المنشورات

الممكن في الفرنسية/ elbissoP في الانكليزية/ elbissoP في اللاتينية/ silibissoP

الممكن هو الذي يتساوى فيه الوجود والعدم، وهو احدى مقولات الجهة ( etiladoM)،  ويقابله الممتنع ( elbissopmI)  والضروري ( eriasseceN).
قال ابن سينا: «ان الواجب الوجود هو الموجود الذي، متى فرض غير موجود، عرض منه محال. وان الممكن الوجود هو الذي، متى فرض غير موجود أو موجودا، لم يعرض منه محال.
والواجب الوجود هو الضروري الوجود، والممكن الوجود هو الذي لا ضرورة فيه بوجه، أي لا في وجوده، ولا في عدمه» (النجاة، ص 366).
وللمكن معنيان: (الأول) سلب الضرورة، وهو قد يكون بحسب نفس الأمر، ويسمى امكانا ذاتيا، وامكانا خارجيا، او يكون بحسب الذهن، ويسمّى امكانا ذهنيا، وهو ما لا يكون تصور طرفيه كافيا، بل يتردد الذهن بالنسبة بينهما (كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي). (و الثاني) هو الوجود بالقوة، ويسمّى بالامكان الاستعدادي، وهو كون الشيء من شأنه أن يكون، وليس بكائن، فلا ينتقل من حال الوجود بالقوة الى حال الوجود بالفعل، الّا عند استيفائه شروط الوجود الأساسية (كما في علم ما بعد الطبيعة)، أو شروط الوجود الخارجية (كما في علم الطبيعة).
وكل امر خلا من التناقض، فهو ممكن امكانا مطلقا او منطقيا، وكل امر استوفى الشروط العامة للتجربة، فهو ممكن امكانا طبعيا.
ويطلق اصطلاح الممكن الطبيعي على كل امر لا يناقض ظواهر الطبيعة او لا يتعارض مع قانون من قوانينها الثابتة.
والممكن مع غيره (-  issopmoC elb)  عند (ليبنيز) هو الذي يجوز أن يوجد مع ممكن آخر، اذا لم يكن بينهما تعارض (مج).
ويطلق الممكن ايضا على المحتمل ( elbaborP).  قال (كورنو):
الشيء، في لغة علم الرياضيات علم ما بعد الطبيعة، اما ان يكون ممكنا، واما ان يكون غير ممكن، اما في لغة علم الطبيعة فانه من المألوف ان يقال: ان ميل الظواهر الى الحدوث متفاوت، وان درجة إمكانها متناسبة في الواقع مع عدد المرات التي تحدث فيها بالفعل، ومعنى ذلك ان الاحتمال الرياضي مقياس الامكان الطبيعي، وكل واحد من هذين الأمرين مساو للآخر (،  tonruoC sed te secnahc sed eiroehT 81. p, setilibaborp).
والممكن في علم الاخلاق هو الذي لا يناقض المعايير الاخلاقية، او القوانين النفسية والاجتماعية، كما في قول (رينان): «انه من الممكن ان يصاب النوع البشري بانحطاط لا خلاص له منه» (-  ihposolihp seugalaiD, naneR 46, II, seuq).  ويطلق الممكن بحسب الذهن على الشيء الذي يتكلم عليه المرء، وهو غير عالم بصدقه، أو كذبه، سواء كان ذلك الشيء متعلقا بالماضي، أو المستقبل، أو غير متعلق بزمان أصلا، تقول: انه من الممكن أن يهطل المطر في هذا المساء، وانه من الممكن ان تكون هذه المعضلة غير قابلة للحل. وكل فرضية رياضية، أو طبيعية، أو نفسية، فهي تعبر عن علاقة ممكنة او قانون ممكن.
والممكن الاضافي مرادف للمحتمل، الّا انه أقل منه قوة، لأن الكثير الامكان قد يكون قليل الاحتمال، والحوادث المتساوية الامكان، أو المتساوية الاحتمال بحسب الذهن، هي الحوادث التي يتكلم المرء عليها وهو لا يعلم ان بعضها سيحدث قبل الآخر، أو بعده، مثال ذلك استخراجنا كرة بيضاء او سوداء، من كيس نعلم انه يتضمن عددا من الكرات المجهولة اللون والعدد.
والممكنة العامة في اصطلاح المنطقيين «هي التي حكم فيها بسلب الضرورة المطلقة عن الجانب المخالف للحكم، فان كان الحكم في القضية بالايجاب، كان مفهوم الامكان سلب ضرورة السلب، وان كان الحكم في القضية بالسلب، كان مفهومه سلب ضرورة الايجاب، فانه هو الجانب المخالف للسلب، فاذا قلنا: كل نار حارّة بالامكان العام، كان معناه ان سلب الحرارة عن النار ليس بضروري، واذا قلنا: لا شيء من الحار ببارد بالامكان العام، فمعناه ان ايجاب البرودة للحار ليس بضروري» (تعريفات الجرجاني).
والممكنة الخاصة «هي التي حكم فيها بسلب الضرورة المطلقة عن جانبي الايجاب والسلب، فاذا قلنا كل انسان كاتب بالامكان الخاص، او لا شيء من الانسان بكاتب بالامكان الخاص، كان معناه ان ايجاب الكتابة للانسان، وسلبها عنه، ليسا بضرورين، لكن سلب ضرورة الايجاب امكان عام سالب، وسلب ضرورة السلب امكان عام موجب. فالممكنة الخاصة، سواء كانت موجبة، او سالبة، يكون تركيبها من ممكنتين عامتين:
احداهما موجبة، والاخرى سالبة، فلا فرق بين موجبتها وسالبتها في المعنى، بل في اللفظ، حتى اذا عبرت بعبارة ايجابية كانت موجبة، واذا عبرت بعبارة سلبية كانت سالبة» (تعريفات الجرجاني).
(ر: الامكان، الضرورة، الضروري. المحتمل).








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید