المنشورات

التحري

لغة: القصد والطلب والابتغاء، كقول القائل: «أتحرى مسرتك» : أى أطلب مرضاتك، وفيه قوله تعالى:.
فَأُولائِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً [سورة الجن، الآية 14] : أي قصدوا طريق الحق وتوخوه، ومنه حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر.» .
[البخاري «ليلة القدر» 3] أى: اعتنوا بطلبها.- وكذلك هو: تعرف ما هو أحرى وأحق، والاجتهاد في العمل به، وإنما قيد في العبادات لأنهم قالوا: التحري فيها، قالوا: التراضي في المعاملات، والتحري غير الشك والظن، فإن الشك أن يستوي طرفا العلم والجهل، والظن ترجح أحدهما بدون دليل، والتحري ترجح أحدهما بغالب الرأي، وهو دليل يتوصل به إلى طرف العلم، وإن كان لا يتوصل به إلى ما يوجب حقيقة العلم، كذا قال السرخسي في «المبسوط» ، وفيه أيضا: الاجتهاد مدرك من مدارك الأحكام الشرعية وإن كان الشرع لا يثبت به ابتداء، وكذلك التحري مدرك من مدارك التوصل إلى أداء العبادات وإن كانت العبادة لا تثبت به ابتداء، ذكره أو قاله في «القاموس القويم» . اصطلاحا: قال الجرجاني: طلب أحرى الأمرين وأولاهما.
قال النووي: والاجتهاد والتأخى بمعنى، وهو طلب الأحرى وهو الصواب.
وهو كذلك: طلب الأحرى من الأمر: أي الأغلب الذي ينتهى إليه حد الطلب، يقال: «تحريت في الأمر» : إذا اجتهدت في طلب ما يثبت عندك حقيقته، ومنه قوله تعالى:.
فَأُولائِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً [سورة الجن، الآية 14] .
قال الهروي: أى قصدوا طريق الحق واجتهدوا في طلبه.
«المصباح المنير (حرى) ص 51، والقاموس القويم للقرآن الكريم ص 151، وحاشية ابن عابدين 1/ 190، والمبسوط 7/ 185، وشرح الطحاوي على مراقي الفلاح ص 2، والنظم المستعذب 1/ 15» .

 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید