المنشورات
الخجل في الفرنسية/ etidimiT في الانكليزية/ ytidimiT في اللاتينية/ satidimiT
خجل الرجل خجلا فعل فعلا فاستحى منه ودهش وتحير. وخجل الرجل إذا التبس عليه أمره، قال ابن سيده: الخجل أن يلتبس الأمر على الرجل فلا يدري كيف المخرج منه. يقال: خجل فما يدري كيف يصنع، وخجل بأمره عيّ. والخجل الكسل والتواني عن طلب الرزق، وهو مأخوذ من الانسان الخجل الذي يبقى ساكنا لا يتحرك ولا يتكلم.
والخجل في اصطلاحنا أن يضيع الانسان ثقته بنفسه، ويفقد اتزانه، ويضطرب في أفعاله، وهو مصحوب بالخوف، الا أنه مختلف عنه، وهو يدل على صراع عميق بين الإرادة والعوائق التي تعترضها.
والسبب في حدوثه شعور المرء بنقصه وعجزه عن بلوغ الغاية التي يتصورها، ولو لا إدراكه لهذه الغاية مع شعوره بنقص وسائله لما خجل، ولو لا رغبته في توكيد ذاته ما اضطرب من الحياء.
والخجل يندر في زمن الطفولة، ويكثر في زمن المراهقة، ثم يبلغ نهايته عند نمو شخصية المراهق وشعوره بالحاجة الى إرضاء الناس أو التفوق عليهم.
ومن صفاته أنه اجتماعي بالذات لا يكون إلّا بين الانسان والانسان، وهو يتبدل بتبدل ظروف الحياة، وشروط البيئة الاجتماعية، ودرجة الوعي والثقافة. وهو مصحوب بتبعثر النفس، وتشتت الفكر، وتبدد الإرادة.
وأدنى درجات الخجل الحذر، والحياء بعده، وفوق ذلك الارتباك والارتجاج.
والفرق بين الخجل والحياء أن الخجل اضطراب مصحوب بالخوف والدهش والتحير، وهو يحصل للمرء عند شعوره بالعجز عن ملاءمة الواقع قبيحا كان أو جميلا. على حين ان الحياء هو الشعور بالشيء القبيح والاشفاق من مواقعته، والنفور عنه، فله إذن معنى أخلاقي، وهو دلالته على التوبة والحشمة، لذلك قال النبي: الحياء شعبة من الإيمان، وإذا لم تستح فاصنع ما شئت، وسبب ذلك ان من لا يستحي لا يكون له حياء يمنعه عن المعاصي والفواحش، فمن لم يستح من العيب لم يخش العار، وهذا اشعار بأن الذي يردع الإنسان عن مواقعة السوء هو الحياء، فاذا انخلع عنه مال الى ارتكاب كل ضلالة وتعاطي كل سيئة.
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
26 مارس 2024
تعليقات (0)