المنشورات

الحدّ (1) في الفرنسية/ emreT, noitinifeD في الانكليزية/ noitinifeD في اللاتينية/ sunimreT, oitinifeD

الحد في اللغة المنع والفصل بين الشيئين، ومنتهى كل شيء حدّ والحد أيضا تأديب المذنب، وجمعه حدود، ومنه أقمت عليه الحد، وحدود اللّه تعالى الأشياء التي بيّن تحريمها وتحليلها.
والحد أيضا النهاية التي ينتهي اليها تمام المعنى، وما يوصل اليه التصور المطلوب. وحدّ الشيء:
الوصف المحيط بمعناه، المميز له من غيره.
والحد ( noitinifeD)  في اصطلاح الفلاسفة هو القول الدال على ماهية الشيء، وهو تعريف كامل، أو تحليل تام، لمفهوم اللفظ المراد تعريفه، كتعريف الإنسان بالحيوان الناطق. أما الرسم أو الوصف ( noitpircseD)  فهو تعريف الشيء بصفاته العرضية اللازمة المميزة له من غيره، كتعريف الإنسان بالضاحك، الخ ..
وينقسم الحد إلى تام وناقص.
فالتام هو ما يتركب من الجنس والفصل القريبين، كتعريف الإنسان بالحيوان الناطق. والناقص هو ما يكون بالفصل القريب وحده، أو به وبالجنس البعيد، كتعريف الإنسان بالجسم الناطق. ومن شرط الحد التام أن يكون جامعا مانعا، أي يجمع المحدود، ويمنع غيره من الدخول فيه، ومن شرطه أيضا أن يكون مطردا ومنعكسا. ومعنى الاطراد انه متى وجد الحد وجد المحدود، ومعنى الانعكاس انه إذا عدم الحد عدم المحدود. ولو لم يكن مطردا لما كان مانعا، ولو لم يكن منعكسا لما كان جامعا. وعلامة استقامته دخول كلمة كل في الطرفين جميعا، كما يقال في تحديد الإنسان:
كل انسان فهو حيوان ناطق، وكل حيوان ناطق فهو انسان.
وينقسم الحد بنوع آخر من القسمة إلى حد بحسب الاسم، ويسمى بالحد اللفظي أو الاسمي ( elanimon noitinifeD)،  وإلى جد بحسب الذات، ويسمى بالحد الحقيقي ( elleer noitinifeD)،  أو الحد الذاتي ( elleitnesse noitinifeD).
والحد الذي بحسب الاسم هو القول المفصل الدال على مفهوم الاسم عند مستعمله. قال ابن سينا: «كل من تلفظ بلفظ فإليه تحديده إذا أجاد العبارة لما يقصد اليه من المعنى، ولا مناقشة معه البتة إلا إذا كان قد زاغ عما قصده بشيء مما سيقوله ... مثال ذلك ان الإنسان، إذا استعمله متكلم في كلامه، فسألته ما يعني به، فقال: انه الحيوان المنتصب القامة، البادي البشرة الذي له رجلان، فأول ما له انه قد حد الإنسان بحسب استعماله لفظه، وليس لك أن تخاطبه فيه بوجه من الوجوه بالمناقشة، إذا كان الحيوان بهذه الصفة موجودا، وكان له بهذه الصفة اعتبار، كان اعتباره بهذه الصفة غير محرم عليه أن يكون له اسم. وأكثر ما يكون أن تؤاخذه به أمر اللغة، وهو بعيد عن المآخذ العلمية» (منطق المشرقيين ص 34). أما الحد الذي بحسب الذات فهو القول المفصّل الدال على حقيقة الشيء. والغرض منه أن يقوم في النفس صورة معقولة مساوية للصورة الموجودة بتمامها. ولذلك، فلا حد بحسب الذات لما لا وجود له. انما ذلك قول يشرح الاسم، ومن شرط الحد الذي بحسب الذات ان يكون تاما، وان يكون موجزا، وأن يحترز فيه عن الألفاظ الوحشية الغريبة، والمجازية البعيدة، والمشتركة، والمترددة.
وفرقوا بين الحد العملي ( euqitarP noitinifeD)،  والحد العملي ( euqifitneics noitinifeD)،  فقالوا: الحد العملي قول مركب من الصفات العرضية أو الذاتية التي تبين المراد من الشيء، مثل تعريف الأشياء المألوفة بصفاتها الظاهرة على طريقة المعاجم. والحد العلمي هو التعريف الكامل. وهو مؤلف من الصفات الذاتية المقومة للشيء، أعني جنسه وفصله، مثل الحدود التي نجدها في العلوم الطبيعية:
الانسان حيوان ناطق، والحيوان ذو إحساس، الخ.
وفرقوا ايضا بين الحد التجريبي (-  epxe uo euqiripme noitinifeD elatnemir)،  والحد الهندسي أو الرياضي (-  irtemoeg noitinifeD euqitamehtam uo euq)  فقالوا:
الحد التجريبي يتألف من العناصر التي يستمدّها الذهن من ملاحظة الأشياء الخارجية، ولا يمكن أن يكون تاما، إلا إذا دلّ على ماهية الشيء، وصفاته الذاتية. وليس كل حد تجريبي متصفا بهذه الصفة، بل العقل لا يصل إلى ذلك إلّا بالتدرج والتقدم إلى المطلوب العلمي شيئا فشيئا. أما الحد الهندسي أو الرياضي فهو حد تام دال على حقيقة المعنى المتصور في الذهن، وهو ابداع عقلي، ليس من شرطه أن يكون له في الوجود الخارجي مثال، وان كان وجوده في حيز الإمكان، بخلاف الحد التجريبي الذي يدل على شيء موجود في الأعيان. لذلك يؤتى بالحدود الرياضية في أوائل الرياضيات، ولا يهتدي إلى الحدود التجربية إلا في أواخر العلم الطبيعي.
وقد أطلق (هاملتون) اسم الحد بحسب التكوين ( euqiteneg noitinifeD)  على الحدود التي يوصف فيها الفعل المولد للشيء المراد تعريفه.
والحد ( emreT)  في اصطلاح المنطقيين هو ما تنحل اليه القضية، كالموضوع والمحمول، فهما الحدان اللذان تتألف منهما القضية من جهة ما هي قضية. والحدود بهذا المعنى اما أن تكون مشخصة أو مجردة، أو عامة أو خاصة، أو مفردة أو جمعية، أو موجبة أو سالبة.
وفي كل قياس ثلاث قضايا، أي مقدمتان ونتيجة. والمقدمتان تشتركان في حد، وتفترقان في حدين، فتكون الحدود ثلاثة. ومن شأن المشترك فيه أن يزول عن النتيجة، ويربط ما بين الحدين الآخرين، مثل قولنا في القياس الذي من الشكل الأول: كل انسان فان، وسقراط انسان، فسقراط فان. فالحدود الثلاثة هي: فان، وسقراط، وانسان. والحدان اللذان كنا نجهل ارتباطهما هما: الفاني وسقراط، والحد المشترك الذي كشف لنا عن الارتباط بينهما هو:
الإنسان، وهو متكرر في المقدمتين.
أما الفاني وسقراط فلم يتكررا، إلا انهما يجتمعان في النتيجة.
فالمتكرر يسمى الحد الاوسط ( emret neyoM)،  وهو علة ارتباط الطرفين، والحد الذي نريد أن يصير موضوع النتيجة يسمى الحد الأصغر ( emret titeP)،  والذي نريد أن يصير محمول النتيجة يسمى الحد الأكبر ( emret dnarG).
والمقدمة التي فيها الحد الأكبر تسمى بالكبرى ( eruejam essimerP)،  والتي فيها الحد الأصغر تسمى بالصغرى ( eruenim essimerP).
والحد الأعلى ( mumixaM)  هو النهاية العظمى لتغيرات قيم التابع، فإذا كان هذا الحد هو النهاية القصوى لتمام التغير سمي بالحد الأعلى المطلق ( mumixaM ulosba).  وإذا كان أكبر من الحد المتقدم عليه او المتأخر عنه سمي بالحد الأعلى النسبي ( fitaler mumixaM).  وعكس الحد الأعلى الحد الأدنى ( muminiM)،  فالمطلق منه ما دل على القيمة الصغرى لمقدار ذي تغيرات متتابعة، والنسبي منه ما كانت قيمة تغيره في زمان ما أصغر من قيم التغيرات السابقة أو اللاحقة.
والحد الأعلى والحد الأدنى جزءان من معنى أعم، وهو الحد النهائي المتطرف ( mumertxE)  الذي يجاوز حد الاعتدال في الزيادة أو النقصان.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید