المنشورات

الواحدية في الفرنسية/ emsinoM في الانكليزية/ msinoM

1 - الواحدية عند القدماء عدم انقسام الواجب لذاته الى الجزئيّات، أما الاحدية، فهي عدم انقسام الواجب لذاته الى الأجزاء. والأحدية عندهم اعلى من الواحدية، والالوهية اعلى من الاحدية. ومعنى أحدية اللّه تعالى انه احدي الذات لا تركيب فيه أصلا، ومعنى وحدانية اللّه انه يمتنع ان يشاركه شيء في ماهيته وصفات كماله، وانه منفرد بالايجاد والتدبير العام بلا واسطة، ولا معالجة، ولا مؤثر سواه في اثر عموما (كليات ابي البقاء).
2 - والواحدية عند المحدثين مذهب فلسفي يرد جميع الأشياء الى مبدأ واحد، سواء أ كان ذلك من ناحية الجوهر، ام من ناحية القوانين المنطقية، او الطبيعية، او الادبية. ومذهب الواحدية مقابل لمذهب الاثنينية ( emsilauD)  ومذهب التعدد. 3 - لقد بين (فولف)، في كلامه على الواحدية، ان هذا المذهب يرد الكون كله الى المادة، او الى المثال، او الروح، فله اذن ثلاثة اقسام: (آ) الواحدية المادية ( etsilairetam emsinoM)،  وهي ترد الوجود الى المادة وحدها (ب) والواحدية المثالية ( emsinoM etsilaedi)،  وهي ترد الوجود الى المثال (ج) والواحدية الروحية ( etsilautirips emsinoM)،  وهي ترد الوجود الى الروح.
ومن لواحق هذا المعنى اطلاق الواحدية على مذهب (اوستوالد) الذي يرد جميع ظواهر الطبيعة الى حقيقة جوهرية واحدة، وهي الطاقة (ر: الطاقة،  eigrenE).
4 - وتطلق الواحدية بالمعنى المنطقي والمتافيزيقي على مذهب (هيجل) الذي يردّ كل شيء في العالم الى الفكرة أو المثال. فالمطلق عنده هو الوجود الحقيقي، والطبيعة والفكر حالان من احوال المطلق.
وتطلق الواحدية بهذا المعنى ايضا على مذهب (برادلي) من جهة ما هو مشتمل على القول بوحدة العالم ووجوده المطلق، وبمعقولية الوجود الذاتية، وباتفاق الأشياء في الباطن رغم اختلافها في الظاهر، والواحدية بهذا المعنى مقابلة لمذهب التعدّد، الذي يقرّر ان الانفصال، والكثرة الفردية، والصيرورة، وعدم امكان التنبؤ بالمستقبل، هي من مقومات الوجود.
5 - وتطلق الواحدية بالمعنى العلمي والفلسفي والاخلاقي على مذهب (هيكل) الذي يقرر ان الكون واحد، فلا تعارض بين المادة والروح، ولا بين اللّه والعالم، لأن العالم ليس مخلوقا، وانما هو قديم ومتطور وفقا لقوانين أزلية، وليس هنالك قوة حيوية مستقلة عن القوى الفيزيائية والكيميائية، ولا تعارض بين غايات البدن وغايات الروح، هذا الى جانب القول بسمو الطبيعة، وتقديس العقل، والايمان بالعلم، والخير، والجمال. 6 - ومن معاني الواحدية دلالتها على النزعة الفلسفية التي اشتملت عليها كتب (بول كاروس) ومجلة ( tsinoM ehT)  التي اسسها (هيجلر  relegeH)  عام 1900، ويمكن تلخيص المذهب الذي تضمنته هذه النزعة في الاقوال التالية، وهي: (1) القول ان في كل موضوع حقيقة واحدة يمكن تعيينها مسبقا، لأنها حقيقة لا زمانية مستقلة عن كل رغبة، وعن كل عمل فردي.
(2) القول ان جميع الحقائق متفقة بعضها مع بعض (3) القول بامكان التوفيق بين المعرفة العلمية والايمان الديني، دون اضاعة شيء من مضمونها.
7 - ومن معاني الواحدية أخيرا اطلاقها على كل مذهب يصرّح بخضوع جانب معين من الأفكار، او الظواهر، لنوع واحد من التفسير (كرد الأفكار او الظواهر الى مبدأ واحد، او سبب واحد، او نزعة واحدة، او اتجاه واحد) كما في الواحدية الجمالية او الاخلاقية.








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید