المنشورات
الذاكرة في الفرنسية/ eriomeM في الانكليزية/ yromeM في اللاتينية/ airomeM
1 - الذاكرة هي القدرة على إحياء حالة شعورية مضت وانقضت مع العلم والتحقق أنها جزء من حياتنا الماضية. وقد عرفها حكماؤنا القدماء بقولهم: إنها قوة تحفظ ما تدركه القوة الوهمية من المعاني وتذكرها (التهانوي)، أو قولهم:
إنها قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ من شأنها حفظ ما يدركه الوهم من المعاني الجزئية (ابن سينا)، وتسمى عندهم حافظة أيضا.
ووظيفة الذاكرة بهذا المعنى هي الحفظ والتذكر، ويطلق الذكر على إحضار الشيء في الذهن بحيث لا يغيب عنه، وهو ضد النسيان.
2 - ويطلق لفظ الذاكرة على القوة التي تدرك بقاء ماضي الكائن الحي في حاضره. قال (ريبو):
الذاكرة وظيفة عامة للجهاز العصبي تنشأ عن اتصاف العناصر الحية بخاصة الاحتفاظ بالتبدلات التي تطرأ عليها، وبقدرتها على ربط هذه التبدلات بعضها ببعض. ويطلق هذا اللفظ على الذاكرة النفسية وهي أعلى صور التذكر، وأكثرها تعقيدا، كما يطلق في بعض الأحيان على بعض ظواهر الأجسام.
3 - وقد فرق الفيلسوف (برغسون) بين ذاكرتين الأولى عادة تحتفظ بآثار الماضي على صورة حركات مخزونة في الجسد، والثانية نفسية خالصة تحفظ ذكريات الماضي دفعة واحدة بصورة مستقلة عن الدماغ. وتسمى الأولى بالذاكرة الحركية، والثانية بالذاكرة النفسية، وتتألف من التثبيت ( noitaxiF)، والحفظ ( noitavresnoC)، والذكر ( leppaR)، والعرفان (- noceR ecnassian)، والتحديد (- acoL noitasil).
4 - والذاكرة الانفعالية ( evitceffa eriomeM) هي القدرة على تذكر الأحوال الانفعالية السابقة، كقدرة الإنسان على إحياء خوف قديم اعتراه في بعض ظروف حياته، وقد تطلق الذاكرة الانفعالية أيضا على ذكرى الحوادث الماضية من جهة ما هي مصحوبة بجملة من الأحوال الانفعالية.
ومن العلماء من ينكر هذه الذاكرة الانفعالية، فيقول: إن الأحوال الانفعالية التي نتوهم تذكرها ليست سوى انفعالات جديدة آثارها رجوع الصور الماضية إلى الذهن. ومنهم من يرى أن من خواص الأحوال النفسية، عقلية كانت أو انفعالية، أن تعود إلى مسرح الشعور، وان الذكرى الانفعالية إذا كانت حالة جديدة كانت الذكرى العقلية نفسها حالة جديدة أيضا، لأن الحالات الواحدة لا تمر بالانسان مرتين.
5 - وفرقوا بين الذاكرة العقلية والذاكرة الحسية، فقالوا: إن الذاكرة العقلية ذاكرة المعاني، وذاكرة الأحكام والتصورات والتصديقات، على حين أن الذاكرة الحسية ليست إلا ذاكرة الصور الحسية، فاذا تذكرت ألفاظ محدّثي، ولهجة كلامه، كانت ذاكرتي حسية، وإذا لم أتذكر إلا معاني حديثه كانت ذاكرتي عقلية.
6 - وفرقوا أيضا بين الذاكرة الإرادية والذاكرة اللاإرادية. وهذا فريب من تفريقهم بين التذكر الخام والتذكر المنظّم. فتكرار الشيء الماضي تكرارا بسيطا يدخل في باب التذكر الخام، على حين أن تدخل العقل في تمثل الماضي، وتأويله، واصطفاء عناصره، وتنسيقها، يدخل في باب التذكر المنظم.
7 - وتطلق الذاكرة في أيامنا هذه على اتصاف الآلات بالقدرة على تكرار الحركات المخزونة فيها ويدخل الكلام على هذه الذاكرة في علم السبرنتيك ( euqitenrebyC). ( ر: التثبيت، والتحديد، والتذكر، والحفظ، والذكرى، والعرفان).
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
27 مارس 2024
تعليقات (0)