المنشورات
التمثيل والتمثل في الفرنسية/ noitalimissa, noitatneserpeR في الانكليزية/ noitalimissa, noitatneserpeR
في اللاتينية/ oitalimissa, oitatnesearpeR
مثّل الشيء بالشيء: سوّاه، وشبّهه به، وجعله على مثاله، ومثّل الشيء لفلان صوره له بالكتابة أو غيرها، حتى كأنه ينظر اليه. فالتمثيل اذن هو التصوير والتشبيه، والفرق بينه وبين التشبيه ان كل تمثيل تشبيه، وليس كل تشبيه تمثيلا.
1 - والتمثيل ( noitatneserpeR) في علم النفس فعل ذهني به تحصّل المعرفة، كالادراك الحسي، والتخيل، والحكم من جهة ما هي باعثة على حصول صورة الشيء في النفس، وتسمّى هذه الظواهر بالظواهر العقلية، وهي مقابلة للظواهر الانفعالية والفاعلة.
وفي كل تمثيل ممثِّل وممثّل فالممثّل هو الذات المدركة والممثّل هو الشيء المدرك، والمثال هو الجامع بينهما، ومن شرط المثال ان يكون مطابقا للشيء يرمز اليه وينوب عنه.
ومن قبيل ذلك قول (ليبنيز):
«ان اللّه عند ما نظم الكون بكامله نظر في كل جزء منه وبخاصة في المناد، ولما كانت طبيعة المناد تمثيلية، لم يكن هنالك ما يجعل تمثيله مقصورا على قسم من الأشياء فقط، وإن كان هذا التمثيل مبهما في تفصيل الكون بكامله غير متميز الّا في قسم صغير من الأشياء».
(60، eigolodanoM) وقوله ايضا:
ومع ان كل (مناد) يمثل الكون بأسره، فان تمثيله للجسم المتصل به أتم واوضح (م. ن، 62)، وكذلك النفس فهي تمثل الكون بكامله الّا انها لا تستطيع ان تقرأ في ذاتها الا ما هو متمثل فيها بوضوح (م. ن، 61).
والتمثيل عند (هاملن) هو القدرة على ادراج الشيء الحسي المشخّص في إحدى مقولات العقل.
ويطلق التمثيل في اللغة الحديثة على قيام الشيء مقام الآخر، تقول مثل قومه في دولة، او مؤتمر، او مجلس، ناب عنهم، ومنه ايضا تمثيل المسرحية، وهو عرضها على المسرح عرضا يمثل الواقع.
2 - تمثّل الشيء تصوّر مثاله، ومنه التمثّل وهو حصول صورة الشيء في الذهن، او ادراك المضمون المشخّص لكل فعل ذهني. او تصور المثال الذي ينوب عن الشيء ويقوم مقامه.
والفرق بين التمثّل والتمثيل ان التمثّل هو التصور على حين ان التمثيل هو التصوير والتشبيه.
تقول تمثّل الشيء تصور مثاله أي تخيله تخيلا حسيا، وتمثل المثلث تصور ماهيته ونوعه، وتقول ايضا مثّل الشيء صوّره او استعاد صورته، فالصورة تمثل المعركة، والرمز يمثل المعنى. فالتمثيل والتمثّل اذن متقاربان وهما يشتركان في أمرين: احدهما حضور صورة الشيء في الذهن، والآخر قيام الشيء مقام الشيء.
3 - والتمثيلي ( fitatneserpeR) هو الذي ينوب عن الشيء ويقوم مقامه. كالمجلس التمثيلي الذي ينوب عن الشعب.
ويطلق التمثيلي أيضا على الصورة التي ترجع الى الذهن عند غياب الشيء الذي تمثله، تقول التخيل التمثيلي، وهو مقابل للتخيل المبدع.
ونظرية الادراك التمثيلي ( evitatneserper noitpecreP) مقابلة لنظرية الادراك المباشر.
ونظرية الافكار التمثيلية (- atneserper seedi sed eiroehT sevit) عند (الديكارتيين) هي القول ان الذهن لا يدرك الأشياء بل يدرك مثالاتها. وهذه النظرية هي الأصل الذي استمدت منه المثالية المطلقة مبادئها. قال (ديكارت): ربما كان في نفسي قوة او ملكة تحدث هذه الافكار دون عون خارجي. فقد ظهر لي حتى الآن انها تحصل لي وانا نائم دون معونة الأشياء التي تمثلها.
ولو وافقت على انها ناشئة عن هذه الأشياء لما استنتجت من ذلك انها مشابهة لها اضطرارا (9، III snoitatideM).
4 - والتمثيل ايضا (- issA noitalim) هو الاستيعاب والمشاكلة والموافقة والمشابهة.
وهو في التربية استيعاب المعلومات استيعابا ينظمها في الحياة العقليّة.
وهو في علم النفس فعل عقلي يقرر حقا او باطلا ان بين الأشياء المختلفة تشابها كثيرا او قليلا.
وهو في علم وظائف الأعضاء عملية بها يتم هضم الاطعمة اي تحويلها الى عناصر حية موافقة لطبيعة الكائن الحي الذي يغتذي بها.
5 - والتمثيل ( noitalimissA) عند (سبنسر) صورة من صور التفصيل والتفريق والتباين، وهو يذهب من المتجانس الى اللامتجانس ومن الأشياء المتشابهة الى الأشياء المختلفة، الا انه عند (لالاند) هو التحول من الاختلاف الى التشابه. وهذا المعنى الثاني أدق من الأول.
التمثيل (قياس)
Raisonnement par analogie
قياس التمثيل هو الحكم على شيء معيّن لوجود ذلك الحكم في شيء آخر معيّن، أو أشياء اخرى معيّنة، على ان ذلك الحكم على المعنى المتشابه فيه. (ابن سينا، النجاة، ص 9).
والأصح أن يقال: اثبات حكم في أمر لثبوته في آخر لعلة مشتركة بينهما، وسمّي الشيء المحكوم عليه فرعا، والشيء المنقول منه الحكم أصلا، أو مثالا، والعلة المشتركة بينهما جامعة. مثال ذلك قولنا:
ان الماس كالزيت، لأنه يشبهه في القدرة على كسر الضوء، وقولنا:
ان العالم حادث، لأنه جسم مؤلف فشابه البناء، والبناء محدث، فالعالم حادث. ومن قبيل ذلك ايضا قولنا: ان المريخ كوكب آهل بالأحياء كالأرض لعلة مشتركة بينهما، وهي الجوّ، وكلما كان التشابه بين المتماثلين أكثر كان قياس التمثيل أصدق.
وقد زعم (رابيه. reibaR)
ان قياس التمثيل يشتمل على استقراء متبوع باستنتاج، مثال ذلك، قولنا: ان زيدا يشبه عمرا في لطفه لأنهما من بلد واحد، فان في هذا القول استقراء واستنتاجا معا، اما الاستقراء فهو:
عمرو لطيف، وهو من بلدة كذا، واذن سكان بلدة كذا لطاف.
واما الاستنتاج فهو:
سكان بلدة كذا لطاف، وزيد من بلدة كذا، فزيد اذن لطيف.
والفرق بين قياس التمثيل والاستقراء ان قياس التمثيل ينقل الحكم من علاقة معلومة الى علاقة مشابهة لها من جهة، ومختلفة عنها من جهة أخرى، على حين ان الاستقراء ينقل الحكم من المثل الى المثل.
(ر: الاستقراء).
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
26 مارس 2024
تعليقات (0)