الوحداني هو المنسوب الى الوحدة، والمفارق للجماعة، المنفرد بنفسه، والوحدانية صفة من صفات اللّه تعالى، معناها: انه يمتنع ان يشاركه سبحانه شيء في ماهيته، وصفات كماله، وانه منفرد بالايجاد والتدبير العام، بلا واسطة، ولا معالجة، ولا مؤثر سواه في أثر عموما (كليات ابي البقاء).

والفرق بين الوحدانية والأحدية ان الوحدانية مصدر صناعي من الوحدة، على حين ان الاحدية مصدر صناعي من الأحد، واذا علمت ان الأحد ( euqinU)  يقال على الفرد او الشخص الذي لا نظير له في ذاته، وجدت معنى الوحدانية قريبا من معنى الأحدية، فمعنى احدية اللّه انه تعالى احدي الذات، لا تركيب فيه اصلا، ومعنى وحدانيته انه منفرد عن جميع الموجودات بحقيقته وصفات كماله، وانه لا نظير له، ولا شريك له.

وفي كتاب النجاة لابن سينا «فصل في كمال وحدانية واجب الوجود» (النجاة، ص 369) كما ان في رسالته المتعلقة باقسام العلوم العقلية اشارة الى الوحدانية، يقول فيها: موضوع هذا القسم (يعني القسم الثالث من الاقسام الاصلية للعلم الالهي) «النظر في اثبات الحق الأول وتوحيده والدلالة على تفرده، وربوبيته، وامتناع مشاركة موجود له في مرتبة وجوده، وانه وحده واجب الوجود بذاته، ووجود ما سواه يجب به، ثم النظر في صفاته وانه كيف تكون ... حتى لا توجب في ذاته تغيرا وكثرة، ولا تقدح في وحدانيته الذاتية الحقيقية» (تسع رسائل، في الحكمة والطبيعيات، الرسالة الخامسة في اقسام العلوم العقلية ص 112 - 113).

وجملة القول ان الوحدانية هي اتصاف الموجود بالوحدة وانفراده عن سائر الموجودات بكمالات تخصه.

مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م