المنشورات
«موسى بن عيسى» ت 430 هـ
هو: موسى بن عيسى بن أبي حاج أبو عمران الفاسي ثم القيرواني. ذكره «الذهبي» ت 748 هـ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ، ضمن علماء القراءات.
ولد «موسى بن عيسى» سنة ثمان وستين وثلاثمائة. وما أن شبّ عوده حتى اتجه إلى حفظ القرآن وطلب العلم، وقد تنقل في كثير من البلاد ليأخذ عن شيوخها، ويتلقى عن علمائها، ويتفقه على فقهائها، فرحل في سبيل ذلك إلى كل من مكة المكرمة، ومصر، وبغداد.
وقد اكتسب «موسى بن عيسى» خلال رحلاته الكثير من العلم والمعرفة، وفي هذا يقول «الإمام الداني»: أخذ «موسى بن عيسى» القراءة عرضا عن «أبي الحسن علي بن عمر الحمامي»، وسمع جماعة، كتب معنا بالقيروان، وبمصر، وبمكة، وتوجه إلى بغداد، وأنا بمكة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وأقام أشهرا، وقرأ بها القرآن، وسمع الحروف، وكتب عن جماعة من محدثيها حديثا منثورا، وشاهد مجلس القاضي الإمام أبي بكر محمد بن الطيب، ثم انصرف إلى «القيروان». وأقرأ الناس بها مدّة، ثم ترك الإقراء، ودارس الفقه، وأسمع الحديث إلى أن توفي. اه (2).
أخذ «موسى بن عيسى» القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم: «أبو الحسن الحمامي» وغيره.
كما تفقه على مشاهير العلماء أمثال: أبي محمد الأصيلي، وأخذ أصول الفقه عن «أبي بكر بن الباقلاني». كما أخذ حديث الهادي البشير، صلّى الله عليه وسلم، عن عدد من العلماء منهم: عبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، وغيرهما، كما سمع من «أبي الفتح بن أبي الفوارس».
تصدر «موسى بن عيسى» للتعليم وأقبل عليه طلاب العلم يأخذون عنه القراءات والفقه، والحديث، واشتهر بالثقة والضبط، والعدالة، وذاع صيته مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول «حاتم بن محمد»: كان أبو عمران الفاسي من أعلم الناس، وأحفظهم، جمع حفظ الفقه والحديث والرجال، وكان يقرأ القراءات ويجوّدها مع معرفة بالجرح والتعديل، أخذ عنه الناس من أقطار المغرب ولم ألف أحدا أوسع منه علما، ولا أكثر رواية. اه (1).
وقال «الحافظ الذهبي»: موسى بن عيسى الفاسي المقرئ الفقيه المالكي الأصولي شيخ القيروان، تفقه على «أبي الحسن» وهو أجلّ أصحابه، ودخل الأندلس فتفقه على «أبي محمد الأصيلي» وسمع من عبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، والكبار، ثم حج مرات، وقرأ القراءات ببغداد على «أبي الحسن الحمامي» وغيره، وسمع من «أبي الفتح بن أبي الفوارس» وأخذ الأصول عن «أبي بكر بن الباقلاني» وانتهت إليه رئاسة العلم بالقيروان. اه.
توفي «موسى بن عيسى» في ثلاثة عشر رمضان سنة ثلاثين وأربعمائة من الهجرة رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
مصادر و المراجع :
١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ
المؤلف: محمد محمد
محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)
14 يناير 2024
تعليقات (0)