المنشورات

الخمر:

ما أسكر من عصير العنب، أو عام، الجمع: خمور.
والخمر يذكر ويؤنث، فيقال: هو الخمر، وهي الخمر، ويجوز دخول الهاء، فيقال: خمرة على أنها قطعة من الخمر، والخمّار: بائعها، وسمّيت خمر، لأنها تخامر العقل: أى تلابسه.
وفي تسمية الخمر خمرا ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها تخمر العقل: أى تستره، أخذا من خمار المرأة الذي تستر به رأسها.
والخمر: الشجر الكثير الذي يغطي الأرض، أنشد الفراء عن بعض العرب:
ألا يا عمرو والضحاك سيرا ... فقد جاورتما خمر الطريق
الثاني: أنها تخمّر نفسها لئلا يقع فيها شيء يفسدها، وخصت بذلك لدواميتها تحت الغطاء جودتها وشدّة سورتها، ومنه قوله- عليه الصلاة والسلام-: «خمّروا الآنية» [البخاري «بدء الخلق» 16] : أى غطوها. الثالث: لأنها تخامر العقل: أى تخالطه، قال الشاعر:
فخامر القلب من ترجيع ذكرتها ... رشّ لطيف ورهن منك مكبول
والخمر: هي النيء من ماء العنب إذا غلى واشتد عند جمهور الفقهاء، وزاد أبو حنيفة، وقذف بالزّبد.
وتطلق الخمر أيضا عند الجمهور على كل ما يسكر ولو من غير العنب.
- والخمر يطلق على عصير العنب المشتد إطلاقا حقيقيّا إجماعا، واختلفوا هل يطلق على غيره حقيقة أو مجازا؟ وعلى الثاني هل مجاز لغة؟ كما جزم به صاحب «المحكم» .
قال صاحب «الهداية» من الحنفية: الخمر عندنا ما اعتصر من ماء العنب إذا اشتد، وهو المعروف عند أهل اللغة وأهل العلم. والخمر ما خامر العقل كما خطب بذلك عمر (رضى الله عنه) بحضرة الصحابة الأكابر ولم ينكره أحد، فشمل كل مسكر. سمّيت بذلك لأنها تخمر العقل: أى تغطيه وتستره، أو لأنها تركت حتى أدركت، أو لأنها اشتقت من المخامرة التي هي المخالطة، لأنها تخالط العقل، والثلاثة موجودة في الخمر، لأنها تركت حتى أدركت الغليان وحد الإسكار، وهي مخالطة العقل، وربما غلبت عليه وغطته، قاله أبو عمر.
- والخمار: الدّاء العارض للرأس من شرب الخمر.
- والخمرة: بالضم كغرفة: حصير صغير قدر ما يسجد عليه.
قال الهروي وغيره: وهي السجادة، وهي ما يضع عليه الرجل وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة من خوص.
ويقال: سمّيت خمرة، لأنها تخمر وجه المصلى عن الأرض:
أي تستره.
وفي الحديث عند أبى داود عن عائشة (رضى الله عنها) وفيه: «. ناوليني الخمرة» [مسلم «الحيض» 12] .
«الإفصاح في فقه اللغة 1/ 465، والنظم المستعذب 2/ 332، ونيل الأوطار 1/ 227، 7/ 139، وشرح الزرقانى على الموطأ 4/ 169، والتوقيف ص 326، ومعالم السنن 1/ 71، والكليات ص 414، والموسوعة الفقهية 28/ 357» .

 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید