المنشورات

الزهد في الفرنسية/ emsitecsA في الانكليزية/ msicitecsA, msitecsA أصل ( emsitecsA) في اليونانية ( siseksA)

 ومعناه التمرين والرياضة. والرياضة في الاصطلاح هي استبدال الحالة المحمودة بالحالة المذمومة أي الإعراض عن الشهوات.
أما في اللغة العربية فالزهد ترك الميل الى الشيء، تقول: زهد في الشيء زهدا وزهادة: أعرض عنه، وتركه لاحتقاره له، أو لتحرجه منه، أو لقلته، وزهد في الدنيا ترك حلالها مخافة حسابه، وحرامها مخافة عقابه. لذلك قيل: الزهد نوعان: أحدهما الزهد في الحرام، والآخر الزهد في الحلال. فإذا كان في الحرام كان فرضا، واذا كان في الحلال كان فضلا.
والزهد في اصطلاح أهل الحقيقة هو بغض الدنيا والإعراض عن شهواتها. وهذا المعنى قريب من معنى التقشف، لأن التقشف ترك الترفه والنعمة، ومحاربة النفس في سبيل الوصول الى الكمال الأخلاقي.
والزاهد من ترك حظوظ النفس من جميع ما في الدنيا، أي لا يفرح بشيء منها، ولا يحزن على فقده، ولا يأخذ منها إلا ما يعينه على طاعة ربه، مع دوام الذكر والمراقبة، والتفكر في الآخرة. لذلك قيل: الزهد ترك راحة الدنيا طلبا للآخرة، ولذلك قال الإمام علي بن أبي طالب:
من زهد في الدنيا هانت عليه الآخرة.
وأعلى درجات الزهد، الزهد فيما سوى اللَّه تعالى من دنيا وجنة وغيرهما، إذ ليس يصاحب هذا الزهد إلا الوصول إليه تعالى والقرب منه. لذلك قيل: الزهد ترك ما ما يشغلك عن اللَّه.
ويطلق الزهد أو التقشف في الفلسفة الحديثة على المذهب الأخلاقي الذي لا يحسب للذّات والآلام حسابا، ويعرض عن إشباع الغرائز الحيوانية والنزعات الحسية والطبيعية. وجميع مذاهب الأخلاق تقول بوجوب سيطرة الإرادة على الدوافع التلقائية، إلا أن هذه السيطرة لا تصبح زهدا أو تقشفا إلا إذا أفرط صاحبها فيها.
وكثيرا ما يكون الزهد نتيجة اتجاه ديني أو أخلاقي، أو يكون المقصود به الحصول على الكمال الذاتي بممارسة الرياضة الروحية.
وإذا اشتد الزهد وصحبه تلذذ بالألم لذاته أصبح انحرافا عن الجادة أو مرضا في النفس.










مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید