المنشورات
المحتمل في الفرنسية/ elbaborP في الانكليزية/ elbaborP في اللاتينية/ silibaborP
المحتمل هو الممكن الوقوع، والاحتمال «ما لا يكون تصور طرفيه كافيا، بل يتردد الذهن في النسبة بينهما، ويراد به الامكان الذهني» (تعريفات الجرجاني) ويطلق المحتمل على الرأي الذي تقبله بغير برهان، لظنك انه اقرب الى الحقيقة من الرأي المضاد له.
وللمحتمل درجات متفاوتة الصدق، فعلى قدر ما يكون الأمر اكثر احتمالا يكون التصديق به أرجح، وعلى قدر ما يكون ابعد عن الحقيقة يكون احتمال التصديق به اقل.
والاحتمال ( etilibaborP) عند الفلاسفة نوعان: الاحتمال الذهني والاحتمال الرياضي.
اما الاحتمال الذهني فهو توقع الذهن حدوث أمر، وان كان حدوثه غير يقيني، مثال ذلك: اذا كان المستقبل ينطوي على الكثير من الحوادث الممكنة، وكان بعض هذه الحوادث أقرب الى الوقوع من بعض، بحيث يكون وقوع (آ) اكثر احتمالا من وقوع (ب)، ووقوع (ب) اكثر احتمالا من وقوع (ج)، فانه من الواجب على العاقل ان يجعل سلوكه موافقا لاحتمال وقوع هذه الحوادث، واذا لم يفعل ذلك وقع في خطأ شنيع.
واما الاحتمال الرياضي فهو احتمال قبلي ( iroirP A)، ويمكننا تعريفه بقولنا: انه نسبة عدد المرات التي يمكن ان يقع فيها الحادث الى المجموع الكلي لعدد المرات. مثال ذلك: اذا قذفنا بقطعة من النقود في الهواء، فان احتمال سقوطها الى الأرض بحيث تكون الصورة الى اعلى هو 2/ 1.
والى جانب الاحتمال الرياضي القبلي احتمال احصائي بعدي ( iroiretsop A )
، وهو عبارة عن النسبة بين عدد المرات التي تقع فيها الحادثة بالفعل، وبين المجموع الكلي لعدد المرات التي يمكن وقوعها فيها. وهذا يقتضي ان يكون هنالك عدد كبير من الحالات الممكنة، وان يحصى عدد حالات الوقوع بالقياس الى المجموع، فاذا تم هذا الاحصاء امكن التعبير عنه بنسبة رياضية، مثل ب/ ج، كالنسبة المئوية للوفيات، فهي الاساس الذي تبني عليه شركات التأمين حساباتها.
وقصارى القول ان الاحتمال الرياضي هو القيمة التي يتم تحديدها بدقة للدلالة على فرض وقوع الحادث. واحتمال وقوع الحادث في حساب الاحتمالات ( sed luclaC setilaborp) يعبر عنه بعدد يقع دائما بين الصفر والواحد الصحيح، فالصفر يشير الى ان ذلك الحادث لا يحتمل وقوعه البتة، والواحد الصحيح يشير الى توكيد حدوثه.
والاحتمالية ( emsilibaborP) مذهب الاحتمال، وهو وسط بين مذهب الشك ومذهب اليقين، وخلاصته ان العقل البشري يستطيع الوصول الى الآراء المحتملة، لا الى اليقين المطلق، ولهذا المذهب شكلان احدهما اخلاقي والآخر منطقي.
اما الاحتمالية الاخلاقية فهي القول بوجوب اتباع الآراء المحتملة، فاذا شاء المرء ان يجتنب الخطيئة، وجب عليه ان يجعل سلوكه موافقا للرأي القريب من الحق، الذي له في المجتمع انصار محترمون، وان كان اقل احتمالا من الرأي المضاد له. ومع ذلك فان الاحتمالية الاخلاقية لا تشمل الا الواجبات المنصوصة في القانون الوضعي، اما الواجبات المتعلقة بالحق الطبيعي، كاحترام الحياة الانسانية، فان الاحتمالية الاخلاقية لا تبيح مخالفتها.
واما الاحتمالية المنطقية فهي القول باستحالة الوصول الى الحقيقة المطلقة في العلوم ذات الموضوعات الواقعية المشخصة كالطبيعيات والتاريخ، لأن اقصى ما يستطيع المرء بلوغه في مثل هذه العلوم هو الظفر بالحقائق المحتملة، لا بالحقائق اليقينية. هذا ما فعلته الآكاديميا الجديدة التي اقتنعت بالاحتمال حين عزّ عليها اليقين. وجملة القول ان مذهب الاحتمال مذهب متوسط بين الريبية والوثوقية. وله درجات مختلفة بحسب قربه من أحد هذين المذهبين، او بعده عنه.
(ر: الاكاديميا، الامكان، الممكن).
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
28 مارس 2024
تعليقات (0)