المنشورات

(رُؤْيَة الْأَمْوَات ومخالطتهم)

وَأما رُؤْيَة الْأَمْوَات ومخالطتهم وَالْأَخْذ مِنْهُم والإعطاء لَهُم فَمن رأى أَن مَيتا قد عَاشَ فَإِنَّهُ حُصُول الْفَرح وَالسُّرُور وَمن رأى أَنه أحيى مَيتا فَإِنَّهُ يسلم على يَدَيْهِ كَافِر وَمن رأى أَن مَيتا قد عَاشَ ثمَّ سَأَلَهُ أَنْت مَا مت فَقَالَ لَا بل كنت حَيا فَإِنَّهُ يدل على حسن حَاله فِي الْآخِرَة وَمن رأى أَن مَيتا تغيظ فَإِنَّهُ يدل على أَنه أوصى بِوَصِيَّة وَلم يعْمل بوصيته وَمن رأى أَن مَيتا ضَاحِك مُسْتَبْشِرٍ فَيدل على وُصُول صَدَقَة إِلَيْهِ وَهِي مَقْبُولَة وَمن رأى أَن مَيتا على هَيْئَة حَسَنَة وَهُوَ لابس ثِيَابه فَإِنَّهُ يدل على حسن عاقبته وَمَوته على التَّوْحِيد وَمن رأى أَن مَيتا قد عَاشَ وَهُوَ فِي مَسْجِد فَأَنَّهُ أَمن من عَذَاب الله تَعَالَى وَمن رأى أَنه يعاشر الْأَمْوَات فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا وَمن رأى أَن مَيتا يضْحك ثمَّ يبكي فَإِنَّهُ يدل على أَنه مَاتَ على غير مِلَّة الْإِسْلَام وَمن رأى أَن مَيتا قد اسود وَجهه فَإِنَّهُ يدل على أَنه مَاتَ كَافِرًا وَمن رأى أَن مَيتا أخبرهُ بأَمْره فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ لِأَن الْمَيِّت فِي دَار الْحق لَا يتَكَلَّم أَلا حَقًا وَمن رأى أَن مَيتا عَلَيْهِ تَاج أَو حلل أَو خَوَاتِم أَو مَا يزينه أَو رَآهُ قَاعِدا على سَرِير فَإِنَّهُ يدل على حسن منقلبه وَمن رأى أَن مَيتا لبس ثيابًا خضرًا فَإِنَّهُ يدل على أَن مَوته كَانَ على نوع من أَنْوَاع الشَّهَادَة وَمن رأى أَن مَيتا ينازعه وَهُوَ معرض عَنهُ أَو يعظه بقول غليظ فَإِنَّهُ يدل على أَنه مرتكب مَعْصِيّة فليتب إِلَى الله وَرُبمَا كَانَ الْمَيِّت خَاصَّة وَمن رأى أَن الْمَيِّت عُرْيَان وعورته مكشوفة فَإِنَّهُ يدل على خُرُوجه من الدُّنْيَا عُريَانا من الْخيرَات وَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ رَائِحَته وَمن رأى مَيتا وَعَلِيهِ ثِيَاب وسخة أَو كَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ مسؤول عَن دينه فِيمَا بَينه وَبَين الله تَعَالَى خَاصَّة دون النَّاس وَمن رأى أَن مَيتا مَشْغُولًا شغلا حسنا فَإِنَّهُ صَلَاح فِي حَقه فِي الْآخِرَة وَإِن كَانَ شغله مذموما فبضد ذَلِك وَمن رأى مَيتا كَانَ وليا قد عَاشَ وَتَوَلَّى مَكَانَهُ فَإِن أحدا مِمَّن يعقبه يَنَالهُ ولَايَة وَمن رأى أَن مَيتا يشتكي من رَأسه فَإِنَّهُ مسؤول على تَقْصِير فِي أُمُور وَالِديهِ وَإِن اشْتَكَى من عُنُقه فَهُوَ مسؤول عَن تَضْييع مَاله أَو صدَاق امْرَأَته وَإِن اشْتَكَى من يَده فَهُوَ مسؤول عَن أَخِيه أَو شَرِيكه أَو عَن يَمِين حلف بهَا كَاذِبًا وَإِن اشْتَكَى من بَطْنه فَهُوَ مسؤول عَن حق الْوَالِد والأقارب وَإِن اشْتَكَى من رجله فَهُوَ مسؤول عَن إِنْفَاق مَاله فِي غير رضَا الله وَإِن اشْتَكَى من فَخذه فَهُوَ مسؤول عَن قطع رَحمَه وَإِن اشْتَكَى من سَاقيه فَهُوَ مسؤول عَن فنَاء حَيَاته فِي الْبَاطِل وَمن رأى أَن مَيتا يُصَلِّي بالأحياء فَإِنَّهُم مقصرون فِيمَا فرض عَلَيْهِم من الطَّاعَة وَمن رأى أَنه دخل خلف ميت دَارا مَجْهُولَة ثمَّ لم يخرج مِنْهَا فَإِنَّهُ يَمُوت وَمن رأى أَنه يُسَافر مَعَ ميت فَإِنَّهُ يلتبس عَلَيْهِ أمره وَمن رأى مَيتا عرفه وَسلم عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ فَإِنَّهُ لم يمت تِلْكَ السّنة وَيدل على صَلَاحه وَصَلَاح حَال الْمَيِّت وَمن رأى أَن مَيتا مَعْرُوفا قد مَاتَ ثَانِيَة وَكَانَ لمَوْته بكاء فَإِنَّهُ يُزَوّج بعض أَهله فَيكون فيهم عروس وَإِلَّا مَاتَ من عقبه إِنْسَان وَإِن لم يكن لَهُ عقب فموت نَظِيره أَو سميه وَمن رأى أَن مَيتا يَئِن وحاله على غير سَوَاء فَإِنَّهُ يدل على سوء عمله ومجازاته على أَفعاله القبيحة وَمن رأى أَن جمَاعَة من الْمَوْتَى بمَكَان يَأْكُلُون شَيْئا فَإِن ذَلِك الشَّيْء يكون غاليا وَمن رأى أَنه معانق لمَيت وهما على وسَادَة فَإِنَّهُ تطول حَيَاته










مصادر و المراجع :

١- جامع تفاسير الأحلام = تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام

المؤلف: أبو بكر بن محمد بن عمر المُلَّا الحنفي الإحسائي (المتوفى: 1270هـ)

الناشر: دار الثقافة - الدوحة - قطر

الطبعة: الأولى، 1408 هـ - 1988م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید