المنشورات

الوجود في الفرنسية/ ecnetsixE في الانكليزية/ ecnetsixE في اللاتينية/ aitnetsixE

الوجود مقابل للعدم، وهو بديهي، فلا يحتاج الى تعريف الا من حيث انه مدلول للفظ دون آخر، فيعرف تعريفا لفظيا يفيد فهمه من ذلك اللفظ، لا تصوره في نفسه.
مثال ذلك تعريف الوجود بالكون، او الثبوت، او التحقق، او الحصول، او الشيئية، او بما به ينقسم الشيء الى فاعل ومنفعل، والى حادث وقديم، أو بما به يصحّ ان يعلم الشيء، ويخبر عنه، فهذه كلها تعريفات لفظية أخفى من الشيء المعرف، ولا معنى لتعريف الشيء بما هو أخفى منه. ولعلّنا، اذا اردنا توضيح معنى الوجود، نستطيع ان نميزه عن غيره بما يلي:
1 - ان الوجود هو كون الشيء حاصلا في نفسه، مع انه لا يكون معلوما لاحد، فوجوده اذن بذاته مستقل عن كونه معلوما.
2 - ان الوجود هو كون الشيء حاصلا في التجربة، اما حصولا فعليا فيكون موضوع ادراك حسي او وجداني، واما حصولا تصوريا فيكون موضوع استدلال عقلي.
3 - ان الوجود هو الحقيقة الواقعية الدائمة، او الحقيقة التي نعيش فيها، وهو بهذا المعنى مقابل للحقيقة المجردة، والحقيقة النظرية.
4 - وقد يراد بالوجود مصدر وجد او كان ( ertE)  فيكون معناه الوجود الحقيقي او الواقعي، وقد يراد به معنى أعم من ذلك فيطلق على وجود الشيء في ذاته، او على وجود الشيء بالشيء او للشيء. ووجود الشيء للشيء يكون على معنيين: الأول وجود الشيء لغيره بان يكون محمولا عليه ومستقلا بالمفهومية عنه، كوجود الاعراض، والثاني وجوده لغيره بأن يكون رابطا بين الموضوع والمحمول، وغير مستقل بالمفهومية عنه، ويسمّى وجودا رابطيا.
5 - والوجود ينقسم الى وجود خارجي، ووجود ذهني. فالوجود الخارجي عبارة عن كون الشيء في الاعيان، وهو الوجود المادي، والوجود الذهني عبارة عن كون الشيء في الأذهان، وهو الوجود العقلي او المنطقي.
6 - والوجود عند الفلاسفة المدرسيين مقابل للماهية، لأن الماهية هي الطبيعة المعقولة للشيء، والوجود هو التحقق الفعلي له.
وكون الشيء حاصلا في التجربة غير كونه ذا طبيعة معقولة.
ومن الفلاسفة من يقول ان وجود الشيء زائد على ماهيته، كابن سينا الذي يرى ان الوجود عرض في الأشياء ذوات الماهيات المختلفة محمول عليها، خارج عن تقويم ماهياتها (منطق المشرقيين ص 22).
ومنهم من يقول ان وجود كل شيء عين ماهيته، كوجود الانسان، فهو نفس كونه حيوانا ناطقا، او وجود السرير، فهو نفس كونه مؤلفا تأليفا خاصا لغاية معينة. وقد فطن ابن رشد لذلك، فقال: «ان ابن سينا يرى ان الموجود والواحد يدلان من الشيء على معنى زائد على ذاته، وذلك انه ليس يرى ان الشيء موجود بذاته، بل بصفة زائدة عليه ...
والواحد عنده والموجود يدلان على عرض في الشيء» (تفسير ما بعد الطبيعة، ص 1279). قال:
«و انما غلط الرجل امران:
احدهما انه اعتقد ان الواحد الذي هو مبدأ الكمية هو الواحد المرادف لاسم الوجود ... والثاني انه التبس عليه اسم الموجود الذي يدل على الجنس، والذي يدل على الصادق (الصادق هو الذي في الذهن على ما هو عليه خارج الذهن)، فان الذي يدل على الصادق هو عرض، والذي يدل على الجنس يدل على كل واحد من المقولات العشر» (تفسير ما بعد الطبيعة، ص 1280).
وجملة القول ان وجود الماهيات وجود ذهني، ووجود ماله ماهية وذات خارج النفس وجود مادي، سواء تصورت تلك الذات او لم تتصور، فالوجود الخارجي اذن هو ما به تصبح الماهيات المعقولة حاصلة ومتحققة بالفعل، ونسبة هذا الوجود الى الماهية كنسبة الفعل الى القوة، والوجوب الى الامكان. وتصور الماهية مع الذهول عن الوجود الذهني غلط.
(ر: الموجود).










مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید