2 - وتطلق المحبة عند الفلاسفة على الفضيلة المقابلة للعدالة. ولهذا التقابل وجهان.
آ- ان تقسم الواجبات قسمين احدهما يشمل واجبات المحبة، وهي ايجابية، والآخر يشمل واجبات العدالة، وهي سلبية. أما المحبة، فتوجب فعل الخير، والجود بالنفس في سبيل الآخرين، واما العدالة فتوجب اجتناب فعل الشر، والامتناع عن التعدي على حقوق الناس. لذلك قيل ان واجبات العدالة ضيقة، وواجبات المحبة واسعة، فكل ما كان عدلا كان مطابقا لحق معترف به في القانون، وكان من حق صاحبه ان يطالبك بتأديته، وكل ما كان محبة كان قيامك به تفضلا واحسانا.
ب- ان يكون التقابل بين المحبة والعدالة كتقابل المبدأ والقاعدة. فالمحبة مبدأ عام، ذاتي ووجداني، والعدالة قاعدة عملية، موضوعية، واجتماعية. ومعنى ذلك ان المحبة والعدالة فضيلتان متحدتان في الباطن، مختلفتان في الظاهر، لأنه من الممكن أن يكون مبدأ المحبة محركا للأفعال العادلة، كما انه من الممكن ان تكون قاعدة العدالة وسيلة لتحديد صور المحبة المشروعة. لقد قال (ليبنيز):
العدالة محبة الحكيم. وقال (أغجر): المحبة غير الاحسان.
فمن كان محسنا وجوادا لمنفعة، او عوض او اعجاب بالنفس لم تكن المحبة مبدأه.
(ر: الرحمة، العدالة).
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
تعليقات (0)