المنشورات

القلق في الفرنسية/ eduteiuqnI في الانكليزية/ ssensseltseR, ssenisaenU

في اللاتينية/  oduteiuqnI
قلق الشيء لم يستقر في مكان واحد، ولم يستقر على حال، وقلق ايضا: اضطرب وانزعج، فهو قلق، كريشة في مهب الريح.
وللقلق عند (لوك) معنى خاص، وهو الشعور بالضيق، او الانزعاج، الذي يسبق الفعل الارادي.
وله عند (كوندياك) درجتان:
اولاهما درجة الانزعاج وعدم الرضا، وثانيتهما درجة الجزع والكرب.
اما عند المتأخرين من فلاسفة الاخلاق، وعلماء النفس، فإن القلق استعداد تلقائي للنفس يجعلها غير راضية بالواقع، فاذا تطلع المرء الى الأحسن والأفضل، ونظر الى حياته الواقعية، فوجدها محفوفة بالمخاطر، بعيدة عن تحقيق ما يصبو اليه من الكمال والسعادة، أحس بالقلق والغم، كراكب سفينة بلج بحر، تعصف به الرياح من كل جانب، فلا يجد أمامه شاطئا امينا يلتجئ اليه، ولا معينا ينقذه من الشقاء. وما القلق الذي يشعر به المرء في هذه الحالة الّا حنين نفس مستغيثة، تنشد الاستقرار فلا تحصل عليه، وتطلب الاطمئنان، فلا تجده الا في الايمان بالله، كقول القديس (اوغسطينوس):
«يا ربّ. لقد خلقت من اجلك، وسأظل ما حييت قلقا حتى استقر فيك». فكل نفس تحس بالخطر، وتخشى الغرق في اللج، فهي نفس قلقة. ويسمّى هذا القلق بالقلق المتافيزيقي، وهو عند بعض المعاصرين مرادف للحصر ( essiognA)  الذي يخرجنا من العدم، ويفتح امامنا طريق مستقبل يتقرر فيه وجودنا.
وقد يشتد القلق حتى يصبح مرضا، كما في نفوس اصحاب الوساوس الذين تغلب عليهم السوداء، وتستحوذ على عقولهم التصورات المؤلمة التي لا سبيل الى دفعها، فلا يخطر ببالهم عند القصد الى العمل الا ما قد يسببه لهم من شر.
فالنفس القلقة مضادة اذن للنفس المطمئنة التي تتفاءل بالخير، وتتوكل على اللّه.








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید