المنشورات

العادة في الفرنسية/ edutibaH في الانكليزية/ tibaH في اللاتينية/ odutibah, sutibaH

1 - العادة كيفية راسخة في النفس، او هيئة مكتسبة تمكن صاحبها من اداء بعض الأفعال او تحمل بعض المؤثرات في سهولة، فاذا كانت سريعة الزوال سميت حالة، واذا كانت متعسّرة الزوال سميت ملكة. يقال: لا يكون الفاسق شريرا بقوة الشر، بل بعادة الشر. ويقال ايضا: الفضيلة عادة، وهي التوسط بين الافراط والتفريط.
2 - والعلماء المحدثون يعرفون العادة بقولهم انها قدرة مكتسبة على أداء عمل بطريقة آلية مع السرعة والدقة والاقتصاد في الجهد، والفرق بين العادة والغريزة ان العادة استعداد مكتسب يحصل للنفس بتكرار الفعل أو استمرار التغير، على حين ان الغريزة استعداد وراثي. فالعادة الفاعلة كعادة الكتابة تتكون بتكرار الفعل، والعادة المنفعلة، كتعود الجسم تحمل بعض المؤثرات، تتكون باستمرار التغير. ومع ان لكل فعل او تغير اثرا في النفس فان هذا الأثر لا يصبح كيفية راسخة الا بالتكرار والممارسة.
3 - ويطلق الفلاسفة (الجشطلطيون  tlatseG)  اسم العادة على كل صورة للفعل تصبح بحكم تفردها واستقرار الأحوال الملابسة لها شائقة وثابتة، الا ان المألوف عند جمهرة العلماء اطلاق اسم العادة على الظواهر التالية.
آ- العادة هي التكيف العام ماديا كان او حيويا. وتحقيق ذلك ان الموجود اذا تأثر بالفعل مرة واحدة احدث هذا الفعل فيه تغيرا يجعل تأثره بتكرار ذلك الفعل او استمراره اخف من تأثره الأول به.
ب- العادة ظاهرة حيوية خاصة، غير مصحوبة بالوعي، تتميز بتكرار بعض الحركات الناشئة عن الاسباب الخارجية تكرارا تلقائيا، كحركات النبات الناشئة عن تأثير النور في النهار، او الظلمة في الليل، أو كبعض الحركات الآلية التي لا يحتاج المرء في القيام بها الى اعمال الروية والفكر.
ج- العادة كيفية نفسانية تحصل بتكرار فعل مصحوب بالوعي يولد في المرء بالدربة والممارسة قدرة على اداء ما كان في بداية الأمر عاجزا عن ادائه. وقد يؤدي اكتساب المرء لهذه العادات النفسية الى استغنائه عن الوعي والارادة في انجاز ما يفعله، كعادة المشي او الكتابة، أو ركوب الدراجة، فهي مصحوبة بتضاؤل الاحساس بالحركات الجزئية الداخلة في تركيبها، او يؤدي في بعض الأحيان الى عكس ذلك كعادة اتقان العمل، او عادة امتلاك النفس، او عادة التفكير قبل الكلام، فهي عادات مصحوبة بالشعور والانتباه والارادة.
4 - والعادات في نظر (مين دو بيران) فاعلة ( sevitcA)  ومنفعلة ( sevissaP).  فالعادات المنفعلة، كتعود الكائن الحي تحمل بعض المؤثرات، تتميز بتضاؤل الاحساس وضعف الشعور. والعادات الفاعلة كعادة المشي، والكتابة، والشجاعة، والعفة، تتميز بوضوح الادراك وسهولة الفعل ودقته. الّا ان القول بانقسام العادات الى فاعلة ومنفعلة لا يخلو من الالتباس، لأن العادات المسمّاة بالفاعلة لا تخلو من الانفعال، ولأن العادات المسمّاة بالمنفعلة لا تخلو من الفعل.
لذلك رأى (اغجر) ان يستبدل بهذا التقسيم تقسيما آخر، وهو القول: ان العادات سلبية ( edutibaH evitagen)  وايجابية ( edutibaH evitisop)  فالسلبية هي العادات المصحوبة بتضاؤل الشعور والارادة، والايجابية هي المصحوبة بزيادة الشعور والانتباه والجهد.
5 - والعادات في نظر (اغجر) قسمان، العادات الخاصة او الجزئية (-  itrap uo selaiceps sedutibaH sereiluc)  والعادات العامة.
( selareneg sedutibaH )
اما الخاصة فهي المتعلقة بأداء فعل معين، كتعود المرء عزف لحن معين على احدى الآلات الموسيقية، واما العامة فهي العادات المشتملة على أفعال مختلفة من جنس واحد كتعود الموسيقار عزف كل لحن جديد بسبب ملكة حصلت له.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید