المنشورات
الحياة في الفرنسية/ eiV في الانكليزية/ efiL في اللاتينية/ atiV
الحياة في اللغة نقيض الموت، وهي النمو، والبقاء والمنفعة.
والحي من كل شيء نقيض الميت، والحي أيضا كل متكلم ناطق، وفسروا قوله تعالى: «وَ ما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ ولَا الْأَمْواتُ» بقولهم:
الحي هو المؤمن، والميت هو الكافر.
ومن قتل في سبيل اللّه لا يجوز أن يقال له ميت، ولكن يقال له شهيد، وهو عند اللّه حي. ويقال أيضا: ليس لفلان حياة: أي ليس عنده نفع ولا خير.
1 - من القدماء من يرى أن من شروط الحي أن يكون له بنية، وهي الجسم المركب من العناصر على وجه يحصل من تركيبها مزاج معتدل. والبنية عندهم مجموع جواهر فردة لا يمكن تركب البدن بغيرها. ومنهم من يرى أن الحياة يجوز أن تخلق في كل واحد من الأجزاء التي لا تتجزأ، فما من موجود الّا وهو حي، لأن وجوده عين حياته. وعلى ذلك فالحياة هي الوجود، وهي تعم المعاني، والهيئات، والأشكال، والصور، والأقوال، والأعمال، والمعادن، والنباتات، وغير ذلك.
2 - أما علماء الحياة المتأخرون فيرون أن الحياة هي مجموع ما يشاهد في الحيوانات والنباتات من مميزات تفرق بينها وبين الجمادات، مثل التغذية، والنمو، والتناسل، وغير ذلك.
وإذا اطلقت الحياة على مجموع ما يشاهد في الحي من مميزات كالتغذية، والنمو، والتناسل، كان لها بالنسبة اليه ابتداء وانتهاء، فبدايتها الولادة، ونهايتها الموت، وتختلف مدتها باختلاف الأشخاص.
3 - على أن الحياة قد تطلق مجازا على تاريخ الفرد وسيرته فتقول: حياة سقراط، وتعني بذلك مجموع ما اشتملت عليه سيرته من مميزات، وقد تطلق على تاريخ الأمة أي على مجموع ما يشاهد في ماضيها من الاعتقادات، والتقاليد والعادات، وأنماط المعيشة، وأحوال العمران. فكل مجموع من الظواهر يشاهد فيها مميزات شبيهة بمميزات الموجودات المعضّاة يسمى حياة، كالحياة الفكرية، والحياة الاجتماعية، والحياة الفنية، والحياة الأدبية، وحياة الألفاظ وغيرها.
4 - وعلم الحياة (البيولوجيا- eigoloiB) لفظ أطلقه (لامارك) على عدم الأحياء، وهو يشتمل باعتبار موضوعه على علم النبات ( euqinatoB) وعلم الحيوان ( eigolooZ)، وباعتبار مسائله على علم الأشكال (المورفولوجيا- eigolohproM )
، وعلم وظائف الأعضاء (الفيزيولوجيا- eigoloisyhP) وأقسامهما. أما (بلدفين niwdlaB) فقد سمى علمي النبات والحيوان بعلم الحياة الخاص ( ygoloiB laicepS) وعلمي الأشكال ووظائف الأعضاء بعلم الحياة العام ( ygoloiB lareneG).
5 - وللفلاسفة في تعليل ظواهر الحياة آراء مختلفة: فالماديون يجعلون الحياة نتيجة للأسباب الفيزيائية والكيميائية، والحيويون يقولون إن الحياة قوة طبيعية مستقلة عن القوى الفيزيائية والكيميائية، وان هذه القوة علة ما نشاهده في الحيوانات والنباتات من مميزات.
والاحيائيون يرون أن ما يشاهد في الأشياء من ظواهر الحياة يرجع الى قوة الأحياء وهي النفس، ويسمى مذهبهم بمذهب الحياتية ( emsiminA).
6 - أما الإحياء عند الصوفية فهو تجلي النفس وتنورها بالأنوار الالهية.
7 - وفرقوا بين الحياة الطبيعية والحياة الروحية، فقالوا: ان الحياة الطبيعية توجب على الموجود الحي أن يحافظ على صورته، وأن يؤالف الشروط المحيطة به، على حين ان الحياة الروحية توجب عليه مجاوزة هذه الشروط، والتغلب على ما يحيط به من العوائق، حتى يحسن حاله، ويرقى الى ما هو اشرف وأنبل.
8 - والحياة في الكتاب المقدس تفيد معنيين: احدهما طبيعي، والآخر روحي، اما المعنى الأول فيقصد به الحياة الطبيعية او مدة الانسان على الأرض، ومنه اخذت الاصطلاحات الآتية: شجرة الحياة، وخبز الحياة، وماء الحياة، واما الثاني فيراد به السيرة الابدية المناقضة لكل ما هو حيواني. من قبيل ذلك قوله: الحياة هي الخير، والموت هو الشر، وقوله: الحياة الابدية هي البقاء عند اللّه، وقوله في الامثال (12 - 28): في سبيل البر حياة، وقوله في انجيل يوحنا (11 - 25): أنا القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا، وقوله في انجيل يوحنا ايضا (14 - 6): انا الطريق، والحق، والحياة.
(ر: الحياتية).
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
26 مارس 2024
تعليقات (0)