المنشورات

الصنم في الفرنسية/ elodI في الانكليزية/ lodI في اللاتينية/ alodI

الصنم في اللغة تمثال من حجر أو خشب أو معدن يعبده الوثنيون ويزعمون أن عبادته تقربهم إلى اللَّه، وجمعه أصنام. 
أطلق الصوفية لفظ الصنم على كل ما يشغل الإنسان عن الحق، فقالوا: كل ما شغلك عن الحق فهو صنم.
وأطلق بيكون لفظ الأصنام بالجمع على ضلالات العقل وأوهامه، فجعلها أربعة أقسام:
1 - أصنام القبيلة ( alodI subirt)،  وهي الأوهام والضلالات الناشئة عن طبيعة الجنس البشري، كميله الى الكسل، أو انقياده للعواطف والأهواء، وتسرعه الى التصديق والتعميم. فإنّ ذلك كله ينقله من الحكم على بعض الحالات الجزئية الى الحكم على كل الحالات، ويوقعه في كثير من الضلالات، كضلالات علم النجوم، وعلم السحر والطلسمات، وعلم الكيمياء القديمة.
وخير وسيلة لاجتناب الوقوع في هذه الضلالات شك الإنسان في نفسه، وابتعاده عن الأفكار الغامضة، والتزامه الحياد التام في الحكم، وامتناعه عن الانتقال بسرعة الى الحكم على الكلي بما حكم به على بعض أجزائه.
فالإنسان ليس محتاجا الى اجنحة يطير بها من الجزئي الى الكلي، وإنما هو محتاج الى أن يعلق بأجنحته أثقالا من رصاص تمنعه من القفز والطيران السريع.
2 - أصنام الكهف ( alodI suceps)  أو ( al ed selodI enrevac)،  وهي الأوهام والضلالات الناشئة عن سجية الفرد، وطبعه، وتربيته، ومزاجه، وبنيته الجسمية والعقلية. مثال ذلك ان العقول التحليلية لا تدرك الا الاختلاف والتباين، والعقول التركيبية لا تدرك إلّا التشابه والمماثلة. وكثيرا ما تؤدّي تربية الفرد ومزاجه وبنيته الى الوقوع في الضلال.
فكأن صفاته الفردية أشبه شيء بكهف لا يطّلع المحبوس فيه إلا على ظلال الحقيقة، ولا يدرك من الأشياء إلا ما تعوده.
3 - أصنام الميادين العامة ( irof alodI)  أو ( ed selodI euqilbup ecalp al)،  وهي الأوهام والضلالات الناشئة عن الألفاظ الغامضة التي نستعملها دون تحليل معانيها، أو دون معرفة مطابقتها لما نريد التعبير عنه. مثال ذلك أن بعض الفلاسفة يتكلمون على اللانهاية، وعلى العلة التي لا علة لها، والمحرك الذي لا يتحرك، من غير أن يحللوا معاني هذه الألفاظ. ولو حللوها لوجدوا فيها كثيرا من اللبس والغموض، وخير وسيلة لإصلاح الفلسفة توضيح معاني هذه الألفاظ، وإبطال أكاذيبها.
4 - أصنام المسرح ( alodI irtaeht)  أو ( ertaeht ud selodI)،  وهي الأوهام والضلالات الناشئة عن المذاهب الفلسفية، فإنّ لكل فيلسوف مذهبا يروي لنا فيه قصة العالم، كما يقص علينا الروائيون كيفيات الوقائع، والأفعال التي يتخيلونها وفقا لمقتضيات المسرح.
فكأن المذاهب الفلسفية مسرحيات تخلط الحقائق بالأوهام، وكأن الوجود الذي يصفونه وجود متخيل لا وجود حقيقي، وهذا كله يوقعنا في كثير من الضلالات، كضلالات الفلاسفة التجريبيين الذين يجمعون ظواهر الوجود، ويكدسونها بعضها فوق بعض كما تكدس النملة مونتها، وضلالات الفلاسفة العقليين الذين يبتعدون عن التجربة ليؤلفوا نظريات شبيهة بخيوط العنكبوت.
وعبادة الأصنام ( eirtalodI)  هي عبادة التماثيل والصور لذاتها لا لغيرها، لأن المؤمن اذا اعتقد أن هذه التماثيل ليست سوى صور حسية ترمز الى حقيقة دينية متصورة لم يكن وثنيا.
وكثيرا ما تطلق عبادة الأصنام في أيامنا هذه على عبادة الأشخاص البارزين، أو على تقديس بعض الأشياء المعشوقة.








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید