المنشورات

«عليّ بن داود» ت 402 هـ

هو: علي بن داود بن عبد الله أبو الحسن الداراني القطان، إمام جامع دمشق ومقرئه.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ «علي بن داود» القرآن عن خيرة العلماء، فقد قرأ القرآن بالروايات على طائفة من العلماء منهم: أبو الحسن بن الأخرم، وأحمد بن عثمان السبّاك، وصالح بن إدريس، ومحمد بن القاسم بن محرز، ومحمد بن جعفر الخزاعي (2).
تصدر «علي بن داود» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، وصحة القراءة وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه. وفي هذا يقول «ابن الجزري»: قرأ عليه «الأهوازي، وتاج الأئمة أحمد بن عليّ، وأحمد بن محمد الأصبهاني، ورشأ بن نظيف، وعلي بن الحسن الربعي، وأحمد بن محمد القنطري، وعبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وأبو عبد الله الكارزيني» (3).
اشتهر «علي بن داود» بعفة النفس والقناعة، كما عرف عنه أنه لا يأخذ أجرا على تعليم القرآن، وإنما يعتبر ذلك حسبة لله تعالى. حول هذه المعاني، يقول «عبد المنعم بن النحوي»: خرج القاضي أبو محمد العلوي وجماعة من الشيوخ إلى «داريا» ليأخذوا الشيخ كي يكون إماما للجامع الأموي، فلبس أهل «داريا» السلاح ليقاتلوا دونه، فقال القاضي: يا أهل «داريا» ألا ترضون أن يسمع في البلاد أن
أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام، فقالوا:
قد رضينا. فأخذوه، وسكن بالمنارة الشرقية، وكان يقرئ شرقي الرواق الأوسط، ولا يأخذ على الإمامة رزقا، ولا يقبل ممن يقرأ عليه برّا، ويقتات من أرض له «بداريا» ويحمل ما يحتاج إليه من الحنطة فيخرج بنفسه إلى الطاحون ويطحنه ثم يعجنه ويخبزه. اه (1).
ألا يعتبر أن «علي بن داود» ضرب أروع الأمثال في القناعة وعفة النفس بهذه الأخلاق الفاضلة؟ احتلّ «علي بن داود» مكانة سامية في جميع الأوساط مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول تلميذه «رشأ بن نظيف»: لم ألف مثله حذقا، وإتقانا في رواية «ابن عامر» الدمشقي، وهو الإمام الرابع بالنسبة الى أئمة القراءات (2). وقال «الكتاني»: كان «علي بن داود» ثقة انتهت إليه الرئاسة في قراءة الشاميين، ومضى على سداد (3).
وقال «الإمام الداني»: كان ثقة ضابطا متقشفا (4).
وقال «الإمام ابن الجزري»: كان «علي بن داود» إماما مقرئا ضابطا متقنا محررا، زاهدا، ثقة. اه (5).
توفي «علي بن داود» في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة وهو في سنّ التسعين، رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.





مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید