المنشورات

المكان في الفرنسية/ ecapsE في الانكليزية/ ecapS في اللاتينية/ muitapS

المكان الموضع، وجمعه امكنة، وهو المحل ( ueiL)  المحدد الذي يشغله الجسم. تقول مكان فسيح، ومكان ضيق. وهو مرادف للامتداد ( eudnetE)،  ومعناه عند ابن سينا «السطح الباطن من الجرم الحاوي المماس للسطح الظاهر للجسم المحوي» (رسالة الحدود، 94) وعند المتكلمين: «الفراغ المتوهم الذي يشغله الجسم، وينفذ فيه ابعاده» (تعريفات الجرجاني) ويرادفه الحيّز.
والمكان عند الحكماء الاشراقيين هو البعد المجرد الموجود، وهو ألطف من الجسمانيات، واكثف من المجردات، ينفذ فيه الجسم، وينطبق البعد الحال فيه على ذلك البعد في اعماقه وأقطاره، فعلى هذا يكون المكان بعدا منقسما في جميع الجهات، مساويا للبعد الذي في الجسم، بحيث ينطبق احدهما على الآخر، ساريا فيه بكليته (كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي).
والمكان عند المحدثين وسط مثالي غير متداخل الاجزاء، حاو للاجسام المستقرة فيه، محيط بكل امتداد متناه. وهو متجانس الأقسام. متشابه الخواص في جميع الجهات، متصل، وغير محدود، وله عند علماء الهندسة صفتان أخريان: الاولى قولهم: ان المكان ذو ثلاثة ابعاد، ومعنى ذلك انه لا يلتقي في نقطة واحدة من المكان الا ثلاثة خطوط عمودية. والثانية قولهم: ان اجزاء المكان مطابقة بعضها لبعض، بحيث يمكنك ان تنشىء فيه اشكالا متشابهة على جميع المقاييس، ولا سبيل الى انكار هاتين الصفتين الا في الهندسة اللااقليدسية (-  non eirtemoeG enneidilcuE)  التي تقرر ان للمكان عددا غير محدود من الابعاد وقد فرق (هوفدينغ) بين المكان النفسي والمكان المثالي، فقال ان المكان النفسي الذي ندركه بحواسنا مكان نسبي لا ينفصل عن الجسم المتمكن، على حين ان المكان المثالي الذي ندركه بعقولنا مكان رياضي مجرد ومطلق، وهو وحده متجانس ومتصل.
وقريب من قول (هوفدينغ) قول (ماخ): ان المكان قسمان:
احدهما المكان الهندسي المشتمل على الصفات التي قدمنا ذكرها، والآخر المكان الفيزيولوجي المقصور على ميدان الادراك الفعلي، والمشتمل على ما في المدركات الحسية من ضروب التباين الناشئة عن كونه ذا جهات مختلفة، مثل فوق واسفل ويمين ويسار الخ.
قال ان لكل حاسة من الحواس مكانا فيزيولوجا يخصّها، وهو في الاحساس اللمسي اكثر تجانسا مما هو عليه في الاحساس البصري، وفي الاحساس البصري اقل تباينا مما هو عليه في الاحساس العضلي، وقريب من ذلك ايضا قول (و يليم جيمس)، ان جميع الاحساسات مكانية ( selaitapS)  اي ذات امتداد.
وجملة القول ان هناك مكانا لمسيا ومكانا بصريا، ومكانا عضليا، وهي كلها من المعطيات المباشرة.
أما المكان الهندسي المتجانس، والمتصل وغير المحدود، فهو مكان مجرد، او تصور عقلي محيط بجميع الاجسام. واذا جمعت بين الزمان والمكان في تصور واحد، امكنك ان تولد منهما مفهوما جديدا يطلق عليه اسم المكان- الزمان (-  ecapsE spmet)  وهو ذو أربعة أبعاد، تؤلف متصلا مكانيا- زمانيا، يرمز اليه بأربعة متغيرات، أعني بالطول والعرض والعمق والزمان (س. ع.
ف. ق.) وهذه الابعاد ضرورية لتحديد كل ظاهرة طبيعية، لأن الظاهرة الطبيعية لاتحدت في المكان وحده، بل تحدث في المكان والزمان معا.







مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید