المنشورات

الهوية في الفرنسية/ etitnedI في الانكليزية/ ytitnedI في اللاتينية/ satitnedI

آ- اسم الهوية ليس عربيا في اصله، «و انما اضطر اليه بعض المترجمين، فاشتق هذا الاسم من حرف الرباط، اعني الذي يدل عند العرب على ارتباط المحمول بالموضوع في جوهره، وهو حرف هو في قولهم: زيد هو حيوان او انسان» (ابن رشد، تفسير ما بعد الطبيعة ص 557).
ب- واسم الهوية مرادف لاسم الوحدة والوجود، ولكن اسم «الهوية التي تدل على ذات الشيء غير اسم الهوية التي تدل على الصادق، وكذلك اسم الموجود الذي يدل على ذات الشيء هو غير الموجود الذي يدل على الصادق» (ابن رشد، م. ن/ ص 560).
قال الفارابي: «هوية الشيء وعينيته، وتشخصه، وخصوصيته، ووجوده المنفرد له، كل واحد.
وقولنا انه هو اشارة الى هويته، وخصوصيته، ووجوده المنفرد له الذي لا يقع فيه اشتراك» (التعليقات، ص 21).
ج- وللهوية عند القدماء عدة معان، وهي التشخص، والشخص نفسه، والوجود الخارجي. قالوا:
«ما به الشيء هو هو باعتبار تحققه يسمى حقيقة وذاتا، وباعتبار تشخصه يسمى هوية، واذا اخذ اعم من هذا الاعتبار يسمى ماهية.
وقد يسمى ما به الشيء هو هو ماهية اذا كان كليا كماهية الانسان، وهوية اذا كان جزئيا كحقيقة زيد، وحقيقة اذا لم يعتبر كليته وجزئيته» (كليات ابي البقاء)، وقالوا: «الأمر المتعقل من حيث انه معقول في جواب ما هو يسمّى ماهية، ومن حيث ثبوته في الخارج يسمى حقيقة، ومن حيث امتيازه على الاغيار يسمى هوية، ومن حيث حمل اللوازم عليه يسمّى ذاتا» (كليات ابي البقاء).
د- والهوية عند بعضهم هي «الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة في الغيب المطلق» (تعريفات الجرجاني) لذلك قيل: ان «الأحق باسم الهوية من كان وجود ذاته من نفسها، وهو المسمى بواجب الوجود والمستلزم للقدم والبقاء» (كليات ابي البقاء).
ه- «و الهوية السارية في جميع الموجودات ما اذا أخذ حقيقة الوجود لا بشرط شيء ولا بشرط لا شي» (تعريفات الجرجاني)، وقريب من هذا المعنى قولهم: ان الهوية هي الوجود المحض الصريح المستوعب لكل كمال وجودي شهودي، قال الشاعر: ان الهوية عين ذات الواحد.
ومن المحال ظهورها في شاهد و- وللهوية عند المحدثين اربعة معان:
1 - تطلق الهوية على الشيء من جهة ما هو واحد، كقولنا:
ان الشيخ الرئيس هو ابو علي ابن سينا، وتسمى هذه الهوية بالهوية العددية. ( euqiremun etitnedI).
2 - وتطلق الهوية على الشخص (او على الموجود المشبّه بالشخص) اذا ظل هذا الشخص ذاتا واحدة رغم التغيرات التي تطرأ عليه في مختلف اوقات وجوده، ومنه قولنا:
هوية الأنا، وهوية الفاعل، وتسمى هذه الهوية بالهوية الشخصية ( ellennosreP etitnedI).
3 - والهوية صفة موضوعين من موضوعات الفكر اذا كانا رغم اختلافهما في الزمان والمكان متشابهين في كيفيات واحدة، وتسمى هذه الهوية بالهوية الكيفية ( etitnedI evitatilauq)  او الهوية النوعية ( euqgiceps etitnedI).
4 - والهوية علاقة منطقية بين شيئين متحدين كالهوية الرياضية، او المساواة الجبرية التي تظل صادقة رغم اختلاف قيم الحروف التي تتقوم منها، كما في العلاقة الجبرية التالية.
(ب+ ج) 2 ب 2+ ج 2+ 2 ب ج التي تدل على وحدة الطرفين، ويعبر عن هذه الهوية في المنطق الصوري برمز المساواة () كما في قولنا (ب ب) او قولنا:
الانسان حيوان ناطق، اما في جبر المنطق فيعبر عن الهوية بهذا الرمز (-) كما في قولنا:
(ب* ب)، وهذا أصدق، لأن الرمز () يدل على المساواة في الكم، لا على الاتحاد بين الشيئين.
الهوية الجزئية ( etitnedI elleitraP)-  يطلق اصطلاح الهوية الجزئية عند لارو ميغير (-  imoraL etitnedi'l rus sruocsiD, ereiug tnemennosiar el snad)  على قسم من العناصر التي يتألف منها الكل المشخص، ماديا كان او نفسيا.
فلسفة الهوية ( eihposolihP etitnedi'l ed)-  يطلق اصطلاح فلسفة الهوية على مذهب (شيلينغ) القائل بوحدة الطبيعة والفكر، ووحدة المثل الاعلى والواقع، وكل فلسفة لا تفرق بين المادة والروح، ولا بين الذات والموضوع، فهي فلسفة من هذا القبيل، لأنها تجمع بينهما في وحدة لا تنفصل، وترجعهما الى شيء واحد هو المطلق.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید