المنشورات

«عليّ بن عبد الله» ت 912 هـ

هو: علي بن عبد الله بن أحمد بن علي بن عيسى الحسيني الملقب نور الدين السمهودي، القاهري، الشافعي، نزيل الحرمين الشريفين، ويعرف بالشريف السمهودي.
ولد في صفر سنة أربع وأربعين وثمانمائة بسمهود ونشأ بها فحفظ القرآن، والمنهاج في الفقه، ولازم والده حتى قرأ عليه بحثا مع شرحه للمحلى وشرح البهجة لكن النصف الثاني منه سماعا، وجمع الجوامع في أصول الفقه، وغالب ألفية ابن مالك، وقدم القاهرة مع والده، وبمفرده غير مرة.
أولها سنة ثمان وخمسين، ولازم اولا «الشمس الجوهري» في الفقه وأصوله، والعربية. وأكثر من ملازمة «الشيخ المناوي» وأخذ عنه الكثير من العلوم. وقرأ على «النجم بن قاضي عجلون» بعض تصحيحه للمنهاج.
وقرأ على «الشمس الشرواني» شرح عقائد النسفي، للتفتازاني، وغير ذلك من العلوم.
ثم استوطن القاهرة إلى أن خرج إلى أداء فريضة الحج سنة سبعين وثمانمائة في البحر، إلا أنه لم يتمكن من الحج في ذلك العام، فجاور بمكة سنة إحدى وسبعين إلى أن أدى فريضة الحج.
ثم توجّه إلى المدينة المنورة فقطنها، ولازم وهو فيها «الشهاب الأبشيطي»
وحضر دروسه في «المنهاج» وغيره. وأذن له في التدريس. وأكثر «علي بن عبد الله» من السماع بالمدينة المنورة على شيوخها، وأخذ عنهم العلم الكثير.
ثم جلس للتدريس وانتفع به الكثيرون من الطلبة في الحرمين الشريفين، وعمل للمدينة المنورة تاريخا، وصنف حاشية على إيضاح النووي في المناسك.
ثم توجه فزار بيت المقدس، وعاد إلى القاهرة، ثم رجع إلى المدينة المنورة، فاستوطنها، وصار شيخها غير منازع.
احتلّ «علي بن عبد الله» مكانة سامية ومنزلة رفيعة، مما جعل الكثيرين يثنون عليه، وفي هذا يقول «شمس الدين السخاوي»: «هو إنسان فاضل متفنن، متميز في الفقه، والأصلين، مديم للعمل، والجمع والتأليف، متوجه للعبادة، وللمباحثة، والمناظرة قويّ الجلادة على ذلك، طلق العبارة، وهو فريد في مجموعه، ولأهل المدينة به جمال».
ظلّ «عليّ بن عبد الله» في عمل متصل بين التصنيف، والتدريس، والتنقل من مكان إلى مكان حتى توفاه الله تعالى قريبا من سنة اثنتي عشرة وتسعمائة.
رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.





مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید