المنشورات

المحبة في الفرنسية/ etirahC في الانكليزية/ ytirahC في اللاتينية/ satiraC, satirahC

1 - المحبة في اللاهوت المسيحي أولى الفضائل الدينية والأخلاقية، والمقصود بهذه الفضيلة أن تحب اللّه لذاته، وان تحب قريبك في اللّه وبالله. ولهذه المحبة الدينية صفة تميزها عن كل ما عداها، لأنها مضافة الى حب اللّه، فلو لا حبّك للّه تعالى، لما أحببت قريبك، كما تحب نفسك، ومعنى ذلك ان هذه الفضيلة لا تدل على انواع معينة من الفعل، أو انماط محددة من السلوك، بل تدل على المبدأ الروحي المحيط بجميع الفضائل، فاذا كان للانسان كل الايمان، كما يقول بولس الرسول، ولم يكن له محبة لم يكن شيئا.
2 - وتطلق المحبة عند الفلاسفة على الفضيلة المقابلة للعدالة. ولهذا التقابل وجهان.
آ- ان تقسم الواجبات قسمين احدهما يشمل واجبات المحبة، وهي ايجابية، والآخر يشمل واجبات العدالة، وهي سلبية. أما المحبة، فتوجب فعل الخير، والجود بالنفس في سبيل الآخرين، واما العدالة فتوجب اجتناب فعل الشر، والامتناع عن التعدي على حقوق الناس. لذلك قيل ان واجبات العدالة ضيقة، وواجبات المحبة واسعة، فكل ما كان عدلا كان مطابقا لحق معترف به في القانون، وكان من حق صاحبه ان يطالبك بتأديته، وكل ما كان محبة كان قيامك به تفضلا واحسانا.
ب- ان يكون التقابل بين المحبة والعدالة كتقابل المبدأ والقاعدة. فالمحبة مبدأ عام، ذاتي ووجداني، والعدالة قاعدة عملية، موضوعية، واجتماعية. ومعنى ذلك ان المحبة والعدالة فضيلتان متحدتان في الباطن، مختلفتان في الظاهر، لأنه من الممكن أن يكون مبدأ المحبة محركا للأفعال العادلة، كما انه من الممكن ان تكون قاعدة العدالة وسيلة لتحديد صور المحبة المشروعة. لقد قال (ليبنيز):
العدالة محبة الحكيم. وقال (أغجر): المحبة غير الاحسان.
فمن كان محسنا وجوادا لمنفعة، او عوض او اعجاب بالنفس لم تكن المحبة مبدأه.
(ر: الرحمة، العدالة).







مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید