المنشورات

الكم (الكمية) في الفرنسية/ etitnauQ في الانكليزية/ ytitnauQ في اللاتينية/ satitnauQ

1 - الكم في الرياضيات هو المقدار، وهو ما يقبل القياس، وقيل انه الذي يمكن أن يوجد فيه شيء يكون واحدا عادا له سواء كان موجودا بالفعل او بالقوة، وقيل انه عرض يقبل لذاته القسمة والمساواة واللامساواة والزيادة والنقصان. فخواص الكم اذن ثلاث:
اولاها قبول القسمة والتجزي، وثانيتها وجود عاد فيه، وثالثتها اتصافه بالمساواة واللامساواة.
والكم اما متصل ( unitnoC)  واما منفصل ( unitnocsiD)،  فالمتصل هو الذي «يوجد لأجزائه بالقوة حد مشترك تتلاقى عنده وتتحد به كالنقطة للخط» (ابن سينا، النجاة ص، 126)، فان كانت جميع اجزائه قارة ومجتمعة في الوجود سمي امتدادا ( eudnetE)  وان كانت غير مجتمعة سمي زمانا.
والمنفصل هو الذي لا يوجد لأجزائه بالقوة، ولا بالفعل حد مشترك، كالعدد، فإنك اذا انتقلت من عدد الى آخر يليه لم تجد بينهما حدا مشتركا، بخلاف النقطة في الخط، فإنّها مشتركة بين قسميه.
2 - وكمية الحدّ في المنطق ما صدقه، والحدود تنقسم بحسب الكم الى كلية ( slesrevinU)،  وهي التي لا يمنع مفهومها ان يشترك فيها كثيرون، وجزئية (-  ucitraP sreil)،  وهي التي لا تشمل الا عددا معينا من الأفراد، ومفردة ( sreilugniS)،  وهي التي لا تصدق الا على فرد واحد كزيد المشار اليه. أما كمية القضية فالمقصود بها استغراق الموضوع في المحمول، فإن كان الحكم واقعا على جميع أفراد الموضوع كانت القضية كلية، تقول: كل انسان فان، وان كان واقعا على بعض افراد الموضوع كانت القضية جزئية، مثل قولنا:
بعض الانسان طبيب، وان كان الموضوع واحدا بالعدد كانت القضية مخصوصة، مثل قولنا: سقراط فيلسوف. وحكم هذه القضية المخصوصة، كحكم القضية الكلية من حيث استغراق الموضوع في المحمول.
3 - والكم في علم ما بعد الطبيعة مقابل للكيف، وهو من مقولات العقل الاساسية، (ر:
المقولات)، ويطلق على جميع المعاني التي يتناولها علم الحساب، وعلم الهندسة، وعلم الميكانيكا، كالعدد، والمقدار، والامتداد والكتلة، والحركة، الخ ... من جهة ما هي معقولات مقابلة للكيفيات الحسية. فالكم بهذا المعنى يشمل ما يسميه (بويل) و (لوك) بالكيفيات الاولى بخلاف الكيفيات الثانية التي لا يلحقها القياس، قال (ابن رشد): «و الكمية منها بالذات، ومنها بالعرض، فالتي بالذات مثل العدد وسائر تلك الأنواع التي عددت، والتي بالعرض مثل السواد والبياض فانه يلحقهما التقدير من جهة ما هما في العظم.
والذي بالذات قد يوجد للشيء وجودا أوليا، مثل وجود التقدير للعدد والعظم، وقد يوجد ثانيا بتوسط شيء آخر مثل الزمن، فإنّه انما عد في الكمية من أجل الحركة، والحركة من اجل العظم» (ما بعد الطبيعة، ص 8) وقال (برغسون): «ان احدى نتائج العلم الحديث قسمته الوجود نصفين، أولهما الكم الذي يحمل على الأجسام، وثانيهما الكيف الذي يحمل على النفوس. أما القدماء فإنّهم لم يقيموا مثل هذه الحواجز بين الجسم والنفس، ولا بين الكم والكيف» (التطور المبدع، ص 378)، فلا غرو اذا حاول العلم الحديث ارجاع الكيفيات الى الكميات.
4 - الكمي ( fitatitnauQ).
الكمي هو المنسوب الى الكم، تقول مذهب اللذات الكمي، وهو المذهب الذي يجعل الاختلافات الكيفية بين اللذات ناشئة عن اختلاف ابعادها، وهذه الابعاد هي الشدة، والمدة، والوثوق، والقرب، والشمول، والخصب، والصفاء، فكلما كانت اللذة اشد واصفى وأخصب ومدتها اطول، وعدد المشتركين فيها اكثر، والحصول عليها أوكد وأقرب، كان تفضيلها على غيرها أنفع. هذا ما اطلق عليه (بنتام) اسم حساب اللذات.
5 - التكميم ( noicacifitnauQ)  كمّم الشيء جعل له كمية، ومنه نكميم المحمول (-  acifitnauQ taciderP ud noit)  وهي طريقة لها ملتون تقوم على ادخال الكم على المحمول، كقولنا في بعض القضايا الموجبة: بعض الحيوانات كل الناس، او قولنا في بعض القضايا السالبة: ليس الانسان بعض الحيوان (يعني الحيوان غير الناطق)، وهكذا اصبحت القضايا عنده اربعة أقسام، وهي:
(1) الكلية الكلية (-  otoT elatot)،  كقولنا: (كل آكل ب).
(2) الكلية الجزئية ( otoT elleitraP)،  كقولنا: (كل آ بعض ب).
(3) الجزئية الكلية (-  itraP selatot)،  كقولنا: (بعض آ كل ب).
(4) الجزئية الجزئية (-  itraP selleitraP)،  كقولنا: (بعض آ بعض ب).
6 - والكمّ أو الكمية ( mutnauQ) (  الكوانتم) في الفلسفة الحديثة هو الكمية المتناهية المحددة، او الشيء الذي يمكن ان يحمل عليه الكم، كالزمان والمكان.
قال (كانت): ان كمية الجوهر في الطبيعة لا تزيد ولا تنقص.
والعلماء الذين يقولون ان الطاقة تتغير في الطبيعة تغيرا منفصلا، يطلقون لفظ الكوانتا ( atnauQ)  اي الكم على وحدات هذا التغير.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید