المنشورات

القصد في الفرنسية/ noitnetnI في الانكليزية/ noitnetnI في اللاتينية/ oitnetnI

القصد توجه النفس الى الشيء او انبعاثها نحو ما تراه موافقا، وهو مرادف للنية. وأكثر استعماله في التعبير عن التوجه الارادي أو العملي، وان كان بعض الفلاسفة يطلقونه على التوجه الذهني.
1 - اما القصد الدال على التوجه الارادي، فهو أما مشروع ( tejorp- noitnetnI)  واما هدف ( tub- noitnetnI)  فان كان مشروعا دل على مجرد العزم على الفعل والانبعاث نحوه وان كان هدفا دلّ على الغاية التي من أجلها حصل التوجّه. فالنجار مثلا يقصد صنع خزانة جميلة (و هذا مشروع) أو يقصد مع ذلك ان يشتهر، ويكتسب ثقة الناس (و هذا هدف). ويطلق اصطلاح اتجاه القصد ( noitnetni'd noitceriD)  في علم اللاهوت الأدبي على الموقف الفكري الذي يوجب على المرء فعل شيء له جانبان، احدهما جميل، والآخر قبيح، كالربان الذي يخرق سفينته لا ليغرق اهلها، بل ليتفادى من وقوعها في ايدي الأعداء، فهو انما يفعل ذلك لاعتقاده ان خرق السفينة في مثل هذه الظروف أفضل من بقائها سليمة. هذا معنى قولهم: الغاية «تبرر» الواسطة، أو قولهم: انما الاعمال بالنيات، فكأنّ قيمة الفعل تابعة لنية الفاعل، او كأنها مستقلة عن النتائج الخارجية الناجمة عنها.
ومع ذلك فان فلاسفة الاخلاق يقولون: ان جهنم مفروشة بالنيات الطيبة، فلا يكفي ان تكون النية صالحة حتى يكون الفعل حسنا.
لا شك انه ينبغي للمرء ان يطيع القانون لذاته، لا لخوفه من العقاب، او لطعمه في الثواب، ولكن هذه الاخلاق الصورية، التي تجعل قيمة الفعل تابعة للمبدإ الموجه له، تهمل الشروط الواقعية التي يتم بها الفعل. فلا بد اذن في تقدير قيمة الفعل الاخلاقي من ملاحظة ناحيتين: اولاهما المبدأ الذي يوجه النفس الى الشيء، وثانيتها الشروط الواقعية المحيطة بتنفيذ الفعل.
2 - اما القصد الدال على التوجه الذهني، فهو القصد الذي اشار اليه الفلاسفة المدرسيون في القرون الوسطى، والفلاسفة الظواهريون والوجوديون في العصور الحديثة.
فالفلاسفة المدرسيون يطلقون لفظ القصد على اتجاه الذهن نحو موضوع معين، ويسمّون ادراكه المباشر لهذا الموضوع بالقصد الأول، وتفكيره في هذا الادراك بالقصد الثاني.
والفلاسفة الظواهريون والوجوديون يطلقون لفظ القصد على تركيز الشعور في بعض الظواهر النفسية، كالادراك الحسي، والتخيل، والذاكرة، لتفسيرها وتوضيح اسبابها، فمعنى القصد عندهم قريب من معناه عند المدرسيين.
والقصدي ( lennoitnetnI)  هو المنسوب الى القصد، ومنه الأنواع القصدية (-  noitnetni secepsE sellen)،  وهي الانواع المدركة بالحس. وهذا الادراك عند الظواهريين لا يتم بتأثير العقل وحده، بل يتم بتأثير العاطفة والوجدان.
والانفعالية القصدية ( etivitceffA ellennoitnetni)  هي العواطف التي تتوجه الى الشيء، وتعين على معرفته، كالحب والبغضاء، فهما وسيلتان من وسائل المعرفة، كالادراك والتذكر.







مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید