المنشورات

(رُؤْيَة الْأَشْجَار والنخيل)

وَأما الْأَشْجَار فِي التَّأْوِيل فرجال على قدر جواهرها ومنافعها ولحا الشّجر دين لصَاحِبهَا وشعبها أَوْلَاده وأقرباؤه وأعوانه وورقها دَرَاهِم وَأَغْصَانهَا فضول مَاله وَالنَّخْل الْكثير فِي مَوضِع مَعْرُوف أَشْرَاف كرام وَفِي غير مَوْضِعه عقدَة فَمن رأى نخلا فِي مَوضِع فسيكون فِيهِ رجال أَشْرَاف وَإِن رأى نخلا انقلعت فَإِنَّهُم رجال أَشْرَاف يموتون
(رُؤْيَة الثِّمَار)
وَمن رأى أَنه يَأْكُل من بلحها أَو بسرها فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ ربح ورزق وَمن رأى أَنه أصَاب تَمرا أَو أكله فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَاضرا من رجل كَبِير وَأكل التَّمْر رزق حسن وَمن رأى أَنه يَأْكُل التَّمْر مَعَ النَّوَى فَإِنَّهُ يخلط حَلَالا بِحرَام وَمن رأى أَنه أصَاب طلعة وَاحِدَة أَو تَمْرَة وَاحِدَة فَإِن كَانَت امْرَأَته حَامِلا فَإِنَّهَا تَأتي بِذكر وَمن رأى أَنه أكل تَمرا لَيْسَ مثله يكون فِي الدُّنْيَا من الْعظم وصفاء اللَّوْن فَإِنَّهُ مفكر فِيمَا أَمر الله بِهِ وَنهى عَنهُ وَمن رأى أَنه أصَاب نوى التَّمْر فَإِنَّهُ يَنْوِي سفرا وَمن رأى أَنه أصَاب خوصا من النّخل فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وَمن رأى أَنه صرم نَخْلَة فَإِنَّهُ ينصرم الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ من خُصُومَة أَو غَيرهَا
(رُؤْيَة أَصْنَاف الْأَشْجَار)
وَمن رأى أَنه أعْطى جوزا أَو لوزا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا بِقدر ذَلِك والسدر رجل كَبِير شرِيف كريم مخصب والتين مَال حَاضر لَا يكذب وَلَيْسَ شَيْء من الثِّمَار يعدلة وشجرة الزَّيْتُون رجل مبارك نفاع وثمره هم وحزن لمن أَصَابَهُ أَو أكله وشجرة الرُّمَّان رجل على قدرهَا وَالرُّمَّان كورة عامرة لمن ملكهَا إِذا كَانَ حلوا أَو مَال مَجْمُوع أَو ولد يُصِيبهُ أَو خير من قبل ولد وَرُبمَا كَانَت امْرَأَة فَمن رأى أَنه ملك رمانة وَأكل مِنْهَا فَإِنَّهُ يفتض جَارِيَة وَإِن كَانَ الرُّمَّان حامضا فَهُوَ هم وحزن والتفاح هم الْإِنْسَان الَّذِي يهمه من ملك وَكِتَابَة وتجارة أَو صناعَة أَو حراثة فَمن رأى أَنه ملكه فَإِنَّهُ ينَال من تِلْكَ الهمة بِقدر مَا ملك مِنْهُ وَقيل من رأى أَنه أصَاب تفاحا كثيرا أصَاب مَالا على قدر مَا رأى من عدده وَمن رأى أَنه أصَاب تفاحة يشمها فَإِنَّهُ يُولد لَهُ ولد يشمه والموز مَال لصَاحب الدُّنْيَا وَدين لصَاحب الدّين والأترج الْكثير مَال وَدين وَهُوَ نَظِير الموز وَإِن كَانَت أترجة وَاحِدَة أَو اثْنَتَانِ أَو ثَلَاث فهم أَوْلَاد كثير وشجرة الْكَرم رجل كريم فَمن رأى أَنه ملك كرما فَإِنَّهُ يكون مَعَ رجل كريم وَقيل من رأى أَنه يغْرس كرما فَإِنَّهُ يُصِيب رفْعَة وسرورا وَالْعِنَب الْأَبْيَض فِي وقته نضارة الدُّنْيَا وحسنها وَفِي غير وقته مَال يَنَالهُ قبل الْوَقْت الَّذِي كَانَ يرجوه فِيهِ وَرُبمَا يكون مَالا حَرَامًا وَالزَّبِيب فِي كل وَقت مَال على كل حَال وَأكل ثَمَرَة صفراء فِي الْمَنَام مثل السفرجل والكمثرى والخوخ وَالرّطب والبطيخ وَنَحْو ذَلِك مرض وَمَا كَانَ مِنْهُ أَخْضَر فَلَيْسَ بِمَرَض وكل حامض من الثِّمَار فَهُوَ هم وحزن إِلَّا الأترج والتفاح والنبق وكل ثَمَر حُلْو غير مَا تقدم ذكره فَإِنَّهُ رزق وَمَال وَخير وَمن رأى أَن شَجرا كثيرا عَلَيْهَا حملهَا وافر أفنانه يُصِيب سُلْطَانا وظفر وتطول حَيَاته وَمن رأى أَنه يلتقط من شَجَرَة موقرة فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من رجل مكثر بِقدر الشَّجَرَة فِي الْأَشْجَار وبقدر الثَّمَرَة فِي الثِّمَار فَإِن الْتقط مِنْهَا وَهُوَ جَالس فَإِنَّهُ يُصِيبهُ رزق بِلَا كد وَلَا نصب وَقيل من رأى أَنه يلتقط من الثِّمَار من أصُول الشّجر فَإِنَّهُ يُخَاصم رجلا شريفا ويظفر فِي خصامه وَمن رأى أَنه على شَجَرَة طَوِيلَة فَإِنَّهُ يتَعَلَّق بِرَجُل ضخم أَو ينجو مِمَّا يخَاف ويحذر فَإِن كَانَ عزبا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَمن رأى أَنه هَبَط من شَجَرَة أَو سقط مِنْهَا لم يتم مَا بَينه وَبَين من يروم التَّعَلُّق بِهِ وَمن رأى أَنه سقط من شَجَرَة وَمَات فَإِنَّهُ يهْلك على يَد رجل كَبِير وَإِن انْكَسَرت بِهِ هلك ذَلِك الرجل وَمن رأى أَنه ملك عددا من الشّجر فَإِنَّهُ يَلِي على جمَاعَة فِي حَال رياسة أَو مكرمَة أَو إِمَامَة أَو نَحْو ذَلِك وَمن رأى شَجرا مَجْهُولا عَارِيا من الْوَرق فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وأحزان وَمن رأى شَجرا كثيرا يَابسا فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَمن رأى فِي دَاره شَجَرَة تنْبت وتطول فَإِنَّهُ يسمو ذكره ويرتفع صيته وَمن رأى أَن لَهُ شَجَرَة لَهَا ثَمَر وَلَيْسَ لَهَا ورق فَإِن لصَاحِبهَا الدّين مَا خلا حسن الْخلق وَإِن كَانَ لَهَا ورق وَلَيْسَ لَهَا ثَمَر فَإِن لصَاحِبهَا حسن الْخلق وَلَيْسَ لَهُ دين وَمن رأى أَنه قلع شَجَرَة أَو قطعهَا أَو يَبِسَتْ فَإِنَّهُ يمرض مَرضا شَدِيدا أَو يَمُوت وَرُبمَا دلّ على موت بعض أَهله مَكَانَهُ فَإِن كَانَت الشَّجَرَة لغيره فَإِنَّهُ سُقُوط رجل عَن معيشته أَو قَتله وَمن رأى دَاخل دَاره أَو خَارِجهَا أَو سافلها أَو عاليها فِيهِ أَنْوَاع الشّجر نابتة وَفِي خلالها الرياحين فَإِنَّهُ يكون فِي تِلْكَ الدَّار مُصِيبَة تجمع النِّسَاء فِيهَا للبكاء والحزن وَمن رأى أَنه يَأْكُل صمغا من الشّجر فَإِنَّهُ يَأْكُل وصلَة من مَال رجل على قدر الصمغ
(رُؤْيَة القرع والبطيخ والقثاء وَالْخيَار)
وَمن رأى شَجَرَة القرع فَإِنَّهُ رفْعَة وجد بِقدر ورق القرع لفضله على الْأَشْجَار وَمن رأى أَنه يستظل بشجرة القرع فَإِنَّهُ يستأمن من وَحْشَة وَيسْتَقْبل أمره بصلاح وَمن رأى الْبِطِّيخ أَو أكله فَإِنَّهُ مرض والقثاء هم وحزن وَقيل خير وَربح وَالْخيَار لَا بَأْس بِهِ
(رُؤْيَة الْبُقُول وكل نبت مُسْتَعْمل)
وَأما الْبُقُول فَإِن كَانَت مِمَّا يُؤْكَل مطبوخا أَو نيئا فَلَا بَأْس بِهِ وَأما مَا لَا يطْبخ وَلَا يَأْكُلهُ الْإِنْسَان فَهُوَ خُصُومَة وهم وَمن رأى خضرَة الباقلاء أَو الحمص أَو العدس واللوبياء وَنَحْوهَا فَهُوَ هم وحزن لمن أكلهَا أَو أَصَابَهَا وَمن رأى البصل أَو الثوم أَو الجزر أَو اللفت وَنَحْو ذَلِك فَهُوَ هم وحزن وَقد يكون أكل الثوم والكراث وكل منتن من الطَّعَام شَيْئا قبيحا أَو قولا فَاحِشا وَمن رأى كمأة فِي الْمَنَام فَإِنَّهَا امْرَأَة لَا خير فِيهَا لِأَنَّهَا لَا أصل لَهَا وَإِن كَانَت كَثِيرَة مِمَّا يعرف عَددهَا فَإِنَّهَا رزق وأموال من قبل النِّسَاء وَقيل من رأى الكمأة فَهِيَ شِفَاء لمن أَصَابَهَا أَو أكلهَا
(رُؤْيَة الخضرة وَالزَّرْع والحشيش)
وَمن رأى خضرَة كَثِيرَة على وَجه الأَرْض مِمَّا يعرف جوهرها فَإِنَّهُ دين وَصَلَاح لَهُ وللعامة وَإِن رأى فِيهَا كلأ أَو حشيشا فَإِنَّهُ مَال وخصب وَمن رأى أَرضًا مخضرة قد يَبِسَتْ أصَاب خيرا وَمَا كَانَ من النبت المشموم فَهُوَ هم وحزن وَمن رأى أَن لَهُ زرعا مَعْرُوفا فَإِنَّهُ عمله فِي دينه ودنياه بِقدر الزَّرْع وخطره وَمن رأى زرعا فِي مَوضِع مَجْهُول أَو مَعْرُوف على غير صَنْعَة الزَّرْع وسنبله قد أدْرك وَتجَاوز حَاله فَإِنَّهُم رجال مجتمعون فِي حَرْب فَإِن حصد قتلوا وَمن رأى أَن رجلا خَالفه إِلَى زرعه فحصد مِنْهُ فَإِن امْرَأَته قد زنت وَمن رأى سنابلا خضرًا فَإِنَّهَا سنُون مخصبة وَإِن كَانَ يابسات فَإِنَّهَا سنُون مُجْدِبَة وَمن رأى أَنه أعطي سنبلا أَو يَأْكُلهُ فَإِنَّهُ يرْزق مائَة وَمن رأى أَنه أصَاب من الْحَشِيش والتبن شَيْئا أَو أَدخل أَحدهمَا منزله فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وخصبا كثيرا
(رُؤْيَة الْحَرْث والزراعة)
وَمن رأى أَنه يحرث أَرضًا فَإِنَّهُ يضاجع أَهله وَإِن رأى أَنه يحرثها غَيره بِغَيْر إِذْنه فَإِنَّهُ مُخَالف إِلَى أَهله وَمن رأى أَنه زرع شَعِيرًا فَإِنَّهُ يجمع مَالا وَمن رأى أَنه زرع زرعا وحصده فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَإِن رأى أَنه بذر وَلم يعلق ذَلِك الْبذر فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وحزن بِقدر ذَلِك الْبذر وَمن رأى أَنه يُصِيب قمحا فَإِنَّهُ يُصِيب ذَهَبا وَمن رأى أَنه يَأْكُل قمحا رطبا فَإِنَّهُ ناسك فَاضل وَإِن أكر قمحا يَابسا أَو مطبوخا فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَمن رأى أَنه يَأْكُل شَعِيرًا رطبا أَو يَابسا أَو مقلوا أَو مطبوخا فَإِنَّهُ صَلَاح يُصِيبهُ وَخير على كل حَال وَمن رأى أَنه أهدي إِلَيْهِ شعير فَإِنَّهُ يرى قُرَّة عين وَصِحَّة جسم وينال خيرا وَمن رأى أَن طَعَامه عَاد زبلا أَو تُرَابا رخص أَو فسد وَإِن رأى نَارا أوقدت فِي الطَّعَام غلا أَو اشْتَدَّ سعره وَمن رأى دخنا أَو عدسا أَو ذرة فَإِنَّهُ مَال على كل حَال وَهُوَ دون الْقَمْح وَالشعِير وَمن رأى الباقلاء أَو الحمص واللوبياء أَو نَحْوهَا من الْحُبُوب فَهِيَ هم وحزن لمن أَصَابَهَا أَو أكلهَا رطبَة أَو يابسة مطبوخة أَو مقلوة وَقيل فِي السمسم إِنَّه مَال فِي زِيَادَة وَمن رأى أَنه أصَاب أرزا فَإِنَّهُ يُصِيب رزقا قَلِيلا خَفِيفا وَفِيه هم وغم وَمن رأى أَنه أصَاب الْحبَّة السَّوْدَاء أَو الحرمل أَو نَحْوهَا مِمَّا فِيهِ شِفَاء فَإِنَّهُ يُصِيب صِحَة وعافية فِي جِسْمه
(رُؤْيَة الرياحين)
وَمن رأى الرياحين فِي مَوضِع نَبَات فَإِنَّهُ يكون ولدا وَإِن رَآهَا مقلوعة قد وضعت فِي دَار أَو غَيرهَا فَإِن قليلها وكثيرها هم وحزن وبكاء وَقيل من رأى الآس فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا








مصادر و المراجع :

١- جامع تفاسير الأحلام = تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام

المؤلف: أبو بكر بن محمد بن عمر المُلَّا الحنفي الإحسائي (المتوفى: 1270هـ)

الناشر: دار الثقافة - الدوحة - قطر

الطبعة: الأولى، 1408 هـ - 1988م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید