المنشورات

العدالة في الفرنسية/ ecitsuJ في الانكليزية/ ecitsuJ في اللاتينية/ aititsuJ

العدالة في اللغة الاستقامة، وفي الشريعة الاستقامة على طريق الحق، والبعد عما هو محظور، ورجحان العقل على الهوى. وفي اصطلاح الفقهاء اجتناب الكبائر، وعدم الاصرار على الصغائر، واستعمال الصدق واجتناب الكذب، وملازمة التقوى، والبعد عن الافعال الخسيسة

والعدالة مرادفة للعدل باعتباره مصدرا. وهو الاعتدال، والاستقامة، والميل الى الحق، وهو الأمر المتوسط بين طرفي الافراط والتفريط (تعريفات الجرجاني).
والعدالة عند الفلاسفة هي المبدأ المثالي، او الطبيعي، او الوضعي الذي يحدد معنى الحق، ويوجب احترامه وتطبيقه.
فاذا كانت العدالة متعلقة بالشيء المطابق للحق دلت على المساواة والاستقامة، واذا كانت متعلقة بالفاعل دلت على احدى الفضائل الأصلية، وهي الحكمة، والشجاعة والعفة، والعدالة.
«و ليست العدالة جزءا من الفضيلة وانما هي الفضيلة كلها» (مسكويه، تهذيب الاخلاق ص 117).
وللعدالة باعتبارها فضيلة جانبان:
احدهما فردي، والآخر اجتماعي.
فاذا نظرت اليها من جانبها الفردي دلت على هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الافعال المطابقة للحق.
وجوهرها الاعتدال، والتوازن، والامتناع عن القبيح، والبعد عن الاخلال بالواجب. واذا نظرت اليها من جانبها الاجتماعي دلّت على احترام حقوق الآخرين، وعلى.
اعطاء كل ذي حق حقه وقد بين الفلاسفة ان اساس العدالة المساواة، وان مبدأها هو التوسط بين طرفي الافراط والتفريط.
والعدالة عندهم عدالتان: عدالة المعاوضة ( evitatummoC ecitsuJ)،  وعدالة التوزيع، او القسمة ( evitubirtsid ecitsuJ).  الأولى تتعلق بتبادل المنافع بين الافراد على اساس المساواة، كما في عقود البيع، والشراء، وسائر المعاملات.
والثانية تتعلق بقسمة الأموال والكرامات على الافراد بحسب ما يستحقه كل واحد منهم، بحيث يمكن القول: ان نسبة هذا الانسان إلى هذا المال كنسبة كل من كان في مثل مرتبته الى قسطه. ومعنى ذلك ان عدالة المعاوضة تنظم علاقات الافراد بعضهم ببعض، على حين ان عدالة التوزيع تنظم علاقات الافراد بالدولة. وفي كلا هذين النوعين من التنظيم نسبة، الّا ان نسبة عدالة المعاوضة عددية، ونسبة عدالة التوزيع هندسية.
والفرق بين العدالة والمحبة ان العدالة توجب على المرء التقيد بالحق، اي أخذ ما له واعطاء ما لغيره، على حين ان المحبة توجب عليه ان يريد لغيره اكثر مما يريد لنفسه.
والانسان لا يحتاج الى العدالة الا اذا فاته شرف المحبة. «و لو كان الناس جميعا متحابين لتناصفوا، ولم يقع بينهم خلاف» (مسكويه.
م، ن ص 133). ولذلك قيل:
ان واجبات العدالة أضيق من واجبات المحبة، لأن الاولى توجب على المرء الامتناع عن الشر واجتناب الاعتداء على حقوق الآخرين، على حين ان الثانية توجب عليه الجود بنفسه في سبيل غيره. واذا اعتبرنا المحبة مبدءا خلقيا عاما ملازما للذات الانسانية، والعدالة قاعدة عملية موضوعية ضرورية لضبط علاقات الناس، لم يكن بين هاتين الفضيلتين تعارض. لان مبدأ المحبة يصبح في هذه الجالة اساس الأفعال العادلة، ولأن قاعدة العدالة يمكن ان تمتدّ الى جميع الواجبات، حتى تشمل تحديد علاقات المحبة، وتحديد صورها القابلة للتنفيذ، ولا معنى لقول بعضهم: ان فضيلة العدالة سلبية، وفضيلة المحبة ايجابية، لأن من شرط كل فضيلة ان تكون ايجابية.
والعدالة الاجتماعية ( elaicos ecitsuJ)  هي احترام حقوق المجتمع والتقيد بالصالح العام، او هي احترام الحقوق الطبيعية والوضعية التي يعترف بها المجتمع لجميع افراده، كتنظيم العمل، ومنح العمال اجورا متناسبة مع كفاياتهم، وتوفير الخدمات والتأمينات الاجتماعية التي يحق للافراد ان يحصلوا عليها في سبيل حفظ بقائهم، وتيسير تقدمهم، وتحقيق سعادتهم.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید