المنشورات
السفسطة في الفرنسية/ emsihpoS في الانكليزية/ msihpoS في اللاتينية/ aicallaF
أصل هذا الفظ في اليونانية (سوفيسما amsihpoS) وهو مشتق من لفظ (سوفوس sohpoS) ومعناه الحكيم والحاذق.
والسفسطة عند الفلاسفة هي الحكمة المموهة، وعند المنطقيين هي القياس المركب من الوهميات.
والغرض منه تغليط الخصم واسكاته، كقولنا: الجوهر موجود في الذهن، وكل موجود في الذهن عرض، لينتج ان الجوهر عرض. وقيل:
ان القياس المركب من المشبهات بالواجبة القبول يسمّى قياسا سوفسطائيا، وقيل أيضا: ان السفسطة قياس ظاهره الحق وباطنه الباطل، ويقصد به خداع الآخرين، أو خداع النفس، فاذا كان القياس كاذبا، ولم يكن مصحوبا بهذا القصد لم يكن سفسطة، بل كان مجرد غلط أو انحراف عن المنطق.
وتطلق السفسطة أيضا على القياس الذي تكون مقدماته صحيحة ونتائجه كاذبة لا ينخدع بها أحد، إلّا أنك إذا أنعمت النظر فيه وجدته مطابقا لقواعد المنطق، ووجدت نفسك عاجزا عن دحضه، كسفسطة السهم وسفسطة كومة القمح، فان الغرض منهما إثارة المشكلات المنطقية، وإظهار المتناقضات التي تضع العقل في مأزق حرج، أما سفسطة السهم فقد لخّصها أرسطو نقلا عن (زينون) الايلي في كلامه على بطلان الحركة بقوله:
- كل جسم يشغل امتدادا مساويا لامتداده فهو ساكن.
- والسهم المرمي جسم يشغل (في كل لحظة من زمان حركته) امتدادا مساويا لامتداده.
- واذن السهم المرمي ساكن.
وأما سفسطة كومة القمح فهي أن تطلب من محدثك التسليم بالمقدمة الآتية، وهي: كل كومة يرفع منها حبة واحدة تظل كومة، كالكومة المؤلفة من خمسين حبة مثلا، فانّ رفع حبة واحدة منها لا يبطل كونها كومة. ثم تهبط بعد ذلك من كومة إلى كومة حتى تصل إلى الكومة المؤلفة من حبتين، فتقول: إذا صحّت المقدمة الأولى وجب أن يؤدي رفع حبة واحدة من هذه الكومة الأخيرة إلى الحصول على كومة ذات حبة واحدة. وهذا غلط مرده إلى تعميم المقدمة الأولى، وإطلاقها على كل كومة، حتى على الكومة المؤلفة من حبتين.
ويطلق اصطلاح سفسطة الأعراض ( sitnedicca aicallaF) على السفسطة التي تجعل العرضي ذاتيا، كتعريف المادة بالشيء الصلب، أو تعريف الكسول بالرجل المتعطل عن العمل في وقت معين.
والسوفسطائي ( etsihpoS) هو المنسوب إلى السفسطة، تقول:
فيلسوف سوفسطائي ونظرية سوفسطائية. وقد أطلق هذا اللفظ في الأصل على الحاذق في إحدى الصناعات الميكانيكية، ثم أطلق على الحاذق في الخطابة أو الفلسفة، ثم أطلق بعد ذلك تبذلا على كل دجّال مخادع. قال (بروشار) لقد كان السوفسطائيون القدماء يدعون انهم يستطيعون ان يبرهنوا على النظريات المتناقضة بأدلة منطقية متساوية. وما أكثر ما يفعل الناس ذلك في أيامنا هذه بتأثير أهوائهم ومصالحهم، إلا انهم يفعلونه بغير علم. والسوفسطائية ( euqitsihpoS aL) جملة من النظريات أو المواقف العقلية المشتركة بين كبار السوفسطائيين كبروتاغوراس ( sarogatorP) وغورجياس ( saigroG) وبروديكوس ( sucidorP) وهيبياس ( saippiH) وغيرهم. وتطلق أيضا على كل فلسفة ضعيفة الأساس، متهافتة المبادي، كفلسفة الريبيين الذين ينكرون الحسيات والبديهيات وغيرها، وتنقسم إلى ثلاث فرق.
(أولاها) اللاادرية، وهم القائلون بالتوقف في وجود كل شيء وعلمه (و ثانيتها) العنادية، وهم الذين يعاندون ويدعون انهم جازمون بأن لا موجود أصلا، كأن الحقائق عندهم سراب يحسبه الظمآن ماء وليس لها ثبوت، (و ثالثتها) العندية، وهم القائلون ان حقائق الأشياء تابعة للاعتقادات دون العكس. ولا يمكن أن يكون في العالم قوم عقلاء ينتحلون هذا المذهب.
(كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي). (ر: الغلط).
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
27 مارس 2024
تعليقات (0)