المنشورات

(رُؤْيَة الْبَحْر وَالنّهر)

أما الْبَحْر فَهُوَ السُّلْطَان وَالنّهر سُلْطَان دونه فَمن رأى الْبَحْر أَو وقف عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيبهُ من السُّلْطَان شيئ لم يرجه وَمن رأى أَن الْبَحْر نقص وَصَارَ خليجا فَإِن السُّلْطَان يضعف وَيذْهب عَن تِلْكَ الْبِلَاد الَّتِي ذهب عَنْهَا الْبَحْر وَمن رأى أَنه دخل بحرا بالسباحة حَتَّى لَا يرى فَإِن ذَلِك هَلَاكه وانقطاعه وَمن رأى أَنه غرق فِي بَحر أَو نهر وَلم يمت فِيهِ فَإِنَّهُ يغرق فِي أَمر الدُّنْيَا وَرُبمَا كَانَ كثير الذُّنُوب والمعاصي وَمن رأى أَنه دخل فِي بَحر أَو نهر فَأَصَابَهُ من قَعْره وَحل وطين فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم من السُّلْطَان اَوْ رجل كَبِير وَمن رأى أَنه غواص فِي الْبَحْر يغوص على لُؤْلُؤ أَو غَيره فَخرج فَإِنَّهُ طَالب علم أَو مَال ويصيب مِنْهُ على قدر الظَّاهِر من اللُّؤْلُؤ وَغَيره وَمن رأى أَن يَسْتَقِي المَاء من الْبَحْر أَو النَّهر فَيَجْعَلهُ فِي إِنَاء فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من سُلْطَان وَإِن كَانَ المَاء كدرا أَصَابَهُ خوف وَمن رأى أَنه اغْتسل أَو تَوَضَّأ من مَاء الْبَحْر أَو النَّهر فَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله أَو ذَا دين قَضَاهُ الله أَو مهموما فرج الله همه أَو خَائفًا أَمن أَو فِي سجن خرج مِنْهُ إِلَى خير وَمن رأى أَنه مَشى فَوق المَاء فِي بَحر أَو نهر فَإِنَّهُ يدل على حسن دينه وَصِحَّة يقينه وَمن رأى ساقية ضَعِيفَة بِقدر مَا لَا يغرق الرجل فِيهَا فَإِنَّهَا حَيَاة طيبَة للبشر إِذا كَانَت عَامَّة أَو لمن ملك تِلْكَ الساقية الرجل فِيهَا فَإِنَّهَا حَيَاة طيبَة للبشر إِذا كَانَت عَامَّة أَو لمن ملك تِلْكَ الساقية خَاصَّة وَمن رأى أَن الْبَحْر ارْتَفع من الأَرْض فَهُوَ سُلْطَان يخَاف إِنَّه غشوم أَو ظلوم وَمن رأى أَنه دخل فِي بَحر أَو نهر فَإِنَّهُ يدْخل سُلْطَانا أَو ذَا سُلْطَان وَإِن كَانَ مَرِيضا اشْتَدَّ مَرضه وَإِن خرج مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيب من السُّلْطَان خيرا وَيذْهب عَنهُ الْهم وَمن رأى أَنه قطع بحرا أَو نَهرا إِلَى الْجَانِب الآخر فَإِنَّهُ يقطع هما أَو هولا وَيسلم من ذَلِك وَمن رأى أَنه يشرب مَاء عذبا من نهر أَو ساقية فَإِنَّهُ يُصِيب لذاذة عَيْش وَطول حَيَاة وَإِن كَانَ مرا أَو كدرا كَانَ عيشه فِي هم أَو خوف أَو شدَّة وَقيل هُوَ مرض بِقدر مَا يشرب وَإِن رأى مَاء قَلِيلا فِي إِنَاء أَو فِي مَوضِع مَحْبُوسًا فَإِنَّهُ ولد وَإِن رأى أَنه أهرق عَلَيْهِ مَاء ساخن من حَيْثُ لَا يشْعر فَإِنَّهُ يسجن أَو يمرض أَو يُصِيبهُ هم أَو فزع من الْجِنّ بِقدر حره وَمن رأى أَنه وَقع فِي المَاء فَإِنَّهُ يَقع فِي محنة شَدِيدَة أَو قتنة وَمن رأى أَنه حمل مَاء فِي وعَاء فَإِن كَانَ فَقِيرا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا أَو عزبا تزوج أَو متزوجا حملت امْرَأَته أَو أمته وَإِن رأى أَنه حمل مَاء فِي ثوب أَو فِيمَا يُنكر حمل المَاء فِيهِ فَإِنَّهُ غرور وَمن رأى أَنه يشرب مَاء من كوز أَو كأس أَو نَحْوهَا فَإِن كَانَ عزبا تزوج وَمن رأى أَنه يفرغ المَاء فِي جرة أَو خابية أَو قربَة أَو غَيرهَا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَمن رأى أَنه يَسُوق المَاء إِلَى دَاره فَإِنَّهُ يَسُوق إِلَيْهَا كل خير وَمن رأى أَن مَاء سَالَ فِي بَيته أَو انفجرت فِيهِ عُيُون فَإِنَّهَا عُيُون باكية على مَرِيض أَو على توديع مُسَافر أَو على غير ذَلِك وَمن رأى أَن قناة دَاره أَو بستانه جَارِيَة فَإِن كَانَ مهموما فرج عَنهُ وَإِن رَآهَا قد انسدت فَإِنَّهَا تنسد عَلَيْهِ مذاهبه









مصادر و المراجع :

١- جامع تفاسير الأحلام = تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام

المؤلف: أبو بكر بن محمد بن عمر المُلَّا الحنفي الإحسائي (المتوفى: 1270هـ)

الناشر: دار الثقافة - الدوحة - قطر

الطبعة: الأولى، 1408 هـ - 1988م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید