المنشورات
التركيب في الفرنسية/ esehtnyS في الانكليزية/ sisehtnyS في اللاتينية/ sisehtnyS
التركيب ضد التحليل، وهو تأليف الكل من أجزائه، فإذا ركبت الماء من الأوكسيجين والهيدروجين، كان تركيبك تجريبيا، وإذا جمعت المبادي البسيطة، وألفت منها نتائج مركبة، كان تركيبك عقليا. وفي قول (ديكارت):
«أن أرتب أفكاري، فأبدأ بأبسط الأمور، وأيسرها معرفة، وأتدرج في الصعود شيئا فشيئا، حتى أصل إلى معرفة أكثر الأمور تركيبا، بل أن أفرض ترتيبا بين الأمور التي لا يسبق بعضها بعضا بالطبع» إشارة إلى هذا التركيب العقلي (ر: القاعدة الثالثة من قواعد الطريقة، مقالة الطريقة، القسم الثاني ص 104 من الطبعة الثانية من ترجمتنا). وتسمى قاعدة (ديكارت) هذه بقاعدة التركيب.
والتركيب عند فلاسفتنا القدماء مرادف للتأليف، وهو أن تجعل الأشياء المتعددة بحيث يطلق عليها اسم الواحد، ولا تعتبر في مفهومه النسبة بالتقديم والتأخير، بخلاف الترتيب فإنه تعتبر فيه النسبة بين الأجزاء.
أما في اصطلاح الصرفيين فهو جمع حرفين أو أكثر بحيث يطلق عليها اسم الكلمة، وأما عند النحاة فهو مقابل للإفراد، فان كان بين اللفظين إسناد كان التركيب إسناديا، وان كان أحدهما مضافا والآخر مضافا إليه، كان التركيب إضافيا، وان كان أحدهما موصوفا والآخر صفة كان التركيب وصفيا.
وأما عند المنطقيين، فالمركب هو المؤلف، قال ابن سينا: «و أما اللفظ المركب، أو المؤلف، فهو الذي يدل على معنى، وله أجزاء منها يلتئم مسموعه، ومن معانيها يلتئم معنى الجملة، كقولنا:
الإنسان يمشي، أو رامي الحجارة» (النجاة، ص 7).
والطريقة التركيبية ( edohteM euqitehtnys) هي انتقال العقل من المعاني والقضايا البسيطة إلى المعاني والقضايا المركبة، أو هي انتقال العقل من قضايا يقينية إلى قضايا أخرى لازمة عنها اضطرارا.
قال (دوهامل): إذا سرت على هذه الطريقة: «ابتدأت بالقضايا المسلم بها، ثم استنتجت منها قضايا جديدة، حتى تصل إلى القضية المطلوبة، فتجدها حينئذ صادقة» (ر:
( snad sedohtem seD ,lemahuD ,tnemennosiar ed secneics sel IV ,hc ,eitrap erel )
وطريقة التركيب أيضا هي الطريقة التي تسير عليها في انتقالك من الفصول إلى الأصول، أي من الأجزاء إلى الكل، لذلك قال (فوستل دوكولانج):
إن يوما واحدا من التركيب يحتج إلى سنين طويلة من التحليل.
والتركيب أيضا هو الجمع بين الرأي ( esehT) وضده ( esehtitnA) في قول جديد يأخذ بأحسن ما في الرأيين، ويمزج أحدهما بالآخر، مستعينا على ذلك بوجهة نظر أعلى من وجهتيهما. فلا بد كما يقول (هجل) من الصراع بين الأضداد، ولا بد كذلك، للوصول إلى الحقيقة المطلقة، من اتحاد الاضداد وانسجامها.
والتركيب في علم النفس هو الفعل الذي يؤلف به الذهن، من التصورات والعواطف والنزعات المختلفة، كلّا عضويا واحدا. فالتركيب في نظرية المعرفة هو جمع تصور إلى آخر، أو إلى عدة تصورات، بحيث تؤلف صورة عقلية واحدة.
والتركيب في علم النفس التجريبي هو جمع العناصر النفسية الواقعية، بحيث تؤلف كلّا واحدا. وكل حادث نفسي فهو مركب من عناصر متناسقة.
والتركيب العقلي، الذي يجمع الظواهر الجديدة وينسقها، مختلف عن التداعي الذي يقتصر على استحضار المجموعات السابقة استحضارا غير إرادي.
والتركيب الشخصي هو الفعل الذي يدرك المرء به أن ذكرياته وادراكاته وأفعاله مقومة لشخصيته.
والتركيب المجرد. هو التركيب المنطقي، أو الرياضي، أو التاريخيّ، أو الفلسفي، أما التركيب المشخص فهو التركيب المادي.
والتركيبي ( euqitehtnyS) نسبة إلى التركيب. فالعقل التركيبي يلتفت إلى الكل دون الأجزاء، على حين ان العقل التحليلي لا يفطن الا إلى الأجزاء (ر: تحليل). والحكم التركيبي ( euqitehtnys tnemeguJ) هو الحكم الذي يكون فيه المحمول زائدا على تضمّن الموضوع كقول (كانت): «إما أن يكون المحمول (ب) المحكوم به انه موجود للموضوع (آ) داخلا في تضمنه، وإما أن يكون مضافا على الموضوع (آ) من خارجه، وإن كان مرتبطا به، ففي الحالة الأولى يسمى الحكم تحليليا، وفي الثانية تركيبيا» (ر:
، erup nosiar al ed euqitirc, tnaK. dortni).
والبرهان التركيبي ( noitartsnomeD euqitehtnys) هو الاستنتاج الرياضي الذي تلزم فيه النتائج عن المبادي اضطرارا (ر: برهان)، كما في علم الهندسة الذي تبنى قضاياه على التعريفات، والبديهيات، والاوضاع والمسلمات.
والفلسفة التركيبية ( eihposolihP euqitehtnys) هي الاسم الذي اختاره (هربرت سبنسر) لمجموع مؤلفاته، وهي: المبادي الأولى، ومبادئ علم الحياة، ومبادئ علم النفس، ومبادئ علم الاجتماع، ومبادئ الأخلاق.
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
26 مارس 2024
تعليقات (0)