المنشورات
الاستدلال في الفرنسية/ tnemennosiaK في الانكليزية/ gninosaeR في اللاتينية/ oitaiticoitaR
الاستدلال في اللغة العربية طلب الدليل، وفي عرف الأصوليين والمتكلمين: النظر في الدليل، سواء كان استدلالا بالعلة على المعلول، أو بالمعلول على العلة. وقد يخص الأول باسم التعليل، والثاني باسم الاستدلال. ولكن الأولى أن يطلق الاستدلال اعلى إقامة الدليل، لا على النظر في الدليل، لأن الدليل قول مؤلف من أقوال يلزم من تسليمها لذاتها قول آخر، وليس الاستدلال به النظر في الدليل، وإنما هو إقامة الدليل.
والاستدلال عند بعضهم هو انتقال الذهن من الأثر الى المؤثر أو من المؤثر الى الأثر، أو من أحد الأثرين الى الآخر (تعريفات الجرجاني).
فاذا كان انتقالا من الأثر الى المؤثر، أو من المعلول الى العلة، سمي استدلالا إنّيا، واذا كان انتقالا من المؤثر الى الأثر، أو من العلة الى المعلول، سمي استدلالا لميا.
والاستدلال في اصطلاحنا هو تسلسل عدة أحكام مترتبة بعضها على بعض، بحيث يكون الأخير منها متوقفا على الأول اضطرارا، فكل استدلال إذن انتقال من حكم الى آخر، لا بل هو فعل ذهني مؤلف من أحكام متتابعة، إذا وضعت لزم عنها بذاتها حكم آخر غيرها.
وهذا الحكم الأخير لا يكون صادقا إلا اذا كانت مقدماته صادقة.
وهذا كله يدل على أن المنطق وعلم النفس كليهما يشتركان في بحث الاستدلال. إلا أن المنطقي ينظر في الاستدلال الكامل، من حيث هو مؤلف من قضايا مرتبطة بعضها ببعض ارتباطا ضروريا، فيعرف أنواع الاستدلال، ويرتبها بحسب قيمها، ويفرق بين الاستدلالات المنتجة والاستدلالات غير المنتجة. اما العالم النفسي فيبحث في الاستدلال من حيث هو فعل ذهني واقعي. لا من حيث هو صحيح أو فاسد، فقد تختلف قيمة الحجج العقلية في نظر المنطقي، من حيث قربها من الصواب، أو بعدها عنه، ولكن قيمتها في نظر العالم النفسي واحدة، لأنه إنما ينظر في حركة الذهن، وكيفية تكون الحجج العقلية ونشوئها، لا في صحتها وفسادها.
والمتقدمون من فلاسفتنا يقسمون الاستدلال ثلاثة أنواع: القياس والاستقراء، والتمثيل، «و ذلك لأنه اما أن يحكم على الجزئي لثبوت ذلك الحكم في الكليّ، وهو القياس، أو يحكم على الكلي لثبوته في الجزئي، وهو الاستقراء، أو يحكم على الجزئي لثبوت الحكم في جزئي آخر، وهو التمثيل» (ر: لباب الاشارات لفخر الدين الرازي، وهي تهذيب اشارات ابن سينا، ص 32 من طبعة مصر، ومحصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين لفخر الدين الرازي، ص 32 مع تلخيص المحصل لنصير الدين الطوسي في ذيله).
والأولى أن يقسم الاستدلال الى استنتاج، واستقراء، وتمثيل، لأن الاستنتاج اعم من القياس، وكل قياس فهو استنتاج، وليس كل استنتاج قياسا (ر: القياس، والاستنتاج، والاستقراء).
وجملة القول: ان الاستدلال هو استنباط قضية من قضية او من عدة قضايا أخرى. او هو حصول التصديق بحكم جديد مختلف عن الاحكام السابقة التي لزم عنها. والمعرفة التي تحصل في الذهن بطريق الاستدلال هي المعرفة غير المباشرة، اما المعرفة التي تحصل في الذهن بطريق الحدس، فهي المعرفة المباشرة، وتسمى الأولى معرفة استدلالية، او انتقالية او نظرية ( evisrucsid ecnassiannoc) والثانية معرفة حدسية (- siannoc evitiutni ecnas) ( ر: الحدس).
والاستدلال بالاولى (- nosiaR iroitrof a tnemen) هو الانتقال من قضية الى اخرى، لاشتمال القضية الثانية على مرجح زائد على الاسباب المشتركة بين القضيتين.
ويطلق اصطلاح (الاستدلال بالاولى) ايضا على الانتقال من كمية اولى الى كمية ثانية أكبر أو أصغر منها بحيث لا يكون الوصول الى الكمية الاولى أو تجاوزها ممكنا الا اذا كان الوصول الى الكمية الثانية أو تجاوزها ممكنا.
ويطبق (الاستدلال بالاولى) في القضايا الحقوقية، كما في قولنا: اذا حق لك ان تقتل السارق، حق لك بالاولى ان تقتل القاتل.
والاستدلال الفلسفي (- osolihP emehP) هو الاستدلال المقابل للاستدلال الخطابي، أو الجدلي، او السوفسطائي.
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
25 مارس 2024
تعليقات (0)