المنشورات
الفطري في الفرنسية/ ennI في الانكليزية/ etannI في اللاتينية/ sutannI
الفطري هو المنسوب الى الفطرة، وهو مقابل للمكتسب ( siuqcA).
والفطرة هي الجبلة التي يكون عليها كل موجود في أول خلقه.
قال تعالى: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها، لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ وفي الحديث الشريف: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، او ينصرانه، أو يمجسانه». ومعنى ذلك ان المولود يولد على السلامة خلقا وطبعا وهيئة، ليس فيها ايمان، ولا كفر، ولا انكار، ولا معرفة، لأنه لو كان مفطورا على احدي هذه الحالات لما انتقل عنها ابدا. وقيل ان الفطرة هي الإسلام، أو البدأة التي بدأ اللّه خلقه عليها، او ما أخذه اللّه على ذرية آدم من الميثاق. ومهما يكن من أمر فإن الفطرة هي الجبلّة الاصلية، أو الطبيعة الاولى التي يكون عليها المولود في وقت ولادته.
قال ابن سينا: «و معنى الفطرة ان يتوهم الانسان نفسه حصل في الدنيا دفعة، وهو بالغ العقل، لكنه لم يسمع رأيا، ولم يعتقد مذهبا، ولم يعاشر أمة، ولم يعرف سياسة، لكنه شاهد المحسوسات، وأخذ منها الخيالات، ثم يعرض على ذهنه شيئا ويتشكك فيه، فإن امكنه الشك، فالفطرة لا تشهد به، وان لم يمكنه الشك فهو ما توجبه الفطرة. وليس كل ما توجبه فطرة الانسان بصادق، بل كثير منها كاذب، انما الصادق فطرة القوة التي تسمى عقلا» (النجاة ص 96 - 97)، وقال ايضا: «و الفطرة الانسانية، في الأكثر غير كافية في التمييز» بين اصناف التصديقات فهي اذن قد تكون سليمة، وقد تكون غير سليمة، فاذا كانت سليمة سميت عقلا.
وقال أيضا: «فيقال عقل لصحة الفطرة الأولى في الانسان» (رسالة الحدود) فالفطرة السليمة اذن هي العقل، وهي عند (ديكارت) استعداد لاصابة الحكم والتمييز بين الحق والباطل.
والفطرية ( etiennI) هي الصفة التي تميز الفطري عن غيره.
والفطريات قسم من المقدمات اليقينية الضرورية، وهي قريبة من الاوليات.
والمذهب الفطري ( emsiennI) هو القول إنّ في العقل البشري أفكارا ومبادئ فطرية. مثال ذلك ان الافكار عند (ديكارت) ثلاثة أقسام: وهي الأفكار الفطرية ( seenni seedI) التي لم تستمدّ من التجربة، والأفكار المصطنعة ( secitcaf seedI)، وهي المتولدة مما تركبه المتخيلة، والأفكار العارضة أو الطارئة (- nevda seedI secit) وهي المتولدة من الاحساس.
فالفطري عند (ديكارت) يشمل ما نطلق عليه اليوم اسم أحوال النفس، او التجربة الباطنة، كما يشمل ما نسميه بقوانين المعرفة، او صورها، ومبادئها القبلية. وليس المقصود بذلك ان الطفل يولد وفي نفسه معان فطرية واضحة، ولكن المقصود به، كما قال (ليبنيز)، ان في نفسه استعدادات شبيهة بالعروق التي نجدها في حجر المرمر. فهي تجعل هذا الحجر صالحا لقبول صورة معينة، بحيث يمكنك ان تقول ان هذه الصورة فطرية له، وهي لا تنتقل من القوة الى الفعل الّا بالتجلية أي بالتجربة والعمل.
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
27 مارس 2024
تعليقات (0)