطال عمره مع علمه بالتفسير وعلل القراءات.
قال «أبو بكر الخطيب»: سمعت عبيد الله بن أحمد يذكر «الشنبوذي» فعظّم أمره، وقال: سمعته يقول: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن. وقال عنه «الإمام الداني»: هو مشهور نبيل حافظ، ماهر حاذق،كان يتجول في البلدان (1). توفي «أبو الفرج الشنبوذي» في صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
وقرأ «أبو علي الأهوازي» «بدمشق» على: محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن عبد الله بن حبيب، أبي بكر السلمي الجبني الأطروش شيخ القراء بدمشق.
ولد «محمد السلمي» سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وأخذ القراءة عرضا عن أبيه، وعليّ بن الحسين، وابن الأخرم، وجعفر بن أبي داود، وأحمد بن عثمان السبّاك، والحسين بن محمد بن عليّ بن عتاب، ومحمد بن أحمد بن عتاب. وأخذ القراءة عن «محمد السلمي»: علي بن الحسن الربعي، وأبو علي الأهوازي، ومحمد بن الحسن الشيرازي، وأحمد بن محمد بن يزده الأصبهاني، ورشأ بن نظيف، والكارزيني.
قال «أبو علي الأهوازي» عن شيخه «أبي بكر السلمي»: «ما رأيت بدمشق مثل «أبي بكر السلمي» من ولد أبي عبد الرحمن السلمي، إماما في القراءة، ضابطا للرواية، قيّما بوجوه القراءات، يعرف صدرا من التفسير، ومعاني القراءات، قرأ على سبعة من أصحاب «الأخفش» له منزلة في الفضل، والعلم، والأمانة، والورع، والدين، والتقشف، والفقر والصيانة» (2) توفي في ربيع الآخر سنة سبع وأربعمائة، وقد جاوز الثمانين.
ومن شيوخ «أبي علي الأهوازي»: محمد بن أحمد بن عليّ أبو بكر الباهلي البصري، النجار، قرأ على: «القاسم بن زكريا المطرز، وأبي بكر الداجوني، وأبي بكر النقاش، وعمر بن محمد الكاغذي، وأبي سلمة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، ومحمد بن الربيع بن سليمان الجيزي.
وقرأ عليه: «أبو علي الأهوازي» في مسجده بالبصرة في بني لقيط سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
ومن شيوخ «أبي علي الأهوازي»: «إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق الطبري المالكي البغدادي»، وهو من الثقات، ومن مشاهير القراء، ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، قرأ على: «أحمد بن عثمان بن بويان، وأحمد بن عبد الرحمن الوليّ، وأبي بكر النقاش، وأبي بكر بن مقسم، ومحمد بن عليّ بن الهيثم، وبكار، ومحمد بن الحسن بن الفرج الأنصاري، وعبد الواحد بن عمر ابن أبي هاشم، ومحمد بن عبد الله بن محمد بن مرّة بن أبي عمر الطوسي، وعبد الوهاب بن العباس». وقرأ حروف القراءات على: «أحمد بن عبد الله بن محمد المكي عن العنزيّ صاحب البزّي، وإبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني، وهي نسبة إلى بلدة بجبال العراق، على ثلاثين فرسخا من همذان (1).
وقرأ عليه: «أبو علي الأهوازي، والحسين بن عليّ العطار، والحسن بن أبي الفضل، الشرمقاني، وأبو علي البغدادي، وأبو نصر أحمد بن مسرور، وأحمد ابن رضوان، وأبو عبد الله محمد بن يوسف الأفشيني» توفي سنة ست وسبعين وستمائة عن ثمانين سنة.
ومن شيوخ «أبي عليّ الأهوازي»: «أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل أبو الحسين الجبني»، قرأ على: أحمد بن فرح سنة ثلاثمائة، وأحمد بن محمد الرازي، وابن شنبوذ، وأبي بكر الداجوني، والحسين بن إبراهيم، والخضر ابن الهيثم، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن موسى الزينبي، ومحمد بن عمر ابن كثير الهمذاني، ومحمد بن أحمد بن عمران بن رجاء، وأبي بكر محمد بن الحسن النقاش، ومحمد بن أحمد الشعيري، وهبة الله بن جعفر، وأحمد بن عبد الصمد الرازي، وأحمد بن محمد بن عثمان القطان». وأخذ عنه القراءات: «أبو علي الأهوازي».
توفي «أحمد بن عبد الله الجبني» سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
ومن شيوخ «أبي عليّ الأهوازي»: أحمد بن محمد بن سويد أبو بكر الباهلي المؤدب، روى القراءة عرضا عن: عليّ بن سعيد بن ذؤابة، وروى القراءة عنه «أبو علي الأهوازي».
ومن شيوخ «أبي عليّ الأهوازي»: «أحمد بن محمد بن إدريس الخطيب»، قرأ على: أبي بكر النقاش، وأبي بكر طاهر بن أبي هاشم.
ومن شيوخ «أبي عليّ الأهوازي»: أحمد بن محمد بن عبدون بن عمرويه أبو القاسم الصيدلاني القاضي الشافعي، أخذ القراءة عن «النقاش، وهبة الله بن جعفر، وأحمد بن كامل بن خلف، وأخذ عنه القراءة عرضا «أبو علي الأهوازي».
توفي «أحمد بن عبدون» سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
ومن شيوخ «أبي علي الأهوازي»: عبد الله بن نافع بن هارون أبو القاسم العنبري. روى القراءة عرضا عن «أحمد بن فرح المفسر، وأحمد بن علي بن وهب، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم المؤدب، ومحمد بن عمر بن أيوب القلوسي، وابن مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني.
ومن شيوخ «أبي علي الأهوازي»: «عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير أبو حفص الكتاني البغدادي»، ولد سنة ثلاثمائة وعرض على: أبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن جعفر الحربي، عرض عليهما قراءة «عاصم» وسمع الحروف من إبراهيم بن عرفة نفطويه، وعرض على «عليّ بن سعيد القزاز، وبكار، وعمر ابن جناد، ومحمد بن الحسن النقاش، وأحمد بن عثمان بن بويان، ومحمد بن علي الرقي، وزيد بن أبي بلال، وأحمد بن محمد بن هارون الورّاق»، وروى القراءة عن عبيد الله بن بكير، وسمع كتاب السبعة من «ابن مجاهد».
وقرأ عليه: عيسى بن سعيد الأندلسي، وأبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد الحدّاد، ومحمد بن عبد الله بن مكي السوّاق، وأحمد بن محمد بن إسحاق المقرئ، ومحمد بن جعفر الخزاعي، وأحمد بن الفتح، والحسن بن الفحام، وسمع منه كتاب السبعة: «عبد الله بن هزار مرد الصريفيني، وأحمد بن محمد ابن يوسف، وعلي بن القاسم بن إبراهيم»، وقرأ عليه: «الحسن بن عليّ العطّار، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، وعبيد الله بن أحمد بن عليّ الكوفي».
قال «ابن الجزري»: طالت أيام «الكتاني» فكان آخر من قرأ على «ابن مجاهد» وتوفي في رجب سنة تسعين وثلاثمائة عن تسعين سنة.
ومن شيوخ «أبي علي الأهوازي»: «محمد بن عبد الله بن القاسم بن إبراهيم أبو بكر الخرقي»، قرأ على: أبي بكر بن سيف، وأحمد بن عبد الله بن ذكوان، وأحمد بن محمد الرازي، وإبراهيم بن أحمد الحجبي.
قال «ابن الجزري»: وقرأ عليه «أبو علي الأهوازي»: ولا يعرف إلا من جهته.
ومن شيوخ «أبي علي الأهوازي»: «المعافي بن زكريا بن طرارا، أبو الفرج النهرواني الجريري»، نسبة إلى «ابن جرير الطبري» لأنه كان على مذهبه، وهو إمام ثقة، مقرئ فقيه.
اخذ القراءة عرضا عنه: «عبد الوهاب بن عليّ، ومحمد بن عمر النهاوندي، وأحمد بن مسرور، وأبو علي الأهوازي، والحسن بن علي، وأبو الفضل الخزاعي، وعبد الملك
بن عبدويه، وأحمد بن الفتح الفرضي، وعثمان بن قيس الدلّال، وأحمد بن يزده».
قال عنه «الخطيب البغدادي»: كان «أبو الفرج النهرواني» من أعلم الناس في وقته بالفقه، والنحو، واللغة، وأصناف الأدب، وكان على مذهب «ابن جرير الطبري» ولي القضاء بباب الطاق (1).
توفي «أبو الفرج النهرواني» سنة تسعين وثلاثمائة.
قال «الحافظ الذهبي» كان «أبو علي الأهوازي» يقرئ بدمشق من بعد سنة أربعمائة، وذلك في حياة بعض شيوخه، وتتلمذ عليه الكثيرون منهم:
«أحمد بن عمر بن أبي الأشعث أبو بكر السمرقندي»، وهو إمام ثقة بارع، قرأ بدمشق على «أبي علي الأهوازي».
وروى القراءة عنه: «أبو الكرم الشهرزوري» وكان عارفا بكتابة المصاحف على الرسم.
ومن تلاميذ «أبي علي الأهوازي»: «علي بن أحمد بن عليّ أبو الحسن الأبهري الضرير»، وهو مقرئ متصدر، قرأ بدمشق على «أبي علي الأهوازي» وأقرأ بالديار المصرية حتى مات، ومن الذين قرءوا عليه: الشريف أبو الفتح ناصر الخطيب بمضمن «كتاب الوجيز».
ومن تلاميذ «أبي علي الأهوازي»: سبيع بن المسلم بن عليّ بن هارون، أبو الوحش المعروف بابن قيراط، وهو شيخ ثقة، وكان ضريرا، ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة. قرأ على «أبي علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف». وقرأ عليه:
إسماعيل بن عليّ بن بركات الغساني، وروى القراءات عنه: الخضر بن شبل الحارثي، وعليّ بن الحسن الكلابي، وكان يقرئ الناس تلقينا، وتوفي في شعبان سنة ثمان وخمسمائة.
ومن تلاميذ «أبي علي الأهوازي»: الحسن بن القاسم بن عليّ، أبو علي الواسطي، المعروف بغلام الهراس، ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وتجوّل في الآفاق لطلب العلم.
فقرأ «بواسط» على: «عبيد الله بن إبراهيم، وعبد الله بن أبي عبد الله الحسين العلوي، وإبراهيم بن سعيد الرفاعي».
وقرأ ببغداد على: «عبد الملك النهرواني، وأبي أحمد بن أبي مسلم الفرضي، وأحمد بن عبد الله السوسنجردي، ومحمد بن المظفر الدينوري، والقاضي أبي العلاء، وعلي بن محمد بن عبيد الله الحذّاء، وعلي بن محمد بن موسى الصابوني، وبكر بن شاذان، والحسن بن محمد الساوي، وعلي بن أحمد الحمامي، والحسن ابن ملاعب». وقرأ بالكوفة على: «القاضي محمد بن عبد الله الجعفي، وأبي الحسن محمد بن جعفر النحوي».
وقرأ بدمشق على: أبي علي الأهوازي، وأبي علي الرهاوي. وقرأ بالجامدة على: محمد بن نزار التكريتي، وعمه محمد بن القاسم. وقرأ بمصر على: أبي العباس بن نفيس، والفضل بن عبد الرزاق، والحسين بن إبراهيم الأنباري.
وقرأ بالبصرة على: الحسن بن عليّ بن بشّار، وعلي بن محمد بن علّان.
وقرأ بحران على: «أبي القاسم الزيدي، وقرأ بمكة المكرمة على: أبي عبد الله ابن الحسين الكارزيني، وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد العجلي، ومحمد بن عمر بن إبراهيم الذهبي بالبصرة.
وقرأ على: أبي القاسم عليّ بن الحسين بن عبد الله القاضي، وأحمد بن عبد الكريم الشونيزي، ومحمد بن العباس الصريفيني، وعبيد الله بن عمر المصاحفي.
وأقام بمصر بعد أن ذهب بصره، فرحل الناس إليه من كل جهة. قرأ عليه: «أبو العزّ محمد بن الحسين بن بندار القلانسي بجميع ما قرأ به، وأبو المجد محمد بن جهور قاضي واسط، وعليّ بن عليّ بن شيران، والمبارك ابن الحسين الغسّال، وأحمد بن سعيد». توفي «أبو علي غلام الهراس» سنة ثمان وستين وأربعمائة.
ومن تلاميذ «أبي علي الأهوازي»: «عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد القدوس، أبو القاسم القرطبي»، وهو أستاذ مقرئ ثقة، متقن، رحل إلى الأقطار، في سبيل طلب العلم، فرحل إلى دمشق وقرأ على «أبي علي الأهوازي».
وقرأ على «أبي القاسم الزيدي» بحران، وعلى «أحمد بن نفيس» بمصر، وعلى «الكارزيني» بمكة المكرمة.
قرأ عليه «أبو القاسم خلف بن النحاس، وعليّ بن أحمد بن كرز، وأبو الحسن يحيى بن البياز».
توفي «أبو القاسم القرطبي» سنة إحدى وستين وأربعمائة.
ومن تلاميذ «أبي علي الأهوازي»: «عتيق بن محمد أبو بكر الردائي»، وهو شيخ الإقراء بقلعة «حمّاد» من أرض المغرب، رحل ودخل دمشق فقرأ على الأهوازي بها، وقرأ بمصر على ابن نفيس، وعمّر دهرا طويلا. قرأ عليه: محمد بن محمد بن معاذ وأبو بكر الاشبيلي.
ومن تلاميذ «أبي علي الأهوازي»: محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن منده أبو عبد الله الجاجاني الدستي الأصبهاني.
روى القراءات عنه: أبو بكر محمد بن عليّ بن محمد الأصبهاني، شيخ الحافظ أبي العلاء الهمذاني.
ومن تلاميذ «أبي علي الأهوازي»: محمد بن أحمد بن الهيثم أبو بكر الروذباري البلخي، وهو إمام مقرئ محرر أستاذ، قرأ بالروايات الكثيرة على «أبي علي الأهوازي» ومنصور بن محمد الهروي، وأحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي.
قال «الحافظ الذهبي»: «استوطن مدينة «غزنة» في أول حدّ الهند، وأقرأ بها القراءات، وكان بصيرا بالعلل عالي الرواية» (1).
وقال «ابن عساكر»: أنبأنا عبد السلام بن عبد الرحيم الهروي المقرئ بمنزله، أنبأنا أبو بكر الروذباري بغزنة سنة تسع وثمانين وأربعمائة وكان عالما بالقراءات» (2).
وقال «الإمام ابن الجزري»: هو مؤلف كتاب «جامع القراءات» لم يؤلف مثله، رأيته بمدينة «هراة» قد جمع فيه القراءات العشر، وغيرها وأتى فيه بفوائد كثيرة بالأسانيد المختلفة، ألفه باسم السلطان ابن المظفر إبراهيم بن مسعود ابن السلطان محمد بن سبكتكين، صاحب غزنة، وغيرها من الهند، وفرغ منه في يوم الأحد السابع عشر من المحرم سنة تسع وستين وأربعمائة. اه (3).
ومن تلاميذ «أبي علي الأهوازي»: محمد بن عبد الرحمن أبو بكر النهاوندي، يعرف بمردوس، وهو شيخ جليل عالي القدر، حاذق، مقرئ، رحل إلى دمشق، وقرأ بها على «أبي علي الأهوازي» وعاد إلى «نهاوند» بضم النون، وفتح الهاء والواو، وسكون النون، وهي بلدة من بلاد الجبل قديمة كان بها وقعة للمسلمين زمن «عمر رضي الله عنه (4). فأقرأ بها، ثم قدم بغداد، فقرأ عليه بها، الأستاذ أبو طاهر بن سوار.
ومن تلاميذ «أبي علي الأهوازي»: أبو نصر أحمد بن عليّ الزينبي، وأبو بكر محمد بن المفرّج البطليوسي، وأبو محمد الحسن بن علي بن عمّار الأوسي.
ومن تلاميذ «أبي علي الأهوازي»: يوسف بن علي بن جبارة أبو القاسم الهذلي اليشكري، وهو إمام وأستاذ كبير، وصاحب المصنفات، رحل إلى كثير من البلاد والمدن في سبيل العلم.
ولد في حدود التسعين وثلاثمائة، وتوفي سنة خمس وستين وأربعمائة. قال «الإمام ابن الجزري»: وطاف البلاد في طلب القراءات، فلا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته، ولا لقي من لقي من الشيوخ، قال أي الهذلي في كتابه «الكامل»: فجملة من لقيت في هذا العلم- أي علم القراءات- ثلاثمائة وخمسة وستين شيخا، من آخر المغرب، إلى باب فرغانة يمينا وشمالا، وجبلا، وبحرا، ولو علمت أحدا تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته، ثم قال: وألفت هذا الكتاب- الكامل- فجعلته جامعا للطرق المتلوة والقراءات المعروفة، ونسخت به مصنفاتي: كالوجيز والهادي».
قال «ابن الجزري»: وكانت رحلته في سنة خمس وعشرين وأربعمائة وبعدها، وجملة شيوخه الذين ذكرهم في كتابه «الكامل» مائة واثنان وعشرون شيخا (1) وفي مقدمتهم:
«إبراهيم بن أحمد، وإبراهيم بن الخطيب، وأحمد بن رجاء، وأحمد بن الصقر، وأحمد بن محمد بن علّان، وأحمد بن عليّ بن هاشم، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأحمد بن نفيس، وأبو زرعة أحمد بن محمد الخطيب النوشجاني، وأحمد بن محمد بن أحمد أبو الفتح الفرضي، وأحمد بن عبد الله بن أحمد أبو نعيم الأصبهاني، وأحمد الشكّاك، وإسماعيل بن الجنيد، وإسماعيل بن عليّان، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد، وإسماعيل الشرمقاني، وجامع بن الخضر، وحسّان ابن مكيّة، والقاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي»، وغير هؤلاء كثير.
تصدّر «أبو القاسم الهذلي» لتعليم القرآن، واشتهر صيته، وعرف بالضبط وجودة القراءة، وأقبل عليه طلاب العلم يأخذون عنه، فقد روى عنه:
إسماعيل بن الإخشيد، وسمع منه «كتاب الكامل»، وكذلك عبد الواحد بن محمد السكري، وأبو بكر بن محمد بن زكريا الأصبهاني، وقرأ عليه بمضمن «الكامل» وسمعه منه «أبو العزّ القلانسي، وعليّ بن عساكر».
قال «الإمام ابن الجزري»: وقرأ بالكامل إمام زمانه حفظا ونقلا «أبو العلاء الهمذاني»، على «أبي العز القلانسي».
ولا زال يقرئ به إلى آخر وقت، وآخر من رواه تلاوة فيما نعلم «ابن مؤمن الواسطي». ثم يقول «ابن الجزري»: وقرأته أنا على الشيخين: «إبراهيم ابن أحمد الاسكندراني، ومحمد بن النحاس» بإجازة الأول، وسماع الثاني لبعضه بسندهما. اه (1). توفي الهذلي سنة خمس وستين وأربعمائة. اه.
أخذ «أبو علي الأهوازي» حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم عن خيرة علماء عصره وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: كان «أبو علي الأهوازي» عالي الرواية في
الحديث، روى عن: نصر بن أحمد المرجّى، صاحب أبي يعلى الموصلي، والمعافى بن زكريا الجريري، وعبد الوهاب الكلابي، وهبة الله بن موسى الموصلي، وأبي مسلم الكاتب»، وخلق سواهم. اه (2).
وكما تصدّر «أبو علي الأهوازي» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، تصدر أيضا لرواية حديث النبي صلّى الله عليه وسلم، وقد أخذ عنه عدد كثير، وحدثوا عنه، وفي هذا يقول «الذهبي»:
حدث عنه «أبو بكر الخطيب، وأبو سعد السمّان، وعبد الرحيم البخاري، وعبد العزيز الكتاني، والفقيه نصر المقدسي، وأبو طاهر الحنّائي، وأبو القاسم النسيب»، وروى عنه بالإجازة: «أبو سعد أحمد بن الطيوري» اه (1).
ترك «أبو علي الأهوازي»: عدة كتب في القراءات وغيرها، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: صنف «أبو علي الأهوازي» عدة كتب من القراءات، مثل: كتاب «الموجز، والوجيز، والإيجاز» ثم يقول: وله مصنّف في الصفات (2).
يقول محقق كتاب «معرفة القراء الكبار» للذهبي: يقوم السيّد دريد حسن أحمد الصالح بتحقيق كتاب «الوجيز» بجامعة بغداد (3).
احتلّ «أبو علي الأهوازي» مكانة سامية بين العلماء، ونال شهرة عظيمة في الصدق والأمانة، وصحّة الرواية، مما استوجب الثناء عليه: يقول «الإمام ابن الجزري»: «الحسن بن علي بن إبراهيم الأستاذ أبو علي الأهوازي، صاحب المؤلفات، شيخ القراء في عصره، وأعلى من بقي في الدنيا إسنادا، إمام كبير محدث» (4).
وقال «الحافظ الذهبي»: لقد تلقى الناس رواياته بالقبول، وكان يقرئ بدمشق من بعد سنة أربعمائة (5).
توفي «أبو علي الأهوازي»: في رابع ذي الحجة سنة ستّ وأربعين وأربعمائة من الهجرة رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.






مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید