المنشورات
التربية في الفرنسية/ noitacudE في الانكليزية/ erutluc, noitacude في اللاتينية/ oitacudE
التربية هي تبليغ الشيء الى كماله، او هي كما يقول المحدثون تنمية الوظائف النفسية بالتمرين حتى تبلغ كمالها شيئا فشيئا، تقول:
ربّيت الولد، اذا قويت ملكاته، ونميت قدراته، وهذّبت سلوكه، حتى يصبح صالحا للحياة في بيئة معينة. وتقول تربّى الرجل اذا احكمته التجارب، ونشّأ نفسه بنفسه. ومن شروط التربية الصحيحة ان تنمي شخصية الطفل من الناحية الجسمية والعقلية والخلقية، حتى يصبح قادرا على مؤالفة الطبيعة، يجاوز ذاته، ويعمل على اسعاد نفسه، واسعاد الناس. وتعد التربية ظاهرة اجتماعية تخضع لما تخضع له الظواهر الاخرى في نموها وتطورها (مج).
والتربية والوراثة متقابلتان.
والفرق بينهما ان ماهيّة الأولى التغيّر، وماهيّة الثانية الثبوت، فاذا كان الموجود الحي يتغير بتأثير غيره تارة، وبمؤالفة الظروف التي يعيش فيها تارة، فمرد ذلك الى التربية، واذا كان يميل بفطرته الى الاتصاف بصفات نوعه، فمرد ذلك الى الوراثة.
وللتربية طريقان: الأول ان يربّى الطفل بوساطة المربي، والثاني ان يربّي نفسه بنفسه، فاذا أخذت التربية بالطريق الأول كانت عملا موجها يتم في بيئة معينة وفقا لفلسفة معينة، واذا اخذت بالطريق الثاني، كانت عملا ذاتيا يترك فيه الطفل على سجيته ليتعلم من نشاطه القصدي.
وتسمّى التربية التي تقوم على هذا النشاط الحر، وعلى مراعاة الفروق الفردية، والقابليات الشخصية، بالتربية التقدمية، ( noitacudE evissergorp)، وهي حركة اصلاحية مبنية على المذاهب النفسية والاجتماعية، ومتصلة بفلسفة (ديوى) الذرائعية.
فائدة في كتاب حي بن يقظان لابن طفيل اشارة الى التربية الطبيعية، كقوله: «و نحن نصف هنا كيف تربّى، وكيف انتقل في احواله، حتى بلغ المبلغ العظيم» (ص 30 من طبعتنا) وقوله:
«فتربى الطفل ونما واغتذى بلبن تلك الظبية» (ص 35)، وقوله:
«فأعلمه حي بن يقظان انه لا يدري لنفسه ابتداء، ولا أبا، ولا أما، أكثر من الظبية التي ربّته» (ص 132).
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
26 مارس 2024
تعليقات (0)