المنشورات
الجوهر في الفرنسية/ ecnatsbuS في الانكليزية/ ecnatsbuS في اللاتينية/ aitnatsbuS
كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به فهو جوهر الواحدة جوهرة. وجوهر كل شيء ما خلقت عليه جبلته. والجوهر النفيس هو الذي تتخذ منه الفصوص ونحوها.
وجوهر السيف فرنده. وقيل الجوهر هو الأصل، أي أصل المركبات.
ويطلق الجوهر عند الفلاسفة على معان: منها الموجود القائم بنفسه حادثا كان أو قديما، ويقابله العرض. ومنها الذات القابلة لتوارد الصفات المتضادة عليها. ومنها الماهية التي إذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضوع. ومنها الموجود الغني عن محل يحل فيه.
قال ابن سينا: «الجوهر .. هو كل ما وجود ذاته ليس في موضوع، أي في محل قريب قد قام بنفسه دونه لا بتقويمه» (النجاة، ص 126). وقال أيضا: «و يقال جوهر .. لكل ذات وجوده ليس في موضوع، وعليه اصطلح الفلاسفة القدماء منذ عهد أرسطو» (رسالة الحدود). والخلاصة ان الجوهر هو الموجود لا في موضوع، ويقابله العرض ( tncdiccA) بمعنى الموجود في موضوع، أي في محل مقوم لما حل فيه. فإن كان الجوهر حالا في جوهر آخر كان صورة، إما جسمية وإما نوعية. وان كان محلا لجوهر آخر كان هيولى، وان كان مركبا منهما كان جسما، وان لم يكن كذلك، أي لا حالا ولا محلا ولا مركبا منهما، كان نفسا أو عقلا.
والجوهر عند (ديكارت) هو الشيء الدائم الثابت الذي يقبل توارد الصفات المتضادة عليه، من دون أن يتغير، كاللون، والرائحة، واللين، والطعم، والبرودة والحرارة، التي تتوارد على قطعة الشمع، فهي أعراض متغيرة، أما جوهر الشمعة فدائم لا يتغير (ر: كتاب التأملات 2).
والجوهر الأول ( ecnatsbuS ereimerp) هو الكائن المفرد من حيث هو موضوع مباشر لما يحمل عليه من الصفات ايجابا أو سلبا.
والجوهر الثاني ( ecnatsbuS ednoces) هو الذي يمكن أن يكون موضوعا لقضية ما، كالانسان، والفرس، والحديد، وغيرها من الكليات، فهي لا تسمى جواهر إلا على سبيل التماثل. ولا يطلق عليها اسم الجواهر الثواني إلا بالقياس إلى الجوهر الأول.
قال (ديكارت): «عند ما نتصور الجوهر نتصور موجودا غير محتاج في وجوده الى شيء آخر غير نفسه. وليس هناك في حقيقة الأمر جوهر له مثل هذه الصفة غير اللّه.
لذلك حق للفلاسفة المدرسيين أن يقولوا ان إطلاق لفظ الجوهر على اللّه والمخلوقات لا يكون على سبيل الاشتراك والتواطؤ. ولكن لما كان من طبيعة بعض الأشياء المخلوقة أن لا توجد إلا مضافة إلى غيرها، كان من الضروري تمييزها من الأشياء التي لا يحتاج وجودها إلا إلى مشيئة اللّه. ونحن انما نسمي هذه الأخيرة جواهر، ونسمي الأولى صفات، أو محمولات، أو اعراضا» (مبادئ الفلسفة 1 - 51، 53). ولكل جوهر محمول أول، أو خاصة رئيسة، فخاصة النفس هي الفكر، وخاصة الجسم هي الامتداد.
والجوهر عند (اسبينوزا) هو القائم بذاته، والمدرك لذاته. وقوام هذا المعنى أمران، الأول قولنا: ان وجود الجوهر لا يحتاج إلى قيامه بغيره. والثاني قولنا «ان الجوهر هو الذي لا يحتاج تصوره إلى حمله على غيره، وفي هذين القولين التباس بين الموضوعي والذاتي، أي بين القيام بالأعيان والقيام بالأذهان.
فإذا قلنا: ان الجوهر هو الشيء لذاته لزم عن ذلك امتناع تعدد الجواهر، كما في مذهب الواحدية السبينوزية. وإذا قلنا ان الجوهر هو القائم بذاته لم نعن بذلك انه مستقل عن الاعراض والصفات، بل حامل لها.
والجوهر عند (كانت) اولى مقولات الاضافة، وهو تصور قبلي ناشئ عن صورة الحكم المطلق من حيث أنه اسناد محمول الى موضوع أو رفعه عنه. وأولى مقولات الاضافة انما تنشأ عن ايضاح النسبة بين الموضوع والمحمول، وهي النسبة بين الجوهر والعرض، وصورتها دوام كمية المادة. والتجربة وحدها هي التي تفسح لنا المجال لتطبيق مقولة الجوهر في المجالات التي تمكننا من الكشف عن دوام بعض الأشياء القائمة بالذهن، وهذا المعنى متصل كما ترى بالمعنى الديكارتي الذي ذكرناه آنفا.
أما الظواهريون فانهم يبطلون معنى الجوهر ويعتبرون الموضوع الذي تحمل عليه الصفات قائما بهذه الصفات وحدها، لا بشيء آخر غيرها.
ومبدأ الجوهر ( ed epicnirP ecnatsbus) هو القول ان لكل صفة جوهرا يحملها. ومبدأ دوام الجوهر (- amrep al ed epicnirP ecnatsbus al ed ecnen ( هو القول ان وراء كل تغير شيئا ثابتا لا تزيد كميته في الطبيعة، ولا تنقص.
والجوهرية ( emsilaitnatsbuS) مذهب من يقول بوجود الجوهر أعني الشيء القائم بنفسه، وهي ضد الظواهرية ( emsinemonehP).
والجوهري ( leitnatsbuS) هو المنسوب الى الجوهر أو المقوم له، كما في قولنا الصورة الجوهرية.
وللصورة الجوهرية ( emroF elleitnatsbuS) معنيان: (أحدهما) الطبيعة المشتركة بين أفراد النوع الواحد من جهة ما هو قائم بنفسه، مستقل عن الأفراد المندرجين فيه.
وهذه الصورة الجوهرية اما أن تكون تامة كالصورة التي للانسان، أو غير تامة كالصورة التي للجنين قبل حدوث النفس الناطقة فيه.
(و الآخر) وطبيعة الأشياء المفردة من حيث أنها ذات وحدة حقيقية مؤلفة من مجموع الخواص المعقولة.
قال (ليبنيز): من يتأمل طبيعة الجوهر التي وصفتها آنفا يجد ان طبيعة الجسم لا تتألف من الامتداد وحده، أي من العظم، والشكل، والحركة، بل تتألف من شيء شبيه بالنفس يسمى بالصورة الجوهرية.
والجوهرية ( etilaitnatsbuS) أيضا اسم مجرد دال على كيفية وجود الجوهر من حيث هو جوهر مثال ذلك قول ابن سينا: «فإن لم يشتركا في شيء لم يجب أن يكون كل واحد منهما قائما لا في موضوع، وهو معنى الجوهرية المقول عليهما بالسوية» (النجاة ص 377)، وقوله: «الجوهرية التي لها (يعني للهيولى) ليست تجعلها بالفعل شيئا من الأشياء، بل تعدّها لأن تكون بالفعل شيئا بالصورة. وليس معنى جوهريتها إلّا انها أمر ليس في موضوع» (الشفاء، الإلهيات، ص 409 من طبعة طهران).
والجوهر عند المتكلمين هو الجوهر الفرد المتحيز الذي لا ينقسم، اما المنقسم فيسمونه جسما لا جوهرا، ولهذا السبب يمتنعون عن اطلاق اسم الجوهر على المبدأ الأول (ر: الذرة، الجزء).
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
26 مارس 2024
تعليقات (0)