المنشورات

«ابن الفحّام» ت 516 هـ

هو: عبد الرحمن بن عتيق بن خلف أبو القاسم الفحام الصقلي. ولد «ابن الفحام» سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة من الهجرة. وقيل: سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
وبعد أن حفظ «ابن الفحّام» القرآن الكريم رحل من جزيرة صقلية مسقط رأسه إلى «مصر» في سبيل طلب العلم والقراءات.
وقد أخذ القراءات عن عدد من خيرة العلماء منهم:
1 - أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس المصري المقرئ. وكان «ابن نفيس» إماما ثقة، صحيح الرواية، انتهى إليه علوّ الإسناد وعمّر حتى قارب المائة، وكان حجة في القراءات.
2 - وعبد الباقي بن فارس بن أحمد أبو الحسن الحمصي ثم المصري.
3 - نصر بن عبد العزيز بن أحمد بن نوح الفارسي الشيرازي مقرئ الديار المصرية ومن علماء القراءات المحققين، وله كتاب «الجامع في القراءات العشر».
قال «أبو القاسم بن الفحّام»: قال لنا أبو الحسن نصر الفارسي إنه قرأ بالطرق والروايات، والمذاهب المذكورة في كتاب «الروضة» لأبي علي المالكي البغدادي، على شيوخ «أبي عليّ» المذكورين في «الروضة» كلهم القرآن كله وأن «أبا علي» كان كلما قرأ جزءا من القرآن قرأت مثله.
وكلما ختم ختمة ختمت مثلها حتى انتهيت إلى ما انتهى إليه من ذلك.
4 - وإبراهيم بن سليمان بن غالب أبو إسحاق المصري المعروف بابن الخياط المالكي، وهو شيخ مقرئ مشهور وعدل. روى كتاب «الروضة» سماعا وتلاوة عن مؤلفه «أبي علي الحسن بن محمد البغدادي» وقرأ على إسماعيل بن عمرو بن راشد.
كما أخذ «ابن الفحّام» «النحو» عن خيرة علماء اللغة، وفي مقدمتهم «أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ بن داود بن سليمان بن إبراهيم النحوي الجوهري المصري».
وطاهر هذا من العلماء المشهورين بالمصنفات النافعة المفيدة ومن تصانيفه «المقدمة في النحو» وشرحها، وشرح الجمل للزجاج وكان يتولى تحرير الكتب الصادرة من ديوان الإنشاء بالديار المصرية إلى الأطراف ليصلح ما لعلّه يجد بها من لحن خفيّ.
وابن الفحام هو الذي طلب من «ابن بابشاذ» أن يشرح له مقدمته في النحو فأملى عليه شرحها.
تصدر «ابن الفحّام» لتعليم القرآن وحروفه، واشتهر بالثقة وجودة القراءة وصحة الضبط والاتقان، وأقبل عليه طلاب العلم، وحفاظ القرآن يأخذون عنه فتتلمذ عليه الكثيرون. ومن تلاميذه:
1 - أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الحافظ، أبو طاهر السّلفي وله علوّ في إسناد الحديث والقراءات مع الثقة والعلم.
2 - وأحمد بن عبد الله بن أحمد بن هشام بن الحطية، أبو العباس اللخمي الفارسي ثم المصري وهو إمام صالح عارف بالقراءات وصحة الضبط. عيّن لقضاء «مصر» سنة
ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
3 - ومحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الطفيل، أبو الحسن العبدي الإشبيلي.
وقد عني بالقراءات، واشتهر بالصدق والاتقان ونظم أرجوزة في القراءات.
4 - ويحيى بن سعدون بن تمام ضياء الدين أبو بكر الأزدي القرطبي إمام عارف، علامة.
ولد بقرطبة سنة ست وثمانين وأربعمائة من الهجرة، وقرأ بها القراءات، ثم رحل إلى الإسكندرية فقرأ على «ابن الفحّام» ونزل بالموصل. قال عنه «الذهبي» كان «ابن سعدون» ثقة محققا، واسع العلم ذا دين ونسك وورع ووقار.
5 - وعبد الرحمن بن خلف الله بن محمد بن عطية أبو القاسم القرشيّ، الإسكندري، المالكي، المؤدب.
وكان ثقة، وشيخا صالحا، أقرأ الناس مدة على صدق واستقامة.
لقد احتلّ «ابن الفحّام» مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول «أبو الربيع سليمان بن عبد العزيز المقرئ الأندلسي»: ما رأيت أعلم بالقراءات، ووجوهها من «ابن الفحّام» وإنه ليحفظ القراءات كما نحفظ نحن القرآن. اه (1).
وقال «الذهبي»: كان «ابن الفحّام» من الثقات، وثّقه «أبو طاهر أحمد ابن محمد السلفي، وعليّ بن المفضل. اه (1).
وقال «القفطي»: كان «ابن الفحّام» حافظا للقراءات، صدوقا، متقنا، عالما. اه (2).
وقال «السيوطي»: انتهت إلى «ابن الفحّام» رئاسة الإقراء بالاسكندرية علوّا ومعرفة. اه (3).
وقال «جمال الدين»: قصد الناس «ابن الفحّام» من شتى النواحي لعلوّ إسناده، وإتقانه. اه (4).
وبالجملة، فقد كان «ابن الفحّام» إماما محققا، ثقة، متقنا، وقد وهب حياته لخدمة القراءات القرآنية تعلّما وتعليما، وصنف كتابه المشهور في القراءات «التجريد لبغية المريد».
توفي «ابن الفحّام» في ذي القعدة سنة ست عشرة وخمسمائة من الهجرة وقد جاوز التسعين.
رحم الله «ابن الفحّام» رحمة واسعة إنه سميع مجيب.






مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید