المنشورات
محمد عبده [1266 - 1323 هـ / 1849 - 1905 م]
محمد عبده بن حسن خير الله، من آل التركماني:
من مؤسسي النهضة المصرية الحديثة، وكبار الدعاة إلى التجديد والإصلاح في العالم الإسلامي، ومفتي الديار المصرية. ولد بحصة شبشير من قرى إقليم الغربية، ونشأ بقرية "محلة نصر" من قرى شبراخيت بإقليم البحيرة. تعلم بالجامع الأحمدي بطنطا،ثم بالأزهر بالقاهرة، حيث اتجه إلى دراسة العلوم الطبيعية والتاريخية إلى جانب العلوم الإسلامية. وجاء جمال الدين الأفغاني إلى مصر، فلازمه وأخذ عنه الفلسفة والمنطق، وتأثر به كثيرا. ونال شهادة العالمية (سنة 1877 م) فاشتغل بالتدريس في دار العلوم ومدرسة الألسن، وأخذ ينشر آراءه الحرة في الصحف، مما أثار عليه حقد المحافظين، فعزل من وظيفته وأبعد إلى قريته. ثم دعي إلى رئاسة تحرير "الوقائع المصرية"، وكانت حكومية، فصارت في عهده صحيفة الرأي الحر. وقامت الثورة العرابية، فنفخ في نارها، وكان في جملة مناصريها، وأفتى - على ما قيل - بخلع الخديوي توفيق، وحين أخمدت، واحتل الإنكليز مصر، سجن 3 أشهر للتحقيق، ونفي إلى بلاد الشام، فأقام في بيروت سنة، انتدب خلالها للتعليم الديني في الكلية الإسلامية، ثم سافر إلى باريس، فأصدر مع جمال الدين الأفغاني مجلة "العروة الوثقى" (13 مارس 1884) لمحاربة الإستعمار والطغيان في البلاد الإسلامية. ولمحمد عبده فيها "فصول في النقد والجدل والتوجيه السياسي العالي، بلغ فيها الذروة في نضج التفكير واستواء البيان وسمو المعاني". ثم عاد إلى بيروت، وقضى فيها بضع سنوات معلما ومربيا، ولقيه الأمير شكيب أرسلان وأخذ عنه واستفاد منه. ولما عفي عنه، عاد إلى مصر (سنة 1306 هـ) وتولى منصب القضاء في المحاكم الأهلية، ثم عضوية مجلس إدارة الأزهر ممثلا للحكومة، ثم مستشارا في محكمة الاستئناف، فمفتيا للديار المصرية (سنة 1317 هـ) واستمر إلى أن توفي بالإسكندرية، ودفن في القاهرة، قال أحد مؤرخيه: "ويتلخص منهجه فى تفسير القرآن، في فهم الدلالة اللغوية، واستخدام العقل، والاستفادة من التقدم العلمي، وطرح البدع والخرافات. وقد صور العقيدة الإسلامية تصويرا سليما، وأنشأ جيلا من العلماء حذا حذوه في التفسير، على رأسه محمد رشيد رضا ومصطفى المراغي". من آثاره "تفسير جزء عم"، ونسب إليه تفسير القرآن، وهو لمحمد رشيد رضا (1).
مصادر و المراجع :
١- معجم المفسرين «من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر»
المؤلف: عادل نويهض
قدم له: مُفتي الجمهورية اللبنانية الشَّيْخ حسن خالد
18 يناير 2024
تعليقات (0)