المنشورات

الفعل في الفرنسية/ etcA في الانكليزية/ noitca, tcA في اللاتينية/ mutcA, sutcA

الفعل هو العمل، «و الهيئة العارضة للمؤثر في غيره بسبب التأثير اولا، كالهيئة الحاصلة للقاطع بسبب كونه قاطعا، وفي اصطلاح النجاة ما دل على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة» (تعريفات الجرجاني)، وهو مشتمل على ثلاثة معان: أولها الحدوث، وثانيها الزمان، وثالثها النسبة الى الفاعل.
وللفعل في اصطلاح الفلاسفة عدة معان:
1 - فالفعل بالمعنى العام يطلق على كون الشيء مؤثرا في غيره، ومثاله: افعال الطبيعة كتأثير النار في التسخين، فهي فاعلة والمتسخّن منفعل، وأفعال الصناعة كالقاطع ما دام قاطعا، ومنه تأثير الخطيب في الجمهور، وتأثير المربي في الطفل، وتأثير الطبيب في الشفاء. ويطلق الفعل ايضا على كل ما يقوم به الانسان من أفعال ارادية او غير ارادية.
2 - ويطلق الفعل في علم الاخلاق على التأثير الصادر عن الموجود العاقل من جهة كونه متعلقا بغرض، كفعل الشجاع، فهو فعل ارادي، ولا يشترط في هذا الفعل ان يكون مصحوبا بحركة محسوسة دائما، لأنه يمكن أن يكون وقوفا عن الحركة او كفا عنها.
3 - ويطلق الفعل في العلم النفس على الحركة الصادرة عن الكائن الحي لتحقيق غاية معينة.
وهو إما أن يكون اراديا، كالفعل الذي يقوم به الانسان عن رويّة وفكر، وإما أن يكون غير ارادي، كالافعال المنعكسة او الافعال الغريزية. ومع ذلك فان هذه الأفعال اللاإرادية تشبه الافعال الارادية بمظاهرها ونتائجها، وان اختلفت عنها بأسبابها.
4 - ويطلق الفعل في الانطولوجيا (اي علم الوجود) على الموجود من حيث ان حقيقته تقوم على الفعل. فالفعل ليس امرا زائدا على الموجود، وانما هو مقوم له.
وهو بهذا المعنى ذو وحدة تامة، حتى لقد قال (لافل): ان وحدة الموجود مقابلة لكثرة التأثيرات الصادرة عنه.
5 - والوجود بالفعل بالمعنى الارسطي مقابل للوجود بالقوة ( ecnassiuP)،  وهو قسم من العرض، لأن الموجود عند (أرسطو) ينقسم الى ما هو بالقوة، وما هو بالفعل. والفعل يؤخذ تارة كالحركة بالاضافة الى القوة، وتارة كالصورة بالاضافة الى المادة. ولكن الحركة فعل ناقص، أما الفعل الكامل ( tiafraP etcA)  فهو الموجود الذي خرج الى الفعل خروجا تاما حتى صار مبرا من كل نقص.
وكل تغير فهو انتقال من القوة الى الفعل، فاذا قلت ان الشيء كان موجودا بالقوة، ثم صار موجودا بالفعل، عنيت بذلك انه يمر بثلاث حالات وهي: الامكان، والتهيؤ، والتحقق، حتى اذا بلغ هذا الانتقال نهايته اصبح ذلك الشيء موجودا بالفعل، فقولك ان الشيء موجود بالفعل مضاد لقولك انه موجود بالقوة. والفعل المحض ( ruP etcA)  هو الموجود الذي لا يخالطه وجود بالقوة، وهو اللّه.
6 - وفرقوا بين كون الموجود متصفا بالسكون، وبين كونه متصفا بالحركة والفعل، فقالوا:
ان المعنى الأول مساوق لمعنى الماهية الثابتة، على حين ان الثاني مشتمل على معنى الانبجاس والتفجر والصيرورة.
7 - وفرقوا ايضا بين الفعل المادي ( leiretam etcA)  والفعل الصوري ( lemrof etcA)  بقولهم:
ان الفعل المادي هو المتعلق بموضوع الارادة، أي بمادتها، على حين ان الفعل الصوري هو المتعلق بالقصد، أي بالغرض الذي يوجه الارادة.
8 - واذا اضفت الفعل الى اللّه عنيت بذلك قدرته تعالى على خلق كل شيء، فهو الذي يخلق العالم، ويحرك القوى الروحية والمادية، ويضع كل شيء في المكان اللائق به.








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید