المنشورات

العام:

مشتق من العموم، وهو مستعمل في معنيين:
في الاستيعاب، وفي الكثرة والاجتماع. يقال: «مطر عام وخصب عام» : إذا عم الأماكن كلها أو عامتها، وفيه عامة الناس لكثرتهم، وكذا القرابة إذا توسعت وكثرت أشخاصها تسمى قرابة العموم.
وفي الاصطلاح: عند الجصاص وأكثر المشايخ: هو الاجتماع والكثرة دون الاستيعاب، وقال مشايخ العراق: من شرطه الاستيعاب.
- وقال الجصاص: العام: ما ينتظم جمعا من الأسماء والمعاني:
أى العام شيء يشمل الأشياء وينتظمها.
- وذكر القاضي الإمام أبو زيد- رحمة الله عليه- قال:
العام: ما ينتظم جمعا من الأسماء لفظا أو معنى.
وفي «الموجز في أصول الفقه» : لفظ واحد يستغرق جميع ما يصلح له بوضع واحد.
وقال ابن الحاجب في «منتهى الوصول» : العام: اللفظ المستغرق لما يصلح له.
وفي «لب الأصول/ جمع الجوامع» : العام: هو لفظ يستغرق الصالح له بلا حصر.
وفي «الواضح» في أصول الفقه: العام: هو اللفظ المستغرق لكل ما يصلح له دفعة واحدة.
ملحوظة: المقصود ب‍ «دفعة واحدة» : أي لا على سبيل البدل، فتخرج النكرة المثبتة فليست عامة، وإن تناولت كل ما تصلح له، لكنها تتناوله على سبيل البدل، كقولك: «اذبح خروفا» ليس المطلوب ذبح جميع الخراف، ولكن يذبح هذا أو هذا أو هذا أو أي أحد منها، فإن ذبح واحدا كفى في امتثال الأمر، ومع هذا فليس عامّا، وهذا عند الأصوليين، أما أهل علم اللغة فيسمون هذا النوع أيضا عامّا، فالعموم عند اللغويين نوعان:
(ج 2 معجم المصطلحات) الأول: العموم الشمولي: وهو وحده يسميه الأصوليون:
العموم.
الثاني: العموم البدلي أو (عموم الصلاحية) : وهو الذي مثلنا له بقولك: (اذبح خروفا) ويسميه الأصوليون: المطلق.
«الحدود الأنيقة ص 82، ولب الأصول/ جمع الجوامع ص 69، ومنتهى الوصول ص 102، وميزان الأصول ص 256، والموجز في أصول الفقه ص 115، والواضح في أصول الفقه ص 177» .والعام: كالسّنة، لكن يكثر استعمال السنة في الحول الذي فيه شدة وجدب، والعام فيما فيه رخاء.
وقيل: سميت السنة عاما، لعموم الشمس بجميع بروجها، ويدل المعنى العموم:. كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [سورة الأنبياء، الآية 33] ، ذكر بعضهم.
قال أبو البقاء: العام: السنة الكاملة، واشتقاقه من عام يعوم إذا سبح كأنه سمي بذلك لجريانه على التكرار، أو لأن نجومه تسبح في الفلك، كما قال الله تعالى:. كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [سورة الأنبياء، الآية 33] .
فائدة: فرّق بعض اللغويين بين العام والسنة:
قال ابن الجواليقي: ولا تفرق عوام الناس بين العام والسنة ويجعلونهما بمعنى، وهو غلط، والصواب: ما أخبرت به عن أحمد بن يحيى أنه قال: السنة من أى يوم عددته إلى مثله، والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا.
وفي «التهذيب» أيضا: العام: حول يأتي على شتوة وصيفة، وعلى هذا فالعام أخص من السنة، فكل عام سنة، وليست كل سنة عاما، وإذا عددت من يوم إلى مثله، فهو سنة، وقد يكون فيه نصف الصيف ونصف الشتاء، والعام لا يكون إلّا صيفا وشتاء متواليين.
«التوقيف ص 497، والموسوعة الفقهية 25/ 259» .

 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید