المنشورات
الشّرط في الفرنسية/ noitidnoC في الانكليزية/ noitidnoC في اللاتينية/ oicidnoC
الشرط في اللغة إلزام الشيء أو التزامه، وعند الفقهاء: ما لا يتم الشيء الا به، ولا يكون داخلا في حقيقته، وفي الاصطلاح الفلسفي: ما يتوقف عليه الشيء من حيث الوجود والمعرفة، قال الجرجاني: «الشرط تعليق شيء بشيء بحيث اذا وجد الأول وجد الثاني، وقيل: الشرط ما يتوقف عليه وجود الشيء، ويكون خارجا عن ماهيته، ولا يكون مؤثرا في وجوده». وقيل الشرط ما يتوقف عليه المؤثر في تأثيره، لا في ذاته. وقيل أيضا: «الشرط ما يتوقف عليه ثبوت الحكم» (تعريفات الجرجاني). والشرط عند الحكماء قسم من العلّة، لذلك قال (الغزالي): الشرط هو ما لا يوجد الشيء بدونه، ولا يلزم أن يوجد عنده. ولذلك أيضا قال (الرازي): هو ما يتوقف عليه تأثير المؤثر، لا وجوده. والفرق بين الشرط والعلّة أن العلة هي التي تحدث الشيء، على حين أن الشرط لا يكفي لاحداثه، وإن كان ضروريا له. مثال ذلك أن اتصال الأسلاك المعدنية شرط ضروري لمرور التيار بالدارة الكهربائية، ولكن هذا الشرط لا يوجب حدوث الشيء اضطرارا، بل يهيئ أسباب حدوثه. ومثال ذلك ايضا ان النور شرط ضروري لنسخ النص، الّا أنه ليس علة له.
ومع ذلك فان الشرط في العرف العام كثيرا ما يراد به العلة.
وسبب ذلك أنّ لحدوث الشيء شروطا كثيرة يصعب في بعض الأحيان تحديد ما يكون منها علة، وما لا يكون علة، وان العلة في حقيقة الأمر هي الشرط الضروري والكافي لحدوث الشيء، والمقصود بالشرط الضروري والكافي (- iffus te eriassecen noitidnoC etnas) ما يستلزم وجوده وجود الشيء ونفيه نفيه. اما الشرط الضروري ( eriassecen noitidnoC) فهو ما لا يستغنى عنه، ولا يستقيم الاستدلال الّا به.
والشرط عند المناطقة هو المقدم في القضية الشرطية، مثل قولنا:
إن كان (آ) صادقا كان (ب) صادقا، وإن كان (ب) كاذبا كان (آ) كاذبا.
وقد يطلق الشرط على القول الذي يتوقف عليه صدق قول آخر، بحيث إذا كان الأول كاذبا كان الثاني كاذبا.
والشرط الواقعي او الحقيقي هو الظرف الذي يتوقف عليه وجود ظرف آخر، بحيث إذا غاب الأول غاب الثاني معه. وقيل شروط الشيء ظروفه. كالشروط الطبيعية التي يتوقف عليه بقاء الكائن الحي، والشروط التقنية، والاقتصادية، الثقافية التي يتوقف عليها ازدهار المجتمع.
والزمان والمكان في فلسفة (كانت) شرطان ضروريان لحصول التجربة.
والشروط الإنسانية في الفلسفة الحديثة تشمل الشروط الخاصة بحياة الفرد، والصفات المشتركة بينه وبين غيره. لذلك قيل ان الشرط الانساني هو الطبيعة الانسانية.
وينقسم الشرط إلى عقلي، وشرعي، وطبيعي، ولغوي:
أما العقلي، فكالحياة للعلم، فإن العقل هو الذي يحكم بأن العلم لا يوجد إلّا حيث توجد الحياة.
وأما الشرعي، فكالوضوء للصلاة.
وأما الطبيعي، فكتوافر بخار الماء في الجو لهطول الأمطار.
وأما اللغوي، فمثل قولنا: إن دخلت الدار فأنت حر.
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
27 مارس 2024
تعليقات (0)